أحمد عاطف آدم يكتب: أم «محمد ومها» توكلت على الله

أحمد عاطف آدم يكتب: أم «محمد ومها» توكلت على اللهأحمد عاطف آدم يكتب: أم «محمد ومها» توكلت على الله

* عاجل23-8-2020 | 15:54

عربة خشبية بسيطة الصنع يجرها حمار - تجلس فوقها طفلة لا تتجاوز الخمس سنوات، العربة مكتوب عليها "توكلت على الله" - بينما يظهر توأم الطفلة وهو يمتطى الحمار فى براءة لا تأبه لحرارة الجو الحارق، بنفس الصورة التى التقطها محرر أحد المواقع الصحفية الشهيرة تقف فتاة عشرينية تدعى "نورا" وهى أم الطفلين، تعيش بقرية "شرقية مباشر" التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، ملامحها لا تقل براءة عن أطفالها - أم محمد ومها طلبت الطلاق من زوجها بسبب ضربه لها على رأسها وإحداث شبه ارتجاج بالمخ دفعها للتنازل عن كل حقوقها لقاء حريتها برفقة الطفلين بعد صبرها على جفاءه، غلظته وجبروته. تقول السيدة لمحرر الموقع بأنها تزوجت فى سن صغيرة من شاب ينتمى لمنطقة "الغجر" ببندر نفس المدينة لكنها لم توفق معه وانفصلت - ثم بدأت رحلة كفاحها بدين اقترضته من إحدى سيدات القرية اشترت به حمارها وعربتها، لتجوب بأدواتها البسيطة القرى المجاورة مثل أبيها وتبيع الأيس كريم للأطفال بجنيهان ونصف بعد استدعاء صوت جرسها لهم. يأتون من كل مكان ليشتروا ما بين السادسة صباحا حتى السادسة مساءا وهى فترة عملها، ولا تنسى الأم الصغيرة أن تحضر معها يوميا بعض السندويتشات وزجاجة مياه لها ولطفليها - ثم أضافت قائلة: الحمدلله قاربت على سداد دينى للسيدة المُقرضة، بينما تبقى معضلتى الكبرى هى إيجار الشقة ودوائى الشهرى أنا وابنى الذى يعانى من ضيق فى التنفس، وليس لى معاش من وزارة التضامن ولا نفقة من زوجى، ثم تمنت أن يرزقها الله بشقة بها غرفة واحدة وحمام أو شراء تروسيكل بـ ١٩ ألف جنية ليساعدها أكثر فى البيع ووضع الطفلين بداخله ليكونا فى مأمن إلى جوارها بمكان محكم حيث لا يمكنها تركهما بلا عائل فى محل سكنها حتى تعود من رحلتها اليومية. فى النهاية من المؤكد أن صوتها سيصل للمسئولين وعلى رأسهم محافظ الشرقية د. ممدوح غراب ووزيرة التضامن د. نيفين القباج لتجد طريقها إلى الدعم المطلوب، وهو بكل تأكيد سيكون امتداد للدعم الإلهى المتواصل لأى أم تكافح بشرف مثل أم محمد. لكن دعونا نستخلص العبرة والأثر الهام من تلك القصة، وهو أن مشروع إعداد أم مصرية مشرفة تتسم بقدرتها على التحمل والصبر والكفاح، لا يتطلب توفر إمكانات مادية معينة من مأوى وملبس وطريقة حديث تمنحها كاريزما خاصة، بل يتطلب توكل على الله وترسيخ مبادئ تربوية ثابتة وراسخة فى وجدانها منذ الصغر، وذلك لتبقى حاضرة بعفتها وطيبتها وصبرها وقوة إيمانها بالله، عندما يكون الهدف هو تأمين حياة أبنائها والحفاظ على شرفها.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2