داليا مجدي عبد الغني تكتب: نسبة المشاهدة... دليل على الفُضول

داليا مجدي عبد الغني تكتب: نسبة المشاهدة... دليل على الفُضولداليا مجدي عبد الغني تكتب: نسبة المشاهدة... دليل على الفُضول

*سلايد رئيسى30-4-2020 | 09:44

للأسف، عندما نجد أي فيديو أو أغنية على اليُوتيوب، أو على أي وسيلة من وسائل السوشيال ميديا قد حقق نسبة مشاهدة عالية، نحكم على هذا العمل بأنه ناجح، ونحكم على مُؤديه بأنه شخص موهوب؛ بدليل نسب المُشاهدة العالية. والحقيقة أن نسبة المُشاهدة ليست دليل على النجاح أو الموهبة، ولكنها في الحقيقة دليل على الفُضول، فعندما نسمع عن أي شيء غريب، تتغذى لدينا غريزة الفُضول؛ لكي نراه ونعرف كُنْهَه، ومن هنا تزيد نسبة المُشاهدة، ويُصبح هذا العمل تريند، ويقال أنه نجح وكسر الدنيا، في حين أنه كسر الدنيا في نسبة الفُضول التي دفعت الناس لكي يُشاهدونه، خاصة لو كان ظاهرة جديدة. ولكن المُؤسف أن تتحول مقاييسنا ومعاييرنا بهذه الدرجة، فتصبح بلا أسباب نقدية حقيقية، أو معايير فنية مدروسة، فكل ما يهمنا أن نرى ونشاهد نسب المُشاهدة، وبناءً عليه، نحكم على العمل، إن كان ناجحًا أم فاشلاً، وكأن الآراء الفنية والنقدية، فقدت قيمتها، وأصبحت لا جدوى منها ولا تؤثر في تكوين فكر المُشاهد والأجيال. وبالمُناسبة، هذا دليل على تراجع الذوق الفني العام؛ لأن النجاح والتقدم لابد وأن يكون مَبْناه جدوى العمل، والقيمة الفنية المُستقاة منه، والرسالة الإنسانية المُراد توصيلها للمُشاهد، أما أن نُرجع النجاح إلى نسبة المُشاهدة وشباك التذاكر فقط، فهذا نوع من أنواع الفقر والإفلاس العقلي، فنسبة المُشاهدة قد تكون أحد المعايير، ولكنها لا يمكن أن تكون كل المعايير؛ لأنها كثيرًا ما يكون مبناها وسببها الحقيقي هو الفُضول ليس أكثر ولا أقل.
أضف تعليق

إعلان آراك 2