إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: حكايات !

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: حكايات !إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: حكايات !

*سلايد رئيسى15-7-2020 | 14:43

هذه حكايات احترت طويلا فى اختيار واحدة منها موضوعًا لمقال هذا الأسبوع.. كان إحساسى أن كل حكاية منها تحاول أن تغرينى لكى أختارها.. فلما طالت حيرتى قررت أن أضع حدًا لها وأمنح كل حكاية الفرصة لتعبر عن نفسها.. وهكذا اخترت كل الحكايات موضوعًا لمقال الأسبوع وليس حكاية واحدة! وأبدأ بحكاية فرضت نفسها على اهتمام الرأى العام وانشغلت بها السوشيال ميديا.. والحكاية هى التحرش الذى غرقت فى تفاصيله وتفاصيل تفاصيله وسائل الإعلام.. حتى بدت مصر وكأن كلها بيتحرش بكلها! وأسجل أولاً إننى ضد جريمة التحرش على طول الخط، بل إننى أطالب بزيادة عقوبة التحرش.. لكن ما قامت به وسائل الإعلام يندرج تحت بند إشاعة الفحشاء.. شاب يتحرش بخمسين فتاة، خال اغتصب ابنة شقيقته، رجال يتحرشون برجال وأطفال، ممثلات يصرخن من المتحرشين.. المسألة فى الحقيقة لها جانبها الإيجابى.. فقد وضعت وزارة العدل نظامًا يحفظ للفتيات من ضحايا التحرش السرية التى تشجعهن على التقدم بشكوى.. لكن الطريقة التى عالجت بها وسائل الإعلام الظاهرة تضر بأكثر مما تفيد. المسألة وصلت إلى حد الاستعانة بممثلات ونجوم السينما للإدلاء بدلوهن فى الموضوع كما فعل الإعلامى اللامع عمرو أديب عندما استضاف الفنانة رانيا يوسف وكذلك سمية الخشاب. عظيم احترامى لهن وللفن، لكن الفنانة رانيا يوسف فجّرت من قبل مشكلة بسبب ملابسها العارية جدًا.. أما الفنانة سمية الخشاب فقد قامت بأدوار ساخنة فى أفلام كثيرة.. وليس لى أن أعترض على أدوارها، ولكن هل تصلح هى أو غيرها لتقديم النصائح للفتيات بشأن التحرش؟!! ليس عيبًا أن يمتهن المرء مهنة البلياتشو، لكنه بالتأكيد لن يكون مقنعًا إذا عمل فى وقت فراغه إمامًا لمسجد! فى الفيلم العربى الشهير الناصر صلاح الدين جاء على لسان ريتشارد قلب الأسد عبارة تقول: صلاح الدين يحسن اختيار سفراؤه.. وأنا أقول للأستاذ عمرو أديب: إنت لم تحسن اختيار سفراؤك (!!!) وقبل أن أختم هذه الحكاية أبدى دهشتى من الفتيات اللاتى يظهرن على السوشيال ميديا وهن يصرخن من جرائم التحرش التى تعرضن لها.. ويرفضن الإبلاغ رسميًا خوفًا من الفضيحة. الحكاية الثانية هى حكاية المستشار.. وعندما أقول المستشار فإننى على ثقة من أن القارئ سيعرف أن المقصود هو المستشار مرتضى منصور، ولابد من الاعتراف بأنه خيف الظل، عندما تولى رئاسة نادى الزمالك فى عام 2005 حضر مباراة لفريقه ضد النادى الأهلى فى كرة اليد.. وقد قام الحكم بإلغاء المباراة واحتساب الأهلى فائزًا.. فماذا فعل المستشار؟.. اشترى كأس وميداليات على حسابه ووزعها فى احتفالا على لاعبيه! قبل أيام قام المستشار بإجراء مماثل عندما قام بتقديم شعار مكتوب عليه نادى الزمالك نادى القرن الحقيقى لكرة القدم لوزارة التموين لتسجيله كعلامة تجارية.. والأغرب أنه طلب من النادى الأهلى إزالة لافتة نادى القرن التى يحملها منذ عام 2007.. أعرف أن هناك وجهة نظر تخص نادى الزمالك فيما يتعلق بهذه المسألة، لكن هل يمكن أن يكون ذلك هو الأسلوب الذى يتعامل به رؤساء أكبر أندية مصرية.. وزارة التموين على أية حال حلت المشكلة وأعلنت أن الشعار الذى يتحدث عنه المستشار هو مجرد طلب من حقه أن يقدمه ومن حق الوزارة أن ترفضه.. وقالت وزارة التموين أيضًا إن المستشار لم يقدم ما يثبت حصول نادى الزمالك على هذا اللقب. المشكلة انتهت تقريبًا، لكن المشكلة الحقيقية أننا نُعرّض مصر لسخرية لا تستحقها.. وهل ينقصنا فى وقت نواجه فيه تحديات الإرهاب وكورونا والاقتصاد وتركيا وسد النهضة.. هل ينقصنا مثل هذه المشاكل يا سيادة المستشار؟! الحكاية الثالثة وتخص الأستاذ مصطفى بكرى.. الصحفى القدير والإعلامى المتميز والبرلمانى الشهير.. وتقول الحكاية إن الأستاذ بكرى وجّه لمحافظ بورسعيد نداء بعدم وضع تمثال ديليسبس على مدخل قناة السويس فى بورسعيد باعتباره خائن لأحمد عرابى وتسبب فى قتل 120 ألف مواطنًا مصريًا. النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر انضمت لدعوى الأستاذ مصطفى بكرى وطالبت محافظ بورسعيد بعدم وضع تمثال ديليسبس على مدخل القناة. ليس عندى شك لحظة واحدة فى دوافع الأستاذ مصطفى بكرى.. كما أننى أشهد له بأنه صاحب شعور وطنى رفيع.. ولا زلت أذكر المرة التى دعانا فيها محمد مرسى كإعلاميين فى قصر الاتحادية.. يومها وقف الأستاذ مصطفى بكرى بكل شجاعة وطالب مرسى بالتدخل لمنع أخونة الدولة.. وهو ما أغضب مرسى، لكن الأستاذ مصطفى تمسك بسؤاله. لكن ذلك لا يمنع من أن أختلف معه فى مسألة ديليسبس باعتباره جزء من تاريخنا شئنا أم أبينا. ليس له مستقبل من لا يعرف تاريخه! أما الحكاية الأخيرة فإننا يمكن أن نطلق عليها عنوان (ممنوع اللمس).. والحكاية أن الممثل يوسف الشريف أعلن على وسائل التواصل أنه لا يلمس أى فتاة أو سيدة وهو يمثل معها. الكاتب الشهير وحيد حامد هاجم هذا الاتجاه وأطلق على أصحاب هذه الدعوات خلايا نائمة.. وقال إن الفن لا يعرف هذا التطرف الفكرى.. وأنه من الأفضل لهؤلاء أن يهجروا مهنة التمثيل إذا كانوا يرون أن الفن عيبًا. سؤال للممثل يوسف الشريف والذين يؤمنون بأفكاره.. ماذا تفعل لو أن المشهد فرض عليك أن ترتمى فى حضن أمك أو تحضن ابنتك. يا سادة حان الوقت لكى نواجه بشجاعة الأفكار المتطرفة التى تسببت فى ضياع آلاف من شباب المصريين.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2