محمد الشافعى يكتب: الزعيم الهلفوت

محمد الشافعى يكتب: الزعيم الهلفوتمحمد الشافعى يكتب: الزعيم الهلفوت

*سلايد رئيسى21-6-2017 | 17:49

لا يمكن لأى متابع للحركة الفنية المصرية..  إلا أن يعجب ويتعجب من ذلك الذكاء المتعاظم الذى يتمتع به الفنان عادل إمام ذكاء جعله على مدى سنوات طويلة فى مقدمة الصفوف.. رغم أنه ليس الأكثر موهبة فالمقارنة السريعة مع نجوم الكوميديا من أبناء جيله.. تجعله فى نهاية "قائمة الموهبة" مقارنة بالضيف أحمد وسعيد صالح وسمير غانم… إلخ

ويحتل نفس المكانة إذا قارناه بأبناء جيله من نجوم التمثيل.. محمود يس -نور الشريف- يحيى الفخرانى- ورغم ذلك ظل عادل إمام الأكثر جماهيرية والأكثر طلبا من المنتجين.. ورغم تقدمه فى العمر أطال الله فى عمره - إلا أن ذكاءه الكبير جعله يحافظ على مكانه فوق النجومية والحقيقة أنه ليس حالة متفردة فى ذلك فقد سبقه وجيله مجموعة من النجوم الكبار الذين حافظوا على نجوميتهم رغم تقدم مشوار العمر ومنهم فريد شوقى وكمال الشناوى ونور الشريف ويحيى الفخرانى مع وجود فارق جوهرى ومنهم لصالح هؤلاء النجوم أنهم ألزموا أنفسهم فى كل أعمالهم بمعيار "القيمة" وليس معيار التواجد أو حتى المقابل المادى وإذا ما استعرضنا تاريخ عادل إمام سنجد أنه يحوى على الكثير من "الغث" والقليل من "الثمين"ولعل ذلك الثمين يتركز فى المرحلة التى تعامل فيها مع كبار المؤلفين والمخرجين أصحاب الرؤى والأفكار المستنيرة فقدم أعمالا مثل "اللعب مع الكبار - طيور الظلام - الإرهاب والكباب - الإرهابى"… إلخ

وللأسف الشديد فقد استغل الفنان عادل إمام ذكاءه الكبير خلال السنوات الماضية والتى ابتعد فيها عن السينما وركز على الدراما التليفزيونية فى مجرد التواجد والحصول على أكبر قدر من العوائد المالية وجاء مسلسله الأخير "عفاريت عدلى علام" ليؤكد على أنه قد أصبح يعيش خارج الزمن ففى عصر العلم والتكنولوجيا والقضايا الكبرى يتحدث الرجل عن الجن والعفاريت فى أداء باهت يدعو للكآبة ويقتل الابتسامة وهذا المسلسل "العبيط" ليس حالة فردية فى مشوار عادل إمام ولكنه نموذج الأعمال الذى يشمل غالبية أعماله سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون وبعيدا عن الفن فإن النجم عندما يصل إلى حجم النجومية التى يتمتع بها عادل إمام تقع على كاهله مسئوليات اجتماعية ووطنية كبيرة والنماذج أكثر من أن تحصى لدى فنانين عالميين أو حتى عرب فكل نجم من هؤلاء النجوم يتبنى واحدة من القضايا المجتمعية المهمة فى مجالات الصحة والتعليم والفقر… إلخ وعلى مدى أكثر من نصف قرن لم يضبط الفنان عادل إمام رغم نجوميته الكاسحة متبنيا لأى قضية فى هذه المجالات إضافة إلى ذلك فقد عانى الفنان عادل إمام طوال مشواره من حالة "ارتباك سياسى" شديدة الوضوح فأحيانا يتحدث بإيجابية عن عبد الناصر فى أحيان أخرى يتحدث عنه بانتقاد وسلبية.. ويدعو فى أفلامه مثل المنسى والكباب والإرهاب إلى الاحتماء بالجماهير ثم يخرج فى تصريحاته أيام الرئيس مبارك لينتقد المظاهرات الجماهيرية التى تطالب بالعدالة السياسية والاجتماعية كما أنه كان من مؤيدى التوريث لجمال مبارك وغير ذلك من دلائل الارتباك السياسى الواضح والفنان - أى فنان - إما أن يكون مسيسا ةله خط فكرى واضح يدافع عنه - وهذا حقه - مثل المخرج الأمريكى الكبير "مايكل مور" وإما أن يكتفى بتقديم رؤيته السياسية والاجتماعية من خلال أعماله.. وبشكل عام فإن الفنان عادل إمام يمثل إحدى أهم الفرص الضائعة على نفسه وعلى جماهيريته الكبيرة وذلك لأن مرحلة الكثير مما قدمه لن تزيد على حلوى "غزل البنات" منقوشة وزاهية الألوان وقد تلفت الأنظار ولكن عندما تمسكها بيدك أو تضعها فى فمك تذوب ولا تترك أى أثر.

وفى النهاية فقد استطاع ذكاء الفنان عادل إمام من خلال استقطابه لعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين ليكونوا فى معيته أو حتى يعملوا معه بشكل مباشر فى استغلال هذه "الأوركسترا الإعلامى" والذى رسخ  فى كثير من وسائل الإعلام لقب "الزعيم" انطلاقا من اسم الفيلم الذى قدمه عادل إمام منذ سنوات طويلة.. رغم أن هذا الفيلم من أهم العلامات فى مشوار عادل إمام ولعل ما يقدمه نجم الكرة الشاب محمد صلاح فى مجال العمل الاجتماعى والعام يقدم النموذج الذى يجب استنساخه من كل نجوم الفن والرياضة.

المصدر: مجلة الكواكب العدد 3435 الصادر فى 21يونيو

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2