أحمد عاطف آدم يكتب: باهر دويدار ونعم "الإختيار"
أحمد عاطف آدم يكتب: باهر دويدار ونعم "الإختيار"
بداية من عنوان العمل ثم تسلسل الأحداث واختيار الأبطال بدا لى ولكل المتابعين أن هناك شئ مختلف يُقدم على الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل "الإختيار". عمل كتبه المؤلف الطبيب باهر دويدار بمشرط جراح، ولم يتسرع بأول حلقتين من أحداث المسلسل فى تدشين بداية بوليسية جذابة تتماشى مع طبيعة العمل المقدم والذى يجسد حياة العقيد البطل أحمد المنسى وتضحياته من أجل الوطن حتى إستشهاده، بل أسهب فى تعريف المشاهد بقيمة الجانب الإنسانى والإجتماعى للبطل. وإذا كان من السابق لأوانه الحكم المطلق على هذا العمل الضخم والذى يستحق المتابعة - ولكن كما يقولون " الجواب بيبان من عنوانه.
وعنوان العمل " الإختيار" يمثل البداية العبقرية له إنطلاقًا من الزاوية المُلهمة للكاتب وهى المقارنة بين إختيار وتفضيل الشهيد البطل لشهادته العطرة فى سبيل الإنتصار على قوى الشر وبين إختيار الإرهابى هشام عشماوى للخيانة سبيلاً ومنهجا عطفاً على نشئة وتربية مختلة. الملفت أيضا من خلال متابعتى للحلقات الأولى من هذا العمل المتميز هو الفلاش باك الذى جسده الكاتب وصوره المخرج الموهوب بيتر ميمى للنشئة الأولى لمنسى وعشماوى ومدى تأثر كلا منهما بالبيئة التى نشأ فيها وتربى على قيمها وتأثر بها فدفعته لتبنى نهجه فى الحياة، لذلك أرى أنه من المهم أن يتابع كل أفراد الأسرة هذا العمل المتميز ولاسيما الأطفال والشباب لمعرفة أهمية إختيار الطريق الصحيح لبناء الشخصية السوية التى يستحقها مجتمعنا المصرى.
وإذا أردنا أن نقارن - بداية - هذا العمل الملحمى الذى كتبه باهر دويدار بمسلسل "البرنس" الذى كتبه المؤلف محمد سامى، فإننا سنجد أن الأخير جانبه التوفيق فى بداية المسلسل عندما عبر بطل العمل محمد رمضان عن رفضه لفكرة السفر خارج البلاد بتمزيق الباسبور المصرى وإلقائه على الأرض، وهى بداية غير مقبولة بل وربما تعصف بالقيمة الفنية للعمل ككل. وأخيراً نستطيع القول بأن البدايات المتقنة والغير مبالغ فيها هى ما تمثل الإنطباع الأول لجمهور المشاهدين، وهى بمثابة قرار الإرتباط بالعمل المقدم أو العزوف عنه وعدم متابعته من الأساس .