أحمد عاطف آدم يكتب: عاوز أحارب الكلاب

أحمد عاطف آدم يكتب: عاوز أحارب الكلابأحمد عاطف آدم يكتب: عاوز أحارب الكلاب

* عاجل25-5-2020 | 13:00

فى فيديو قصير ومؤثر نشره عابد عنانى وهو أحد النجوم المشاركين ضمن مسلسل "الإختيار" - ظهر طفل صغير لا يتعدى السبع سنوات وهو يبكى بشدة بينما يسأله أحد الأشخاص قائلاً: بتعيط ليه - فرد عليه الصغير ببراءة: علشان الشهداء، ثم أضاف بأنه يريد أن يذهب معهم لمحاربة الكلاب ويقصد بذلك التكفيريين أعداء الوطن، بعد مشاهدته لهذا العمل الملحمى البديع للمؤلف الرائع باهر دويدار والمخرج الموهوب بيتر ميمى واللذان نجحا باقتدار فى تجسيد مواقف وشجاعة أبطالنا البواسل بانسيابية وعبقرية ربما لم نرى مثلها على الشاشة الصغيرة منذ عقود مضت. "أنا لو رجع بيا الزمن هختار آخد نفس القرار لأن قيمتي في الحياة هي اختياراتي.. أنا اخترت أهزم الخوف جوايا.. أواجه ماهربش.. أفضل أحارب عدوي لآخر نفس، وأفضل واقف على رجلي مهما حصل.. اوعى رجلك تروح في سكة تندم عليها.. لأن حياتك مرهونه بقرارك.. امتى تواجه وتعيش حياتك رافع رأسك لفوق.. وامتى تهرب وتخسر كل حاجة وتعيش ندمان إنك ماقلتش لأ.. أنت أقوى من المخدرات" - بتلك الكلمات البسيطة والمؤثرة الممزوجة بشموخ وعظمة وجسارة رجال الصاعقة المصرية ظهر بأحد الإعلانات التوعوية النقيب البطل أحمد عبداللطيف الذى بترت قدمه أثناء إحدى المداهمات - وهو يوجه شابًا وينصحه بضرورة إختيار الطريق الصحيح حيث تواجد الأخير بصالة الجيم بينما كان يغويه صديقه للتعاطى. وإذا ما قارنا رد فعل الطفل الباكى الذى شاهد مسلسل الإختيار بأطفال آخرين انفعلوا أيضًا بعد مشاهدتهم أعمال تحض على البلطجة والإسفاف وما أكثرها - سنجد أن وجه التشابه الوحيد بينهما هو التشبع بالمادة المقدمة، أما وجه الإختلاف الأهم والأخطر هو نوعية هذا التشبع. فالطفل الذى تأثر بالرجولة والبسالة والإيمان بقيمة الوطن والتضحيات المتجسدة أمامه هو ما يمثل الإنجاز الحقيقى المراد تحقيقه - وهو أن يصبح لدينا رجالاً ومواطنين صالحين من النوعية التى تنزعها معظم الفضائيات الملاكى عنوة من جينات الأجيال القادمة. - والخلاصة هى أن مثل هذه الرسائل الدرامية والإعلانية الهادفة رغم قلتها - إلا أن جرعاتها الصغيرة والمركزة تحبط العمل دائمًا لدى أصحاب الضمائر الخربة من تجار مخدرات العقول وتبطل مفعولها وتنتصر عليها فى النهاية - وإلا ما أبكت بطولة المنسى ورجاله براءة الطفل الصغير وجعلته على الطريق.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2