ما حكم الطلاق في رمضان؟.. الأزهر يجيب
ما حكم الطلاق في رمضان؟.. الأزهر يجيب
كتب: محمد على
يعتقد الكثيرون أن الطلاق خلال شهر رمضان "باطل"، خصوصًا وأن المأذون أحيانًا ما يحاول إيصال هذه الفكرة لعدم هدم البيت.
قال الشيخ محمد علي العليمي، عضو لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى، إن الطلاق ليس حلا، ولكن يجب البحث عن حل أفضل لما يترتب على الطلاق من ضياع للأسرة وتشريد ودمار.
وأكد العليمي: إذا وصلنا لكل الأمور ولا حل سوى الطلاق فيجوز أن يطلق زوجته أي وقت، مطالبا بضرورة التواصل مع وحدة لم الشمل بمركز الأزهر للفتوى والجلوس مع المتخصصين وقد يكون ذلك سببا في حل المشكلة.
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى إن الأخذ بالأسباب عبادةٌ واجبةٌ، وسُنَّة كونية، وشريعة ربانية، يجب الأخذ بها، مع ضرورة اليقين في الله تعالىٰ، وعدم الاعتقاد بأن الأسباب تؤَثِّر بذاتها؛ قال تعالىٰ: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٩٧]، وديننا هو دين التوكل لا التواكل، ودين العمل والأمل، لا التواني والكسل.
واستشهد مركز الأزهر بقوله تعالى {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [هود: ٣٨] ، {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَيـٰهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [هود: ٤١].
وكان سيدُنا محمد ﷺ خاتمُ الأنبياء مثلًا أعلىٰ في الأخذ بالأسباب، فقد خطط للهجرة تخطيطًا دقيقًا، وأخذ بالحيطَة، واستعان بأهل الخبرة، ودَبَّر الأمور بدقة، رغم يقينه أن الله تعالىٰ لا يخذله، وأنه يؤيده وينصره؛ وفي هذا كله درس لنا بوجوب الأخذ بالأسباب.