عمر وفاروق يكتب .. لماذا أزعج مسلسل «الاختيار» جماعة الإخوان ؟
عمر وفاروق يكتب .. لماذا أزعج مسلسل «الاختيار» جماعة الإخوان ؟
شنت جماعة الإخوان وكتائبها الإلكترونية هجمة شرسة ضد مسلسل "الاختيار"، منذ اللحظات الأولى للإعلان عن عرضه خلال شهر رمضان الجاري.
وعقب عرض الحلقة الأولى من المسلسل، بث منابر الإخوان وإعلامها المحرض حملات ممنهجة ضد رسالته الوطنية، وضد القائمين عليه، كعادتها في محاولة بث الشائعات وتزييف الحقائق، وتشويه صورة المؤسسة العسكرية المصرية.
وهناك محموعة من الدلالات تكشف بوضوح خوف جماعة الإخوان الشديد وحلفائها من اعتماد الدولة المصرية لمشروع الدراما والسينما الفكرية الوطنية .
أولاً :المواجهة مع جماعات التطرف والعنف والتخريب مواجهة فكرية باقتدار، قبل أن تكون معركة مسلحة .
ثانياً: رموز الدولة المصرية لاسيما العسكرية تتعرض لحملات تشويه ممنهجة منذ خمسينات القرن الماضي على يد جماعة الإخوان وكل الكيانات المتطرفة التي خرجت من عبائتها ومشروعها.
ثالثاً: هذه النوعية من الرواية الدرامية والسينما مثل مسلسل "الاختيار"، ومسلسل "كلبش"، وفيلم "الممر"، أجهضت مشروع الإخوان وحلفائها على مدار الست سنوات الأخيرة في إسقاط هيبة المؤسسة العسكرية المصرية، ومن خلفها قضية "الانتماء الوطني"، وتركيزها في صناعة حملات ممنهجة وممولة تدعو لرفض التجنيد الإجباري، من خلال أفلام بثتها قناة "الجزيرة"، وقناة "الشرق" وقناة "مكملين"، بهدف النيل من المؤسسات العسكرية والأمنية .
رابعاً: الجيش المصري فعليا يقف عائقا أمام مشروع جماعات الإسلام السياسي والحركي المسلح، بمختلف تنوعاتها، ومن ثم وضعت هذه الجماعات نصب أعينها مشاريع فكرية وبحثية صبغتها بالأطر الشرعية والدينية ووظفتها في عمليات التأثير الفكري والنفسي، والتشكك في دور المؤسسة العسكرية ودورها في مكافحة الإرهاب والحفاظ على مقدرات الدولة المصرية في ظل حروب تقسيم واضحة جدا للجميع.
خامساً: المؤسسات التعليمية والفكرية والثقافية المصرية ورموزها فشلوا على مدار سنوات طويلة في الحفاظ على خلق الروح الوطنية وصناعتها وتأصيلها لدى ابناء جموع الشعب المصري والعربي، وطغت عليها المادة والمصالح الخاصة، وتأثروا بالوارد الغربي.
سادساً: الأجيال الجديدة تحديدا حرمت من فكرة القدوة الوطنية المخلصة، التي تم تغييبها عمدًا، وتعرضت وتأثرت بمشاريع وأدوات الحروب النفسية والإلكترونية التي تمت صياغتها لتدمير الهوية المجتمعية وانتزاعها من عروبتها قوميتها .
سابعاً: الفن والثقافة يمثلان ركائز بناء العقلية الجمعية للمجتمعات والحفاظ على هويتها العربية من التخريب والتدمير المتعمد.
ثامناً: الدراما والسينما من أهم أدوات مخاطبة العقل والوجدان، وتشكيل الفكر الجمعي، والتي انحصر دورها على مدار سنوات طويلة في تقديم مواد من شأنها تشويه صورة المجتمع المصري وعاداته وتقاليده، مثل أفلام السبكي ومحمد رمضان، واللمبي، ومن ساروا في طريقهم، وغابت عن دورها الحقيقي في تقديم المادة الوطنية .
تاسعاً: مخطط إسقاط الدولة المصرية والدول العربية، على يد جماعة الإخوان وحلفائها بدء تحت لافتة مشروع "الفوضى الخلاقة"، وهو استهدف خلق كيانات جديدة يكون ولائها للجماعة وللوبي الأمريكي الصهيوني، في ظل هدم المؤسسات الوطنية التي تحافظ على التراب المصري وهويته وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية.
عاشرًا: صناعة الدراما والسينما قوة ناعمة، تجسد واقع ما تحياه الأمة المصرية والعربية عبر التاريخ والزمن، وقد تركت أثرا واسعًا مذ نشأتها لكنها مع الآسف شهدت تراجعا ملحوظا وحالة من التغريب أمام مشاريع أخرى تركية وهندية وامريكية، وعجزت أن تقدم محتوى مؤثر مصرياً على الأقل رغم الأرشيف الضخمة لدور الأجهزة السيادية في قضايا الأمن القومي الذي يمكن تحويله لمحتوى يخاطب وجدان الشارع المصري والعربي .