ماجد بدران يكتب: ما لا عين رأت ولا أذن سمعت

ماجد بدران يكتب: ما لا عين رأت ولا أذن سمعتماجد بدران يكتب: ما لا عين رأت ولا أذن سمعت

*سلايد رئيسى9-5-2020 | 10:29

«أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر». هذا الحديث القدسى جاء لبيان ما أعدّ الله تعالى لعباده المؤمنين من النعيم المقيم الأبدى فى دار كرامته، وأنه لم تر عين قط مثله ولم تسمع أذن بوصفه، ولم يخطر على القلب تصوره وأنه لا يعلم عظمته إلا الله تعالى. وفى سورة السجدة، قال تعالى: «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم فى الجنات من النعيم المقيم، واللذات التى لم يطلع على مثلها أحد، فأخفى الله لهم من الثواب جزاء وفاقًا، فإن الجزاء من جنس العمل. وقال الحسن البصري: «أخفى قوم عملهم فأخفى الله لهم ما لم تر عين، ولم يخطر على قلب بشر». وبيّن القرآن أن للجنة أبوابًا يدخل المؤمنون منها، قال تعالى: «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ» الزمر 73. كما بيّن القرآن أسماء الجنة الدالة على معانيها وصفاتها ومن تلك الأسماء: الجنة، قال تعالى: «وَتِلْكَ الْجَنَّةُ» الزخرف 7، وهو الاسم العام لتلك الدار وما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين، دار السلام، قال تعالى: «لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ» الأنعام 127. وقال تعالى: «وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ» يونس 25، وهى الأحق بهذا الاسم، فإنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه، وهى دار الله، واسمه سبحانه وتعالى السلام الذى سلّمها وسلّم أهلها، وتحيتهم فيها سلام وتحية الملائكة لهم السلام، قال تعالى: «يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ» الرعد 23 - 24، وهى دار الخلد، وسميت بذلك لأن أهلها مخلدون فيها، قال تعالى: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً» النساء 57، وفى الحديث: «يقال لأهل الجنة يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار يا أهل النار خلود لا موت» رواه البخارى ومسلم، وهى جنة المأوى، قال تعالى: «عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى» النجم 15، فالجنة دار مستقر ومأوى المؤمنين، وهى جنات عدن، قال تعالى: «جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ» مريم 61، وقال تعالى: «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ» الحج 23، وهى الفردوس، قال تعالى: «أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» المؤمنين 10-11، وقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً» الكهف 107، وجنات النعيم، قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ» لقمان 8، وهو اسم جامع لجميع الجنات لما تضمنته من نعيم ظاهر وباطن، والمقام الأمين، قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ» الدخان 51، والمقام موضع الإقامة، والأمين الآمن من كل سوء ومكروه. وقد بيّن القرآن أن الجنان أنواع مختلفة فى درجاتها، قال تعالى: «وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ» الرحمن 46، فذكرهما ثم قال: «وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ» الرحمن 62، فهذه أربع جنان، ولكل جنة أهلها، فالأعلى من الجنان للأعلى منزلة إيمانًا وعملاً.. وذكر القرآن أن لأهل الجنة مساكن وبيوتًا وغرفًا مبنية بعضها فوق بعض، قال تعالى: «لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ» الزمر 20، وقال تعالى: «يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ» الصف 12، وبيّن القرآن أن فى الجنة أنهارًا وعيونًا يشرب منها أهل الجنة، وأن هذه الأنهار والعيون متنوعة فى أصنافها ومجراها، قال تعالى: «جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ» البقرة 25، أى أنها تحت غرفهم وقصورهم كما هو المعهود فى أنهار الدينا، وقال تعالى: «فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ» الرحمن 66، أى فوارتان بالمياه، وقال تعالى: «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى» محمد 15، فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة، ونفى عن كل واحد منها الآفة التى تعرض له فى الدنيا، فآفة الماء أن يتغير من طول مكثه، وآفة اللبن أن يتحول طعمه إلى الحموضة، وآفة الخمر كراهة مذاقها وتغييبها للعقول، وآفة العسل عدم تصفيته، وهذا من آيات الله تعالى أن يُجرى أنهارًا من أجناس لم تجر العادة فى الدنيا بإجرائها، وينفى عنها الآفات التى تمنع كمال اللذة بها، وذكر القرآن طعام أهل الجنة، وأن طعامهم الفاكهة واللحم وما يشتهون من سائر الطعام الطيب، قال تعالى: «وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ، يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ» الطور 22-23. وذكر القرآن لباس أهل الجنة وحليهم وأن لباسهم الحرير وحليهم الذهب، قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ» الدخان 51-53. تلك بعض أوصاف الجنة التى وردت فى كتاب الله تعالى، وهى أوصاف تشحذ الهمم وتعظم العزائم فى طلبها، والسعى إليها، والمنافسة فى دخولها، فيكفى الجنة أنها دار لا هم فيها ولا غم، ولا خوف، ولا تعب ولا نصب، وهى بعد ذلك دار السرور الدائم والنعيم الممتد، والعيش الخالد، جمعت كل سرور وحَوَّت كل نعيم، وجمعت كل خير، جعلنا الله من أهلها. أهل الجنة فى مقال قادم
أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2