انطلق قطار السهم المصري محمد صلاح من روما الإيطالي إلي ليفربول الإنجليزي وهو علي أعتاب الوصول لمحطة جديدة من محطات إحترافة الناجحة بكل تأكيد. صفقة الانتقال الأخيرة للفرعون هي الأغلي في تاريخ فريق العاصمة الإيطالية الملقب بالذئاب، وخطوة بمثابة تحد جديد يخوضة أبو صلاح في بلاد الضباب بعدما لعب موسما واحدا بصفوف "البلوز " موسم " 2014 / 2015 ولكنه لم يستطع حينها كسب الثقة الكاملة للإسبيشيال وان " مورينيو " مدرب تشيلسي آنذاك ، ثم رحل إلي الدوري الإيطالي معارا لفيورنتينا ليبيعه النادي الإنجليزي لروما الإيطالي بعد شد وجذب وتشكيك من فيورنتينا في قانونية شراء روما لعقدة من تشيلسي ، وكانت جميع محطات صلاح ناجحه للغاية بالدوري الإيطالي.
حقيقة الأمر أن هناك تطورات كبيرة استطاع صلاح أن يضيفها لموهبتة الفذة التي لا يختلف عليها اثنين، حيث نجح مع مدرب روما " سباليتي " أن يلعب في عمق الهجوم وأجاد دور رأس الحربة الصريح عندما أسند إليه هذا الدور، وكان أهم رفيق للمهاجم الرائع وهداف الدوري الإيطالي في نسختة الأخيرة " دجيكو " ، واستطاع أن يصنع للأخير وحده 7 أهداف، جعلت نجم منتخب مصر هو حبة الكريز التي يزين بها مدرب فريق الذئاب تشكيلته لكل مباراة .
تحت عنوان " صلاح ... عفوا لازلنا ننتظر منك الكثير " ، كان آخر مقال كتبته فيما يخص الفتي الأول المدلل لدي جماهير كرة القدم المصرية بصفة خاصة والعربية بوجة عام، فأنا من المشجعين والمتابعين المتحمسين جدا للاعب الظاهرة.
خارج الملعب تجده خلوقا ملتزما وبارا بكل من حوله، وداخل الملعب هو المتألق المتفرد والمتجرد بين زملاءه علي المستطيل الأخضر، ولكن دائما ما كنت أجد بعض من الإضافات لازال من المتاح إضافتها لترسانة إمكانيات محمد صلاح كلاعب محترف، فقد بدأ مع بازلو تشيلسي باستخدام موهبته كواحد من أسرع العدائين داخل المستطيل الأخضر دون تطوير مهارات أخري مهمة فيما يخص الأداء الجماعي والأنانية المشروعة ببعض المواقف التي تطلب ذلك عند الاستحواذ علي الكرة مرورا باحتلال نقاط التمركز الصحيحة للاعب في الخط الأمامي، وربما الخبرة المكتسبة التي لم يصبر عليها مدرب لا يقترن اسمه إلا بفرق البطولة كمورينيو، عجلت بالحكم الظالم علي ابن النيل، مما دفعه للتطوير والنجاح بالجهد والمثابرة وإنكار الذات وتلك هي الصفات التي تميز صلاح عن التجارب المصرية الأخري ما بين الضعيفة والهزيلة والفاشلة.
أخيرا أوجه نصيحة أراها محورية فيما هو قادم لمحمد صلاح وذلك من خلال ممارستي لكرة القدم.
علي كأن تطور من مهاراتك الفردية بصفة خاصة للإفلات من الخصوم في موقف رجل لرجل، وثق أن ذلك ممكنا بالتدريب علي بعض أساليب الخداع الحركية بالكرة، وبالجسد في المواقف الفردية ثم مباغتة المدافعين بالسرعة القصوي للتغلب علي تمركزهم الجيد، فسرعة رد الفعل والتلبية بالكرة وبدونها والمرونة والتمركز الصحيح وتسجيل الأهداف وصنعها ستكتمل بها صورتك كواحد من أهم اللاعبين في العالم، هذا إذا طورت مهارتك الفردية مثلما يفعل ميسي ورونالدو، وأنا علي يقين أنك تستطيع فعل ذلك، وإن شاء الله ستحمل الكرة الذهبية يوما ما.
وبالتوفيق فيما هو قادم يا أبو صلاح.