جمال رائف يكتب: تونس الصناديق الممتلئة والكراسي الفارغة !

جمال رائف يكتب: تونس الصناديق الممتلئة والكراسي الفارغة !جمال رائف يكتب: تونس الصناديق الممتلئة والكراسي الفارغة !

* عاجل18-7-2020 | 18:35

عندما لا تمتلك الديمقراطية الإجابة الصحيحة يظل الشعب في دوامة التصويت حتي تنهار الدولة .. تونس التي من المرجح ان تخوض انتخاباتها التشريعية الرابعة في أقل من عشر سنوات تعاني أقتصاديا وأمنيا وأيضا إجتماعيا فيما يظل الشعب هناك يبحث عن الرفاهية السياسية التي مكنت عصابة الإخوان الإرهابية من إعتلاء السلطة متسلقين صناديق حولت أحلام الشعب التونسي التي كانت تفوح منها رائحة الياسمين الي كابوس مفزع تفوح منه رائحة البارود والخراب ديمقراطية الفقراء لا تسفر عن نتائج وطنية بمعني ان الشعوب التي تعاني ظروف إقتصادية وتنموية صعبة لا تتمكن من تحقيق ممارسة ديمقراطية عادلة بل تلك الممارسة تكون عرضة للخطف من قبل الجماعات التي تملك المال السياسي والأفكار الايدولوجية المتطرفة المستترة بستار الدين لتدفع الناخب الي التصويت لها ، أما تحت شعار نصرة الإسلام أو للعوز والحاجة لكيلو سكر وزجاجة زيت ،وهو نهج جماعة الاخوان الارهابية الذي مكن راشد الغنوشي من خطف البرلمان التونسي لتصبح تلك هي المرة الثانية التي تسيطر فيها الجماعة المارقة علي الحكم في تونس بعد عام 2011 في ظل غياب الإرادة الشعبية الحقيقة للتخلص وإقصاء الإرهابين عن الحياة السياسية بحجة ان الديمقراطية هي من تقوم بهذه المهمة في حين أتت الصناديق بتلك الجماعة الارهابية مرتين، وفي كل مرة يزداد الغضب الشعبي لقدومهم !! ويتجه الرأي العرم التونسي نحو إزاحتهم من السلطة في أمر يؤكد ان ما يحدث في تونس ليس ديمقراطية ولكنه تصويت كاذب يحمل الشر لأهل البلدة الخضراء . في المرة السابقة أنقذ قائد السبسي رحمه الله البلاد بعد فوزه في إنتخابات استثنائية وعاد رجال بورقيبة يحمون دولتهم من الغزو الفكري المتطرف ،وبرحيل الرجل فقدت تونس ميزان التوافق وأفرزت الصناديق مجددا عن ظهور الوجوه الارهابية علي الساحة السياسة التونسية ولكن الان الوضع اكثر خطورة سواء علي الصعيد الداخلي حيث تتعرض تونس لظروف أقتصادية قاسية وايضا أمنية خطيرة خاصة مع تجدد ظهور التهديدات الإرهابية الني بدأت حركة النهضة تستخدمها في محاولة لتخويف الداخل التونسي وصده عن المحاولات المتعلقة بالإطاحة بها ،هذا بجانب التهديدات الإقليمية القادمة من ليبيا في ظل دعم النهضة للسراج وميليشاته الارهابية وتبعية البرلمان التونسي للإدارة التركية بعد ان سعي الغنوشي مهرولا الي أردوغان فور فوزه وأعلن ولاءه لسلطانه العثماني ،مما خلق صراع سياسي داخلي بين منصب رئيس الجمهورية الذي يشغله قيس سعيد والذي يري أن رسم أُطر السياسة الخارجية للدولة من من صلاحياته ،مما دفعه للتصريح ان تونس لها رئيس واحد ومن ثم اشتعل صراع الكراسي التونسية علي تحديد الصلاحيات والمهام بعد ان تطور الخلاف ما بين الغنوشي ورئيس الوزراء إلياس الفخفاخ والذي قدم أستقالته علي أثر تلك الخلافات هذا في الوقت الذي تقوم فيه النائبة الوطنية عبير موسي بتحرك هام لإزاحة الغنوشي والنهضة من البرلمان التونس ليصبح وجود زعيم النهضة الإرهابية علي كرسي رئاسة المجلس علي المحك وتزداد كل يوم فرص سقوطه بلا رجعة . بعد أن أفرزت الصناديق الممتلئة بالتصويت الكاذب والمنافي لإرادة الشعب التونسي عن كراسي فارغة تضع تونس أمام الآن أمام احتمالية فراغ دستوري سيكلفها إنتخابات جديدة رابعة فمن المتوقع ان تفشل مساعي تشكيل الحكومة الجديدة فالرئيس التونسي قيس سعيد عليه إختيار رئيس وزراء في مدة لاتتجاوز عشرة أيام من تاريخ استقالة الفخفاخ ثم يقوم رئيس الوزراء الجديد بتشكيل حكومته في غضون 30 يوما وإن فشلت محاولات تشكيل الحكومة خلال تلك الفترة أو لم تحظي بثقة النواب يمكن لرئيس الدولة حل البلرلمان وهذا هو المتوقع حدوثه ،لتدخل تونس مجددا في لعبة الصناديق فهل أدرك الشعب التونسي الإجابة ؟ ام مازال يبحث عنها في صناديق التجارب الغربية التي لا تتناسب والديموغرافية العربية أو الأفريقية التي يجب ان تبحث عن تجربتها الخاصة وفق معطياتها وإمكانيتها السياسية والاقتصادية ..الإجابة اصنعوا تجربتكم الخاصة وأقصوا جماعة الاخوان الإرهابية من المشهد التونسي لتنعم الأرض الخضرة وتزدهر.
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2