أحمد عاطف آدم يكتب: أمهات زمن «تيك توك»

أحمد عاطف آدم يكتب: أمهات زمن «تيك توك»أحمد عاطف آدم يكتب: أمهات زمن «تيك توك»

*سلايد رئيسى26-7-2020 | 14:21

لم يكن غريبا من أم منار سامى وهى والدة إحدى بطلات عروض الـ "تيك توك" أن تصرح بأن ابنتها بريئة مما نسب إليها من إتهامات وبأنها لم ترتكب أى أعمال مخلة بالآداب والشرف. كان ذلك قبل أولى جلسات محاكمتها أمام محكمة طنطا الإقتصادية منذ أيام، وأضافت الأم فى تصريحاتها لموقع إخبارى شهير، أن نجلتها كأي بنت تمارس حياتها بشكل طبيعي وترتدي ملابس عاديه - بل وأكدت قائلة: "بنتي لبسها عادي زي أي بنت بتلبس بدي وبنطلون"، ثم قالت أن الـ "تيك توك" هواية خاصة بها الغرض منه التسلية فقط - مثل أي فتاة تقوم بتصوير فيديوهات خاصة ليس الهدف من ورائها نشر الفسوق. ربما تبدو تلك التصريحات عادية للوهلة الأولى كتبرير منطقي من أم لإبنتها أمام المحكمة والرأى العام بغرض تبرئتها - وهذا التفسير صحيح بكل تأكيد لكنه ليس الوحيد - بل هناك أيضا جانب مستتر خلف هذا التحول والإنعكاس الخطير لجيل بأكمله من أمهات زماننا العجيب. فبعدما كنا نسمع مقولة "اكسرى للبنت ضلع يطلعلها ٢٤" وهو إتجاه تربوى كان سائدا فى الماضى ليس بغرض إضعاف شخصية الأنثى بل للحفاظ على هوية حيائها ومبادئ وأخلاق مجتمعنا المتدين بالفطرة. أما الآن أصبحت الأم تفرح عندما ترى طفلتها تواكب أى موضة شيطانية أو سرطانية جديدة - مثل ارتداء بناطيل ضيقة تتميز بوجود عاهات مستديمة من فتحات بالقماش تظهر عورات بشخصيتها وتربيتها قبل جسدها. يقول الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق :"الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها…أعددت شعباً طيب الأعراق"- لكن وبكل تأكيد فإن هذا الكم من الخلط أو الخرق التى نجحت أيادى كثيرة فى إحداثه بتلك الشخصية المقدسة وهى شخصية الأم - جعلها مشوشة وغير واثقة فى قدرتها على أداء رسالتها بترسيخ قيم مثل الإلتزام والعفة - فهى ما بين المد التكنولوجى الممنهج المرتكز على وهم التطور والحداثة وبين ضمور قناعاتها القديمة التى تربت عليها، لذا يجب أن ننتبه لضرورة تأمين وتوعية أمهات المستقبل ببرامج متخصصة تتبناها أكثر من جهة مثل القنوات والنوافذ الإعلامية المختلفة جنبا إلى جنب مع دور وزارة التضامن الإجتماعى - لأن السوس الذى ينخر فى محصول مبادئنا وقيمنا أصبح يدمر من كل إتجاه.
أضف تعليق