د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: عُقدة البطل المثالي

د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: عُقدة البطل المثاليد.داليا مجدي عبد الغني تكتب: عُقدة البطل المثالي

* عاجل27-5-2020 | 23:09

للأسف، يُوجد الكثيرون الذين لا يتقبلون فكرة أن يكون بطل العمل الدرامي مُجرم أو شخص سيء، أو يُعاني من مرض نفسي، أو لديه انفعالات واضطرابات، فهم يُريدون حصر البطل في صُورة الملاك البريء، الذي لا يُخطئ، أو في صُورة الضحية المسكينة، التي تدفع ثمن أخطاء الآخرين، ولا يتخيلون رُؤيته في صُورة مُناقضة لذلك، أي في صُورة شريرة؛ والسبب رغبتنا الشديدة في رُؤية المثالية والنموذجية التي ربما نفتقدها وبشدة في الكثير من مناحي الحياة. ولكن هذا لا ينفي ضرورة أن نقتنع أن أبطال الحياة لا يسيرون على وتيرة واحدة، علاوة على أن الإنسان بطبيعته لا يُمكن أن يختار اتجاهًا واحدًا في الحياة، ويترك بقية صور وأشكال السلوكيات الأخرى. وبطل الدراما هو صُورة مُصغرة من بطل الحياة، فهو بلاشك مليء بكافة الأحاسيس المُختلفة، وتتنوع تصرفاته بين الخير والشر، وبين المنطقي واللامنطقي، ولا خلاف على أن الشخص الشرير جُزء من الحياة، وأحيانًا كثيرة ما يكون أحد أبطال القصص الحقيقية، والبعض يُرجع رفض تلك الشخصية إلى أنها تنقل صورة سيئة للإنسان، وتجعله قُدوة سيئة للشباب والأجيال. ولكن المُهم هو الرسالة التي يخرج بها العمل، فطالما أنه تشجب سلوكيات هذا البطل، وتنفر من تصرفاته، وتصور نهايته بصُورة بشعة، فيكون الهدف قد تحقق من توصيل رسالة رفض هذا البطل، ووضعه في إطار مرفوض من قبل المجتمع. وفي النهاية، لا يهم إن كان البطل مثاليًا أم شريرًا، المهم هو الهدف من الرسالة الإنسانية الدرامية، التي تؤثر في الجمهور، وفي أفكار المجتمع
    أضف تعليق