د. عالية المهدي: القائد الحقيقي هو من يجتمع شعبه حوله في الأزمة وليس من يختبأ خوفا أثناءها

د. عالية المهدي: القائد الحقيقي هو من يجتمع شعبه حوله في الأزمة وليس من يختبأ خوفا أثناءهاد. عالية المهدي: القائد الحقيقي هو من يجتمع شعبه حوله في الأزمة وليس من يختبأ خوفا أثناءها

غير مصنف6-6-2020 | 15:42

كتب: رمضان أبو إسماعيل أكدت العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، د. علياء المهدي، أنه من الضروري أن نأخذ مما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية من أحداث الأيام الأخيرة في أعقاب مقتل المواطن الأمريكي الأسمر جورج فلويد علي يد أفراد من شركة ولاية مينسوتا دروس عديدة، علي رأسها، أن الشعب عندما ثار غضبا، لم يجد المسئول غضاضة في الاعتذار، وهذا ما فعلته الشرطة، التي بادرت بالاعتذار بل ووقف الأربعة المتهمين في الواقعة عن العمل - فورا - وتحويلهم إلي المحاكمة الجنائية. وقالت د. المهدي، علي صفحتها علي موقع الفيس بوك، إن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل سارع حاكم ولاية مينسوتا إلي الاعتذار للشعب، ليس هذا فحسب، بل اعتذر أيضا للصحفي، الذي تم القبض عليه في أعقاب حادثة مقتل جورج فلويد، وتضامن كثير من حكام الولايات الأمريكية ورؤساء المدن مع السكان ضد العنصرية البغيضة. وأَضافت أن فكرة أن يخطأ أحد ويعترف أنه أخطأ ويعتذر عن خطأه فكرة تنم عن تحضر وقوةورقي، وأن هذا ما يجب أن يحصل في مجتمعاتنا حتي يكون العلاج أيسر وأفضل، بل ما يحدث عندنا أن المخطئ يكابر وينكر، وإذا كانت الغلطة واضحة يقوم بإلقاء اللوم علي أحدهم وأن يعمل علي إلصاق التهم بغيره سواء من يعلوه في الترتيب الهرمي المؤسسي أو من دونه أو حتي الظروف المحيطة. ولفت العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلي أن شعوب العالم النامي تربت علي المكابرة في الغلط، وكأننا لا نخطي وأننا فوق المحاسبة، ومن ثم فإن أي خطأ يقع، نسارع إلي البحث عن المؤامرة الخارجية، دون أن نسأل أنفسنا: لماذا يتأمرون علينا نحن بالتحديد؟ ولماذا لا يتأمرون علي دول أخري مثل الهند أو ماليزيا أو كوريا الجنوبية أو تايلاند أو أي دولة ناميةأخري؟ ونبهت إلي أنه عندما اعترفنا بالهزيمة من الكيان الصهيوني في أعقاب نكبة 1967، كان التصرف صحيحا وتم الاعداد لموقعة أخري، نجح فيها المصريون أن يوقعوا الهزيمة بالكيان الصهيوني، فكان النجاح الذي تلاه نجاحات أخري حصلنا بموجبها علي الأرض، التي كانت قد احتلت في 1967، مؤكدة أن المصريين عندما يخططون ويعملون بشكل صحيح يكون النجاح حليفهم، وعندما يكون الإهمال والتهاون يكون الخسارة الكبيرة، ولذلك أتمني أن أري المصري يعترف بخطأه عندما يخطأ، وذلك علي الملاء، فتكون البداية الحقيقة للتقدم والرقي. ولفتت د. علياء المهدي إلي أن الأحداث الأمريكية أظهرت قوة النظام الفيدرالي أو اللا مركزي في إدارة الأزمات، فالرئيس ترامب اختفي فيما تصدي حكام الولايات ورؤساء المدن الأقوياء للمشكلة بكفاءة واقتدار، فالرئيس الأمريكي لم يظهر إلا بعد إسبوع – تقريبا - من اشتعال الأزمة، ليتضح جليا كيف أنه يفتقد إلي كل مقومات القائد القوي، بل ظهر بعد طول غياب وكأنه الرئيس المؤمن يحمل الإنجيل في يده، مؤكدة أن القائد الحقيقي هو من يجتمع شعبه حوله في الأزمة، و ليس من يختبأ خوفا أثناءها.
    أضف تعليق