طارق متولى يكتب: طريق النجاح

قد يمتلك شخصان كل أسباب النجاح من مقومات مادية وذكاء وجهد وعمل وينجح أحدهما ولا ينجح الآخر. رأيت هذا كثيرا اثنان من الناس يعملان على نفس المشروع بنفس الشكل والأدوات والجودة، وينجح أحدهما، ولا ينجح الآخر، حتى يتعجب الشخص الذى فشل ويتساءل: أين الخلل؟!.. لقد فعلت مثل ما فعل الشخص الآخر و ربما أكثر ومع ذلك نجح هو ولم انجح أنا. هنا يجب أن نلتفت الى قضية من أهم القضايا وهى أن كل نجاح نحققه وكل عمل نعمله وكل كلمة نقولها أو نكتبها أو فكرة صائبة نهتدى إليها إنما هى فتح من الله وتوفيق من الله. والتوفيق والذى هو شرط أساسى للنجاح فى أى عمل لا يأتى إلا بالإجتهاد والإخلاص فى العمل فالإخلاص لله أولا وقبل كل شىء وللعمل الذى تعمله بأن تبذل فيه كل جهدك وفى نيتك الخير من وراء هذا العمل لنفسك وللناس جميعا فتجد الأبواب الموصدة تتفتح أمامك والنجاح يتحقق لأعمالك. كل شؤون الحياة والناس مرتبطة ببعضها البعض، ارتباطا وثيقا، قد لا نشعر به، فالتوفيق مرتبط بالإحسان للناس والحياة وإرادة الخير. لا تستطيع كل وساطات العالم ولا كل إمكانيات العالم أن تمنحك التوفيق فهناك أصحاب نفوذ وأصحاب أموال وأصحاب قوة فشل أبناءهم بسبب عدم توفيق الله لهم وهناك بسطاء أصبح أبناءهم عباقرة وعلماء وصلوا لأعلى المراتب بسبب توفيق الله لهم. التوفيق هو أن تتفتح مداركك فتصل إلى فكرة لم يصل إليها أحد غيرك أو تجد حل لمشكلة مستعصية على الحل، وإنما يتوصل العلماء للعلم وتفسير العلوم، واكتشاف الأسرار بالعمل المكلل بالتوفيق. كنت عندما اسمع قارىء يقرأ القرآن بطريقة صحيحة وعذبة تؤثر فينا، أو أى شخص يتقن عمل ما يقول له الناس الله يفتح عليك لأنه فعلا لم يصل لهذا الإتقان إلا بفتح الله عليه وتوفيقه إياه. الله يفتح عليك من أحب الدعاء إلى قلبى فإذا فتح الله عليك عرفت طريق النجاح فى عملك وفى حياتك وتحققت أحلامك.