كتب: حسام أبو العلا
اختتمت أمس فعاليات الاجتماع الثاني للمشاورات التحضيرية عبر الشبكة الافتراضية الذي أقامته مجموعة من المنظمات المتشاركة وهي مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وجمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، ومنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، واللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في السعودية، ضمن سلسلة اللقاءات الإقليمية المتنوعة في مختلف أنحاء العالم استعدادًا لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، المقرر انعقاده في الرياض في أكتوبر من هذا العام 2020م، بحضور لافت من أفراد وقيادات ومؤسسات دينية وإنسانية، وصانعي سياسات في المنطقة العربية من المشتغلين في مجالات القيم الدينية والإنسانية.
وهدف الاجتماع إلى اقتراح التوصيات الفاعلة وتقديم وجهات النظر في مختلف المجالات: السياسات العامة، والتوجهات الأكاديمية والمجتمعية، إضافة إلى استعراض أدوار القيادات والمؤسسات الدينية العربية لمواجهة آثار جائحة (19-COVID)، تمهيدًا لرفعها إلى جدول أعمال منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين بالعاصمة الرياض .
وتضمن الاجتماع عرضًا لتوصيات ثلاث مجموعات عمل، ركزت الأولى على دراسة كيفية تعزيز قيم التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي في المنطقة العربية، والثانية على دور المؤسسات الدينية في مجالات الحوكمة والدين، فيما بحثت المجموعة الثالثة دور منظمات القيم الدينية في حماية البيئة على نحو أفضل في ظل تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي .
ورحب الأمين العام لمركز الحوار العالمي الأستاذ فيصل بن معمر في بداية اللقاء بشركاء النجاح، ومنظمي اللقاء، وحيّا جهود المشاركين من أفراد وقيادات ومؤسسات دينية وصانعي السياسات في العالم العربي لإيجاد حلول فعالة للقضايا التي تواجه المجتمعات العربيه، وبالنظر لأدوارهم المثلى في عملية بناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي والاستجابة السريعة للحد من آثار جائحة كوفيد-19، فضلًا عن تفعيل دور النساء والشباب في مواجهة خطاب الكراهية والتمييز خصوصًا أثناء الجائحة .
وأكّد ابن معمر أن هذا اللقاء التشاوري الإقليمي العربي الأول يقوم على بناء الجسور بين الأفراد ومؤسسات القيم الدينية، ويعزز الثقة ويبث الطمأنينة ويوحد الصف في سبيل إرساء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي تحت مظلة العيش والمواطنة المشتركة، مشيرًا إلى أن هذه التوصيات التي خرجت بها مجموعات العمل الثلاث ستحظى بعد عرضها على صانعي السياسات في منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين بمتابعة واهتمام بالغين من جانب مركز الحوار العالمي وشركائه .
وتميز الاجتماع -الذي شارك في تنظيمه منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي المدعومة من مركز الحوار العالمي- بتقديم مداخلات قيّمة من خبراء من العالم العربي، التي تُوّجت في نهاية المطاف بتوصيات ومبادرات موجهة للمنطقة العربية .
وشدد المشاركون -خلال جلسة المناقشة المتعلقة بكيفية تعزيز التماسك الاجتماعي في المنطقة العربية- على أهمية دعم قدرة المؤسسات لمساعدة الفئات المحتاجة والضعيفة من أجل التغلب على التداعيات الاجتماعية والاقتصادية التي اشتدت بسبب جائحة كوفيد-19 .
وتضمنت الاقتراحات الأخرى تعزيز الأطر القانونية والسياسات العامة في المنطقة العربية، وتعزيز التواصل مع صانعي السياسات لمواجهة خطاب الكراهية .
ودعا المشاركون إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع وسائل الإعلام بهدف ضمان نشر رسالتهم بطريقة متساوية بدرجة أكبر على المستويين الجغرافي والديموغرافي، وأكدوا على أن بناء القدرات هو جزء لا يتجزأ من عملية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعية بوصفها منصات مناسبه للتواصل والتطبيق العملي للمبادرات والبرامج .
وكانت التوصيات الخاصة بحماية الأرض من آثار تغير المناخ حاضرة أيضًا على رأس جدول أعمال الاجتماع الثاني، إذ ركزت على تشجيع إنشاء منظمات مشتركة تتعامل مع العمل المناخي والاستدامة البيئية، وحث المؤسسات المالية على إعادة توجيه استثماراتها إلى مشاريع متعلقة بالبيئة .
وشملت التوصيات الأخرى تشجيع مجتمعات المنطقة العربية على حماية الموارد المتاحة والمحافظة عليها وتعزيز التعاون بين الوزارات والمؤسسات الحكومية لمواجهة التحديات البيئية، وخاصة تلوث الهواء والتربة والمياه .
يُذكر أن منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين -المقرر إقامته في العاصمة السعودية الرياض قُبيل انقعاد قمة قادة العالم المجتمعين في قمة مجموعة العشرين في العاصمة السعودية الرياض- يسبقه لقاءات تشاورية تحضيرية على مدار اجتماعين في المنطقة العربية وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا وجنوب غربي آسيا، حيث انعقد منها حتى الآن اللقاءات التشاورية التحضيرية الإقليمية في أوروبا والمنطقة العربية .
وخرج الشركاء المنظمون لمبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC) بالمبادرة إلى الضوء في عام 2005، بهدف تعزيز العلاقات بين المجتمعات والجماعات الثقافية والدينية المختلفة .
وتقوم المبادرة -بفضل برامجها وأنشطتها المنتشرة حول العالم- بدور كبير في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بُغية رأب الصدع والقضاء على مظاهر التعصب والمفاهيم الخاطئة والتصورات المغلوطة والاستقطاب .
ويُعهد للجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المملكة العربية السعودية بمهمة قيادة مبادرات وأنشطة وبرامج رائدة في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات .
وتضم اللجنة ممثلين عن مختلف الوزارات الحكومية ومؤسسات الحوار داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، حيث تضطلع جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين بدور نشط منذ عام 2014، مدعومةً بشبكة من الخبراء والمؤسسات المعنية في تعزيز القيم الدينية لإيجاد منبر لناشطي القيم الدينية للمشاركة في تقديم اقتراحات وتوصيات من شأنها أن تثري مبادرات السياسات العالمية لمجموعة العشرين .