د. داليا عبد الغنى تكتب: النجوم... والثقافة... والجمال

د. داليا عبد الغنى تكتب: النجوم... والثقافة... والجمالد. داليا عبد الغنى تكتب: النجوم... والثقافة... والجمال

* عاجل16-6-2020 | 20:19

للأسف، هُناك الكثير من الأشخاص الذين تربعوا على ساحات الإبداع، وأصبحت لهم جماهيرية كبيرة، وباتت أخبارهم محل اهتمام وجدل في آن واحد، ولكنهم رغم ذلك قد تتأثر نُجوميتهم، أو رُبما تنهار تمامًا؛ بسبب موقف عابر، أو لفظ غير مقصود، أو سُلوك محل تأويل وجدل. والسبب في ذلك يرجع إلى ثقافة هذا الشخص، فلو كُل شخص واتته الفرصة لكي يُصبح نجمًا في مجاله، وتُصبح تصرفاته مُؤثرة في حشد كبير من الناس، أدرك أن أهم شرط في استمرار تلك النُّجومية، وذللك التأثير يرجع إلى ثقافته، فالثقافة هي التي تجعل الإنسان لديه القُدرة على انتقاء ألفاظه، وكبح جماح غضبه، واختيار رُدود أفعاله، والتمييز بين أوقات الصمت، الذي لا مناص غيره، وبين وقت الكلام، وكيفية استثماره بشكل صحيح، فالإفراط في التلقائية، والتعويل على النُّجومية، والاستهتار بالجماهيرية، يُؤدون في النهاية إلى انتهاء هذا الشخص إنسانيًا وجماهيريًا. ولو عُدْنَا إلى الماضي، سنجد أن كل نُجوم الزمن الجميل حافظوا بلا استثناء على نُجوميتهم، واحترام جماهيرهم؛ والسبب في ذلك، أنهم جميعًا كانوا يسعون لتثقيف أنفسهم، حتى لو كانوا في الواقع غير حاصلين على أي مُؤهلات دراسية، أو شهادات علمية، ورُبما كان أغلبهم لا يقرأ أو يكتب، ولكنهم نجحوا في تثقيف أنفسهم، لذا أطلق على هذا الزمن "زمن الفن الجميل"، أو "الزمن الجميل"؛ لأن كل شيء كان جميلاً، فالكلمات كانت جميلة، والتعبيرات كانت جميلة، والألفاظ كانت جميلة، والأحاسيس كانت جميلة، والسُّلوكيات كانت جميلة، وهذا الجمال لم يكن دربًا من دُرُوب الصُّدفة، بل إنه كان راجعًا إلى الثقافة، فالثقافة هي التي تصنع الجمال الدائم، وهي أيضًا التي تُحافظ على النُّجومية.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2