«لبنان.. شعب راقٍ وحكومة عاجزة وميليشيا مسيطرة».. ناجح إبراهيم يكتب..

«لبنان.. شعب راقٍ وحكومة عاجزة وميليشيا مسيطرة».. ناجح إبراهيم يكتب..«لبنان.. شعب راقٍ وحكومة عاجزة وميليشيا مسيطرة».. ناجح إبراهيم يكتب..

أحوال الناس11-8-2020 | 17:31

تحت عنوان: “لبنان.. شعب راقٍ وحكومة عاجزة وميليشيا مسيطرة” كشف الدكتور ناجح إبراهيم فى مقاله الأسبوعى بموقع "الوطن" عن الأحزاب السياسية فى لبنان، مؤكدا أن شعب لبنان من الشعوب الحضارية، وقوى ومتحضر ومتسامح ومثقف. وفى التالى نص مقال الدكتور ناجح إبراهيم: شعب لبنان من الشعوب الحضارية، خرّج آلاف الشعراء والأدباء الذين علّموا الدنيا، جرّاحوه وأطباؤه الكبار فى كل مستشفيات العالم، مفكروه وعلماؤه ورجال أعماله فى كل مكان، يبهرك اللبنانى، شعب قوى ومتحضر ومتسامح ومثقف، ولكن لبنان الوطن شىء آخر، فى لبنان ديمقراطية زائفة تغذيها الطائفية والحزبية. فى لبنان حزب سياسى يملك جيشاً وأسلحة ثقيلة بعضها لا يملكها الجيش اللبنانى، وفى الوقت نفسه يمارس السياسة كحزب سياسى له نواب فى البرلمان. وبه حزب سياسى له مخابرات عتيدة تخترق كل لبنان وأقوى من الأجهزة الاستخباراتية الرسمية وقد تخترقها أحياناً. فى لبنان حزب سياسى له اقتصاد أقوى من اقتصاد الحكومة، اقتصاد مستقل وجيش مستقل وجهاز مخابرات مستقل، وتجنيد سياسى وعسكرى وتربوى وعقائدى. فى لبنان حزب سياسى يحارب بجيشه دون علم أو إذن الدولة فى عدة دول فى اليمن وسوريا والعراق، يدرب ميليشيات أو يصنع ميليشيات. فى لبنان حزب سياسى ولاؤه المعلن مع بيعة علنية للمرشد من دولة أخرى. فى لبنان حزب سياسى يسيطر على مناطق كاملة فى ميناء «مرفأ» بيروت الذى انفجر منذ أيام فلا يستطيع مسئول فى الجيش ولا فى المخابرات اللبنانية الاقتراب من هذه المنطقة فى الميناء، فيُدخل ما يشاء ويُخرج ما يشاء ويسافر عبره من شاء ذهاباً وإياباً، ويخزن فيه من الأسلحة والمتفجرات ما شاء، يوزعها على ما شاء من الميليشيات المسلحة، ونفس ما يحدث فى الميناء يحدث فى المطار، وكل مداخل ومخارج لبنان. فى لبنان حزب يسيطر على 30 كم من الحدود اللبنانية السورية يفعل فيها ومنها ما يشاء دون علم الحكومة. الحكومة فى لبنان ورئيسها وأكبر المسئولين فيها جاءوا عبر الحزب أو برضاه، الحزب ورئيسه هو الراعى الفعلى والوحيد للشأن اللبنانى كله، يأخذ المغانم ويترك المغارم للحكومة التى يثور الناس عليها ظناً منهم أنها تملك شيئاً. فى لبنان حزب لا تدرى وضعه القانونى الحقيقى، يصنع كل شىء وأى شىء فى أى وقت شاء، يُدخل ما شاء من الأسلحة والمتفجرات والممنوعات بحجة المقاومة، مع أن إسرائيل تعربد كما تشاء وكيف تشاء، وإيران حاربت وغزت واحتلت مع ميليشياتها كل الدول