رجب الشرنوبي يكتب: أطفال مصر في عيون القيادة السياسة
رجب الشرنوبي يكتب: أطفال مصر في عيون القيادة السياسة
منذ عدة أيام أعاني من إرهاق شديد..ليس لدي عرض واضح لكني أشعر أن هناك شيء ما غير طبيعي..فكرت في التوقف لفترة عن الكتابة وعن النشاط الإجتماعي والإعلامي لإلتقاط بعض الأنفاس..لكنني لا أستطيع غلق هاتفي فمصدر سعادتي الدائم هو تواجدي بين الناس وتواصلي الدائم مع أصدقائي..فوجئت بصديق عزيز يتصل بي ومشاعر السعادة تغمره ليخبرني بأن وزارة الصحة أتصلت منذ قليل بوالد طفلة لديها جراحة نادرة في النخاع الشوكي..كنت حاولت قبل سبع أشهر تقريباً أن أساعده في الحصول علي مكان لها في مستشفي "أبو الريش الياباني"عن طريق صديق عزيز آخر ثم كانت الكورونا ولم تتم العملية في حينها..الطفلة ووالدها ليسوا من محافظتي ولا تربطني بهم أي علاقة مباشرة لكن صديقي الذي أثق به أخبرني أن والدها من البسطاء الذين يصلون الليل بالنهار ليوفرون لأولادهم لقمة العيش..لم أشعر بنفسي إلا وقد بدأت كتابة مقالي هذا الذي يعلم الله وحده أني ليس لدي مقصد من وراءه إلا بث الامل في نفوسنا جميعاً بأن هناك غداً يمكن أن يكون أكثر إشراقاً..لم نتعود في حياتنا العادية أن تتابع مؤسسة من مؤسسات الدولة من تلقاء نفسها السؤال عن قضاء حاجة لأحد المواطنين.. لم يكن من قبيل الشيء الطبيعي في بلدنا أن تتابع وزارة الصحة بيانات وحالة طفلة مريضة بعد فوات هذا الوقت الطويل رغم أن التعامل كان مع المستشفي وليس الوزارة..من المؤكد أن الطفلة آلاء حسام سعيد طاحون والتي تعاني من عيب خلقي في العمود الفقري"سبع سنوات"ليست هي الحالة الوحيدة في مصر التي تحتاج إلي تدخل جراحي سريع وخطير..لكن المؤكد أيضاً أن هناك آلاف غيرها قد تم الإتصال بهم ومتابعة حالاتهم للقضاء نهائياً علي قوائم الإنتظار..بالطبع لم نتخلص من كل أوجه القصور الطبي في الكثير من مستشفياتنا العامة والمركزية..لكن مايهمني أن هناك إرادة سياسية وجهود تبذل للإرتقاء بمنظومة الصحة عموماً وأطفالنا الصغار علي وجه الخصوص..ماأنجزته مصر في القضاء علي فيروس سي وكل ماجاء بمبادرة ١٠٠ مليون صحة وقوائم الإنتظار وماتنفذه حالياً وتسير فيه بخطي ثابته من مشروع التأمين الصحي الشامل..النجاح في التصدي لفيروس كورونا علي مدار الأشهر الماضية بأقل خسائر ممكنه..التغير في فلسفة وأهداف الرعاية الصحية كلها إنجازات يمكن أن تبعث الأمل من جديد..هناك أشياء كثيرة يمكن أن تكون بداية حقيقية لغد أفضل..علينا أن نثق في أنفسنا ونؤمن بوطننا وننظر إلي الحياة بشيء من التفاؤل وندعوا الله بالشفاء لكل أطفال مصر بالصحة والعافية..وأن نتوجه نحن وكل أطفالنا إلي الرئيس السيسي بوافر التحية والتقدير لبث روح الأمل من جديد وإرادة الدولة التي بدأت تسري في شرايين مؤسساتنا الحكومية.