سماح عطية تكتب: الدراما وحضّانات التربية الوطنية

سماح عطية تكتب: الدراما وحضّانات التربية الوطنيةسماح عطية تكتب: الدراما وحضّانات التربية الوطنية

* عاجل30-4-2020 | 14:05

لقد كنا صغاراً ولكن عرفنا، بل عشقنا رأفت الهجان. نعم كنا أطفالاً ولكن تعلّمنا وزادنا فخراً ما قام به "جمعة الشوان" من خداع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد). حينما جاء يوم ١٣ يوليو عام ١٩٨٠، وخرج مسلسل "دموع في عيون وقحة" للنور عبر الشاشة الصغيرة، صنع هذا اليوم خيالاً وطنياً وحماسة مصرية، وكراهية لإسرائيل، وأصبحت أذهان الأطفال منقوشة باسم "أحمد محمد عبد الرحمن الهوان"، وشهرته "جمعة الشوان" (6 أغسطس 1939 - 1 نوفمبر 2011)، ذلك العميل المزدوج لجهاز المخابرات العامة المصرية بعد نكسة 1967، والذي يعتبر من أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري - الإسرائيلي، والذي برز دوره للنور من خلال مسلسل من إنتاج التلفزيون المصري وبطولة النجم عادل إمام. ولا تغيب شمس يوم ١٧ أبريل عام ١٩٨٨، حتى يظهر للنور حضّانة جديدة للتربية الوطنية لأطفال مصر، حيث يتم عرض مسلسل "رأفت الهجان"، وهو مسلسل درامي مصري يتكون من ثلاثة أجزاء، من إخراج يحيى العلمي وبطولة محمود عبد العزيز، ويدور حول ملحمة وطنية في ملفات المخابرات المصرية عن سيرة البطل المصري رفعت علي سليمان الجمال الذي تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر. أجيال وراء أجيال، شهدت العديد من الملاحم الوطنية ونشأت واندمجت في الحضّانات الوطنية التي كانت تبثها الشاشة الصغيرة داخل بيوتنا عمراً كاملاً تأرجح الأطفال فيه فكرياً داخل بساتين الوطنية، ومسلسلات "الثعلب" و"الحفار" و"الزيبق" و"السقوط في بئر سبع" و"الصفعة" و"العميل ١٠٠١" و"حرب الجواسيس" و"عابد كارمان" و "وادي فيران" و"حلقت الطيور نحو الشرق". أخذ المشاهد يقطف من كل بستان، طاقة لحب الوطن.. للعزة.. للفخر.. للكرامة.. وفي نفس الوقت زرعت هذه الأعمال الدرامية في قلوب الأجيال كراهية الكيان الصهيوني، الذي كان يهدد مصر، ومازال. أما الآن، ومع اختلاف الأزمان، جاء مسلسل "الاختيار" وتجسيد قصة الشهيد أحمد منسي كـ"حضّانة" جديدة لقومية ووطنية أطفالنا... ومع عرض أول حلقة، زرعت الملحمة في وجدان أطفالنا حب الجيش والوطن والفخر والعزة بجيش مصر الباسل، وكرست في قلوبهم كراهية الجماعة المحظورة والدواعش وإرهابهم. فى "الإختيار" ، يشاهد أطفالنا ونشاهد معهم ملاحم حربية وطنية تجسد قوة وبسالة وجسارة بل وأخلاق رجال الجيش المصري، وفي نفس اللحظة كشفت ملحمة "الاختيار" جُبن وخسّة ومكر وشرّ وغباء وغلظة قلب من باعوا الوطن وباعوا أنفسهم للشيطان داخلياً وخارجياً. أطفالنا تحتاج إلى حضّانات الدراما الوطنية.. إلي مَشاهد الفداء بالروح من أجل الوطن، والتربية الوطنية المجسّدة الحية. يجب النقش في عقول أبنائنا.. حتى لا نترك عقولهم لمن لا يرحم.. اللبن نقيّ ولابد أن يظل نقيا.
    أضف تعليق