كتب: على طه
هناك آراء في الأوساط السياسية وأروقة الصالونات الثقافية تنتصر لفكرة وجود حرب بيولوجية في العالم، وأن ڤيروس "كوفيد 9" قد تم تخليقه وخرج عن السيطرة سواء من قِبَل الصين أو من قِبَل أمريكا.
لكن هناك رأي آخر يقول إنها مجرد حرب نفسية تقودها الآلة الإعلامية لإسقاط الانظمة العالمية، واستمرار سيطرة نخبة بعينها علي العالم، تمهيدآ لإنشاء نظام عالمي جديد.
وكلا الرأيين له مبرراته ودوافعه، ومع تبنى أيهما فهناك سؤال أهم مطروح الآن، وينبغي علي المحللين الاستراتيجيين أن يجاوبوا عليه وهو : ما هو شكل العالم بعد كورونا ؟ سؤال يجيب عليه فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" الباحث في الاستراتيجيات والأمن القومي د. محسن عثمان فى الآتى:
يقول عثمان: إن هناك مثلث متربع علي عرش العالم أضلاعه (الأمريكان...والروس...والصينيين).هذا الثلاثي بينه وبين بعضه حرب باردة عسكرية بين أمريكا وروسيا. وأخري اقتصادية بين أمريكا والصين.
وأضاف عثمان: يجب علينا أن نعترف بأن أمريكا لا تريد إسقاط الصين علي الإطلاق لأن سقوط الصين باختصار سيؤثر سلبا علي الاقتصاد العالمي كما أنها لا تستطيع أن تمليء الفراغ بعد سقوطها. ولذلك هي تحاول إخضاع الصين للقرارات الأمريكية، كما أنها لا تريد إسقاط روسيا لأن وجود روسيا وقوتها العسكرية سبب رئيسي في ميزانية الدفاع الأمريكية الكبيرة. ونحن نعلم أن أمريكا تدار من جهاز الاستخبارات الأمريكية (cia ) الذى يتبع في الأساس وزارة الدفاع (البنتاجون).
وأشار الباحث الاستراتيجى أنه بعد كورونا ستستمر السيطرة الثلاثية علي العالم ولكن بتنسيق فيما بينها، ويتم التعاون الواضح والصريح ايضا فيما بينها، وخصوصا عسكريا واقتصاديا، كما سيتم وضع مجلس دفاع بيولوجي عالمي وذلك بعد انفضاح أمر منظمة الصحه العالمية بسبب عدم قدرتها علي مواجهة الفيروس، وسوف يقود هذا المجلس الدول الثلاث الكبار.
وأكد عثمان على أنه ستتحول دول العالم إلي دراسات وأبحاث علمية وسيتم زيادة الإنفاق علي العلم والعلماء، وبالتالي تتحول صناعة الأدوية من الإنفاق علي كريمات البشرة وصبغات الشعر إلي الاستثمار في العلم والعقاقير واللقاحات.
وأوضح عثمان أنه من الصعب أن يتفكك الإتحاد الأوروبي علي الإطلاق لأنه إذا تفكك فأين ستذهب الدول؟ وإلي أي تحالفات ستلتحق؟، وبالتالى سزوف تنقسم أوروبا ما بين روسيا (في الغاز)، والصين (في الإقتصاد)، وأمريكا (عسكريا)، كما سيخضع العالم لرؤية الثلاثي.
ويختم الباحث الاستراتيجى عثمان بأن العلم سوف يقود السياسة وتكون الدبلوماسية الطبية أحد المعايير القوية لتقييم الدول والحكومات، وأحد جوانب التعامل بين الدول، فالرأى الذي يقول إن تتهاوي أمريكا وتصعد الصين رأي يُحترم ولكنه مبالغ جدا فيه، فلابد أن نعترف جميعا أن الحرب البيولوچية هي الأوسع انتشارآ، والأكثر هلاكا من الحرب النووية والأسلحة الكميائية.
[caption id="attachment_454858" align="alignnone" width="350"]
محسن عثمان[/caption]