عمرو فاروق يكتب: الإخوان وبذرة الخيانة "هجوم بئر العبد"

عمرو فاروق يكتب: الإخوان وبذرة الخيانة "هجوم بئر العبد"عمرو فاروق يكتب: الإخوان وبذرة الخيانة "هجوم بئر العبد"

*سلايد رئيسى22-7-2020 | 11:56

على مدار الساعات الماضية توقع الكثير من الباحثيين والمتابعين لملف الإسلام السياسي ومخططات دول محور الشر في محاصرة القاهرة، تنفيذ عمليات إرهابية خلال الساعات الراهنة داخل سيناء، عقب اشتعال الأحدث، وتمرير قرار الضربات العسكرية تجاه الاستراتيجيات الغربية والجنوبية، بل لا يستبعد الآن تنفيذ عمليات إرهابية أخرى تسهدف العمق المصري، والمنطقة الجنوبية من صعيد مصر، أو ربما المناطق السياحية المختلفة لاسيما جنوب سيناء بهدف تشتيت الجهود وإرباك المشهد. حادث بئر العبد الإرهابي، الذي أجهضته الأجهزة الأمنية في قرية "رابعة" بمدينة بئر العبد في شمال سيناء، وأسفر عن مقتل 18 تكفيري، كان كاشفا بوضح عن مَن يدير المشهد الإعلامي لصالح محور الشر التركي وحلفائه، إذ كانت شبكة "رصد" الإخوانية، هي المعلن الأول عن الحادث بتفاصيل صورتا وصورة، ثم تناقلته مختلف الأبواب الإعلامية الإخوانية، وفي مقدمتهم قناة الجزيرة، وموقع عربي 21. عملية نقل الحادث بالصوت والصورة في لحظاته الأولى تؤكد معرفة العناصر التي قامت بتغطية الحادث الإرهابي بميعاد الهجوم، وهذه الأمور ليست بجديدة على جماعة الإخوان، وقناة الجزيرة (وفقا لاعترافات مراسليها بتورط القناة بالمعرفة المسبقة لوقوع العمليات الإرهابية في مخلتف دول العالم وليس مصر فقط). ليس ببعيد عنا قيام الأجهزة الأمنية المصرية، في مايو 2020، بالقبض على خلية "أفلام الجزيرة"،التي ضمت بين صفوفها عناصر إخوانية من مدينة بئر العبد، عملوا كمراسليين لقناة الجزيرة وعدد من المنصات الإخوانية في الخارج، وسعوا لإنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية عن المشهد الأمني في سيناء. قبيل تنفيذ الحادث بساعات قليلة نشرت وسائل الإعلام الإخواني تقارير مصنوعة وموجهة حول الوضع الأمني في سيناء، سعت من خلالها الإيحاء والترويج بأن الأوضاع الأمنية في شمال سيناء غير مستقرة، وأن الدولة المصرية تلقى بنظرها تجاه الغرب الليبي بعيدا عن الشرق السيناوي. قبل يوم من تنفيذ الهجوم الإرهابي في بئر العبد، روجت الأبواق الإعلامية الإخوانية والقطرية، دراسة للصحفي الصهيوني المتخصص في الشوؤن العربية، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني في تل أبيب،"إهود يعاري" (ضيف قناة الجزيرة الدائم)، حول الأوضاع الأمنية في سيناء، نشرتها القناة الثانية الإسرائيلية، وترجمها موقع عربي 21، ونشرتها عدد من الأبواق الإخوانية الأخرى، لتصبح مادة جديدة يتم تداولها على أنها حقائق ثابتة من قبل الكيان الصهيوني تجاه الأوضاع الأمنية في شمال سيناء. كان من الطبيعي أن تصبح الخطوات التالية مباشرة لتعبئة الشارع المصري تجاه تأييد قرارات القيادة السياسية، لصد المخاطر شرقا وغربا وجنوبا، أن يسعى المحور الإخواني التركي في تمزيق الجبهة الداخلية، وخلخلة الثقة بين المواطن والنظام السياسي. محاولة ضرب الحالة الأمنية المصرية تستهدف إحراج القاهرة، داخليا وخارجيا، ما يمنح الإخوان وأبواقهم الدعائية مساحة من الشرعية في نشر ضلالاتهم الإعلامية التي بدأت بمصطلحات "الحول السياسي"، تجاه الأزمات السياسية القائمة حاليا، والانتقال من "إثيوبيا أهم من ليبيا"، إلى "سيناء أهم من ليبيا"، و"الأمن المصري الداخلي أهم من ليبيا". عملية تفجير الجبهة الداخلية، تستهدف صناعة دوائر شعبية تميل إلى موقف الإخوان ومحورهم، وترفع راية الانتقاد لقرارات النظام السياسي والاعتراض على توجهاته وتحركاته في المشهد الحالي. ما يحدث حاليا هو استكمال حرفي لسيناريوهات "الخراب العربي" التي بدأت في 2011، وتم التجهير لها في 2005، على يد إدارة أوباما، ولعبت فيها كونداليزا رايز، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، (2005- 2009) ، وهيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (2009 - 2013)، وفقا لوثيقة الأمر الرئاسي الأمريكي المسربة (11PSD)، ما يعني أن السيناريو الدائر حاليا هو كيفية تركيع الدولة المصرية، وتفكيك جيشها، واسقاطها في فخ الفوضى، وتدمير مؤسساتها السياسية والأمنية.
أضف تعليق