جمال رائف يكتب: هل يتجه لبنان نحو انتحار قومي !

جيش يحذف اللحوم من قائمة الطعام وكسرة الخبز أصبحت رفاهية لدي المواطن الطبيعي بل عادت المقايضة بديلا عن التعاملات النقدية بعد ان اختفي الدولار وتهاوت الليرة اللبنانية .. أنقطاع مستمر للكهرباء ونقص حاد في مختلف الخدمات المقدمة للمواطن .. هذا في ظل ان الحكومات المتعاقبة لم تجرؤ علي عمل إصلاح إقتصادي حقيقي بل اهتمت النخب فقط بتقاسم السلطة والتناحر السياسي وتركوا لحزب الله مجال غير منطقي للعب دور عسكري موازي للدولة لتصبح بيروت بين تهديدات أمنية داخلية قادمة من الكيان العسكري الموازي للجيش وتهديدات خارجية قادمة من إسرائيل  .. وها نحن  بعد أشهر من مظاهرات طالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية نجد ان المحصلة صفر .. فمن المسؤول النخب السياسية أم حزب الله الذي يريد الوضع كما هو عليه بما يحقق له استفاده تخدم مصالحه الايدولوجية أم الشعب نفسه الذي لا يريد ان ينظر لواقعه .. ورغم عدد السكان الصغير والخيرات الوفيرة لم تفلح كافة محاولاته للنجاة ببلاده من شبح الإنهيار وأصبح الواقع الان لا يحتمل الرفاهية السياسية بعد ان بددتها الرفاهية الاقتصادية التي تلاشت هي الاخري .. ولعل أستقالة وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي اليوم وما حمله بيان الاستقالة من جمل حادة تعبر عن الواقع اللبناني حيث " حذر من أن لبنان ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة في ظل التلكؤ في حماية البلاد وصيانة أمنه المجتمعي" .. بل لعله ختم نص الاستقالة بما يعبر عن الواقع  العمل السياسي في بنان فكانت الجملة التالية أكثر تعبيرا " واختتم ناصيف حتي بيانه قائلا: "لقد شاركت في هذه الحكومة من منطق العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان  ، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة، إن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب البناني وإنقاذه، فإن المركب لا سمح الله سيغرق بالجميع" ..  البعض يرجع اسباب الاستقالة لاستبعاد الرجل من استقبال وزير الخارجية الفرنسي اثناء زيارته لبيروت مؤخرا وهو بالفعل أمر مستغرب ولكن في جميع الأحوال هناك أضطراب سياسي واقتصادي وايضا أمني يعصف بالبنان يدفعنا للتساؤل

هل يتجه لبنان الي أنتحار قومي يهدم خلاله الشعب اللبناني أركان دولته ليحولها الي دولة فاشلة عبر التحركات الشعبية وايضا الحكومية الغير متوافقة مع معطيات المرحلة الصعبة التي تعيشها بيروت لتفقد هويتها لتسقط ويسقط أخر أركان الشام في براثن الفوضي والخراب ،خاصة وان الشوارع اللبنانية لم تعد تتحمل المزيد من المظاهرات في وقت حدود الدولة تطرق بتهديدات من مختلف الجهات والحكومة اللبنانية تطلب المساعدة من الغرب والشرق في حين لا يريد الداخل اللبناني مساعدة نفسه والاستقواء ببعضه البعض وتحمل الصعاب الاقتصادية بالتحديد من أجل الحفاظ علي دولته الوطنية .. فإذا أنتظر لبنان ان يأتي الحل من الخارج نعم سيأتي ولكنه محملا بالخراب والاستعمار وسرقة مقدرات الشعب اللبناني كما هو الحال في الدول التي استسلمت لرياح الفوضي التي تنتزع الأوطان وتشرد الشعوب تسكن الأطفال مخيمات الإيواء وتقهر الرجال والشيوخ وتجعل النواح علي رؤوس الأشهاد .. انه حل يحل الدولة  فحافظوا علي وطانكم واعتصموا بأوتاده لتحميكم شرور انفسكم قبل شرور الأعداء  ..

الي أين انت ذاهب يا بلاد الأرز ؟!