العربية دون أن تطلق طلقة على إسرائيل، وكلاهما يعربد فى المنطقة العربية كما شاء وكيف شاء. إسرائيل تحتل شطراً كبيراً من بلاد العرب سياسياً واقتصادياً، وإيران تحتل أربع دول منه احتلالاً كاملاً. فى لبنان حزب اغتال أفضل من خدم لبنان وحسّن علاقتها بالجميع «رفيق الحريرى» لأنه لم يرضخ له ولا لسوريا «الأسد الكبير» ولا لإيران. فى لبنان حدثت الحرب الأهلية الدامية على الحطام وحصّلت الحطام. حولت المنظمات الفلسطينية لبنان لساحة حرب مع إسرائيل دون إذن حكومتها أو علمها أو موافقتها، مما أدى فى النهاية لاحتلال لبنان. فى لبنان حدثت أسوأ مجزرة للفلسطينيين «صبرا وشاتيلا» عن طريق ميليشيا الكتائب بدعم إسرائيلى كامل، بقروا بطون الحوامل، قتلوا الشباب الأعزل، اغتصبوا النساء، وذبحوا الأطفال. الحزب الذى جاء ليحمى اللبنانيين من إسرائيل أصبح هو سبب قتلهم وتشريدهم، قال اللبنانيون بعد تفجير الميناء: «الذى يحمينا هو الذى قتلنا وذبحنا وتسبب فى أكبر مآسينا». آلاف البيوت دُمرت، مخازن الغلال الوحيدة فى لبنان دُمرت تماماً، 80 ألف طفل لبنانى شُردوا، هذا التفجير بتقدير الخبراء لا ينتج إلا عبر 2700 طن متفجرات هى التى كانت فى مخازن الميناء والتى تخص الحزب. إنها تشرنوبل جديدة، تشرنوبل الميليشيات، التفجير فضح السياسة اللبنانية وسياسة الحزب، وكما فضحت تشرنوبل الاتحاد السوفيتى وطريقته السقيمة فى فهم وإدارة الحياة، فضح تفجير الميناء سيطرة حزب وميليشياته على الدولة بأكملها، حزب يحتل وطناً، هل الحزب هو الذى يحمى الوطن، إنه ككل الميليشيات والتنظيمات والجماعات فى كل مكان تبحث عن حظوظها وحصصها ومصالحها قبل مصالح الأوطان. لبنان ما زال فيه الرقى الإنسانى، فهذه «باميلا زينون» الممرضة فى حضانات الأطفال فى مستشفى الروم الأرثوذكس التى أقسمت فى بداية حياتها على «أن مرضاها هم أولى أولويات حياتها» فوجئت بالتفجير، تهدّم كل شىء فى المستشفى الذى تعمل به، ألقتها هزة التفجير على الأرض، قامت باحثة فى الظلام عن الأطفال الخمسة المبتسرين فى الحضانات، أنقذت مع بعض الآباء اثنين، ثم ذهبت إلى توائم ثلاثة فحملتهم بصعوبة وهى تجرى بهم بين الزجاج والأثاث المحطم وفى الظلام. بحثت عن سيارات إسعاف المستشفى فوجدتها محطمة، ظلت تجرى بهم عدة كيلومترات ذاهبة إلى عدة مستشفيات دون جدوى حتى استوقفت سيارة حملتها مع التوائم إلى مستشفى به حضانات على بعد 8 كم، باميلا هى رمز الإنسان اللبنانى المتحضر. أما المسئولون اللبنانيون جميعاً فقد رأوا رأس الذئب الطائر «رفيق الحريرى» الذى فجّره الحزب بربع طن متفجرات، فكلهم خدمٌ للحزب وإن تسموا بغير ذلك. سلام على لبنان، سلام على الوطن العربى الممزق والمحتل من الغزاة الجدد.
أضف تعليق