عاطف عبدالغنى يكتب: هل فقدت أمريكا سيطرتها على الأمم المتحدة؟

عاطف عبدالغنى يكتب: هل فقدت أمريكا سيطرتها على الأمم المتحدة؟عاطف عبدالغنى يكتب: هل فقدت أمريكا سيطرتها على الأمم المتحدة؟

* عاجل24-4-2020 | 17:29

هل فقدت أمريكا سيطرتها على الأمم المتحدة؟!.. الإجابة عن هذا السؤال لا تحتمل الإجابة القطعية، لأنه إذا قلت: نعم فمعناها سقوط الولايات المتحدة الأمريكية من فوق كرسى قيادة العالم، وإذا قلت: لا، فأنت لا تملك المعلومات الكافية أو الصحيحة عن تدهور العلاقة بين المنظمة العالمية أو العولمية، والولايات المتحدة الأمريكية.

(1)

وقد يتصور البعض أن القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوقف تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية، هو أول مظهر من مظاهر الخلاف بين سيدة العالم والمنظمة الدولية، وهذا غير صحيح، فقد سبق مع مطلع الألفية الحالية أن واجهت الولايات المتحدة انتكاسة كبيرة فى لجنتين من لجان الأمم المتحدة وهما لجنتا حقوق الإنسان ومكافحة المخدرات، ولم تنجح فى تجديد عضويتها داخل اللجنتين، وعزا الخبراء جزءا من هذه المشكلة إلى أسباب سياسية، لكنهم قالوا إن السبب الرئيسى هو تأخر وامتناع الولايات المتحدة عن دفع ما ألزمت به نفسها من مستحقات مالية للأمم المتحدة، وكان متأخرا عليها فى هذا التاريخ (بداية الألفية) أكثر من 300 مليون دولار، وردت الولايات المتحدة على هذا الاتهام بالقول إن المنظمة الدولية لا تقوم بالدور الموكول إليها، وأنها باتت عاجزة عن تنفيذ المهمات الأساسية التى أنيطت بها وهى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. والآن يعود الحديث عن أزمة على مسرح الأحداث العالمى بين الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، بسبب جائحة «كورونا» والمطلع على حقيقة ما يدور خلف كواليس الصراع الدولى لن يتوقف عند هذه الأزمة، ولكن حتما سوف يتجاوزها للكشف عن مساحة الصراع المخفية، وما يدور فى الكواليس، ويؤكده حديث الترتيبات الدولية لعالم ما بعد كورونا.

(2)

وكما يقولون: ما أشبه الليلة بالبارحة، والذى يعرف تاريخ تكوين وظهور الأمم المتحدة إلى النور ككيان عالمى الهدف منه - كما هو معلن فى أسباب التكوين - حفظ السلم والأمن على كوكب الأرض، سوف يربط هذا الظهور بحدثين رئيسيين وقعا خلال سنوات المنتصف من القرن العشرين، الأول بدايات انهيار القوى العظمى، والإمبراطوريات التى تحكم العالم، والثانى أزمة وكارثة دولية هددت وجود العالم، وفى ترجمة ما سبق، كانت الإمبراطوريات التى تتنازع العالم هى البريطانية، والفرنسية، وكانت الكارثة والأزمة، هى الحرب العالمية الثانية، وكان هناك اليهود الذين رتبوا لإسقاط عصبة الأمم التى تشكلت فى أعقاب الحرب العالمية الأولى؛ لأن الشعب الأمريكى رفض الانضمام إليها، ولعب اليهود لعبتهم فى الداخل الأمريكى (بعد إسقاط عصبة الأمم) ليقنعوا الشعب الأمريكى بالموافقة على انضمام بلاده إلى المنظمة الجديدة وهى الأمم المتحدة. كانت الولايات المتحدة هى فرس الرهان القادم، وللغرابة فقد وظف يهود أمريكا الاشتراكيين والشيوعيين الأمريكيين الذين سيطروا على مجلس العلاقات الخارجية فى هذا التاريخ، لإقناع الإدارة الأمريكية، ومن ثم الشعب بالانضمام للأمم المتحدة، تمهيدا للسيطرة عليها، وحكم العالم من خلالها، انطلاقا من مجلس الأمن قبل جمعيتها العامة.

(3)

وأخبرتنا حوادث التاريخ أن اليهود تسلطوا على الولايات المتحدة، التى تسلطت على الأمم المتحدة، وجعلت منها مجرد أداة لخدمة مصالحها الاستعمارية والامبريالية، المرتبطة بالمصالح الصهيونية فى العالم، حتى جاءت الأزمة الحالية.. أزمة كورونا، ليظهر للعلن ما هو مستور، ويتهم ترامب منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، بأنها وقفت مع الصين وأخفت معلومات مهمة لتضر بالولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا، ومدير المنظمة ينفى تسييس الجائحة الصحية، وينقسم العالم بين مؤيد ومعارض، بينما يعتمد ترامب المغرور على أصوات فى الداخل الأمريكى تنادى لسنوات بأن تمتنع أمريكا عن دفع الأموال الطائلة للمنظمة؛ لأنها (من وجهة نظرهم) تقوم فى النهاية بإصدار القرارات المناهضة لأمريكا وسياستها فى كل أنحاء العالم. وذهب البعض أكثر من ذلك باقتراح أن تجمّد أمريكا عضويتها فى كل من المنظمات والوكالات الإقليمية التابعة للأمم المتحدة، وأن تظل عضوا فقط فى مجلس الأمن والجمعية العامة، وبهذا تستطيع واشنطن أن توفر الكثير من الأموال التى تنفقها بدون طائل على هذه الهيئات ونشاطاتها.

(4)

وفى بلد مثل الولايات المتحدة، كل دعاية فيها منظمة، ويخضع تشكيل الرأى العام فيها لآليات محددة ومعروفة، لن تخرج مثل هذه الأصوات، التى تعمل على إسقاط الأمم المتحدة بشكل عشوائي، هناك بالتأكيد من يقف وراء هذه الدعوات، بينما تنفلت الأمم المتحدة من يد الولايات المتحدة الأمريكية، وربما تسقط فى سنوات قريبة قادمة، ويشهد العالم ميلاد منظمة أممية جديدة، وقطب عالمى جديد ينتزع الصدارة من أمريكا!.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2