إبراهيم رضوان يكتب : أهلا بالتطبيع .. !
إبراهيم رضوان يكتب : أهلا بالتطبيع .. !
لم تجذبني الكتابة عن سيارة ياسمين صبري ام 10 ملايين جنيه لأنها أرزاق والأغنياء لهم خصال وسلوكيات لا يعرفها إلا هم ، ولن أكتب عن سيدة المحكمة التي اعتدت على الضابط وقالت له يا " زبالة " ، لأن هذا يحدث دوما في ظل أخلاقيات الزحام وسيادة ثقافة "أنت مش عارف أنا مين وإبن او بنت مين" ، ولن أكتب عن "طالب الفريسكا" اللي هيدخل كلية الطب ، لأن هذا شئ عادي في مجتمعنا وهناك من هو أشطر منه وظروفه أكثر سوءا ولكنه الحظ الذي إبتسم له فصار حديث الناس ..
جذبني وصول طائرة العال الإسرائيلية الي مطار أبو ظبي لأول مرة في التاريخ بعد تطبيع العلاقة بين البلدين ، لذلك أكتب هذا الكلام ورزقي على الله ، وأنا أعلم كم الإتهامات التي سأنالها من مدعي القومجية ، وكل مدعي العروبة والمتاجرين بأي قضية ، حتى لو كانت قضية الأمن الغذائي ، ولست أدري لماذا نصر على الضحك على أنفسنا ونلعن إسرائيل صباح مساء مع أنها دولة قريبة منا ومعترف بها من العالم كله ، ولست أدري الي متى سيظل "خل السلاح صاحي" شعارا عند البعض الذي لم يمسك سلاحا طوال حياته ، وظل محاربا من تحت البطانية أو من أمام الشاشات ، أو من داخل الفنادق ..
الإمارات لم ترتكب إثما ، ولكنها فعلت ما فعلته مصر منذ 40 عاما ، فمصر هي أول دولة تطبع مع إسرائيل ، هناك من يميع الحقيقة ويقول هناك فرق بين الشعب والدولة ، أقول له هذا كلام فارغ ، فمصر لها علاقات طبيعية مع إسرائيل ، ولم تعد دولة عداء ، ولا ينبغي أن تكون بعد إسترداد أرضنا بالحرب والقوة ، وليس معنى التطبيع الإنبطاح ولكن معناه أن نعيش بشكل طبيعي ، وأن تكون التنمية هي قضيتنا ، التنمية التي تأجلت طويلا بسبب الحروب التي خضناها والأموال التي أهدرناها ..
الإمارات وغيرها لها الحق فيما تراه مناسبا ، لقد سبقها الي التطبيع كل القيادات والفصائل الفلسطينية ، حتى القضية الفلسطينية نفسها لم تعد قضية ، أصبحت مقسمة ، لا نعرف من يمثل الفلسطينيين أنفسهم "فتح" أم "حماس" ..
أتعجب من قرار نقابة الصحفيين المصرية الذي عفا عليه الزمن بفصل أي صحفي يزور إسرائيل ، لماذا هذا الخوف ، هم رجال ونحن رجال ، نحن أقوياء لماذا تقزمون من شأننا ، واتعجب أكثر من بيان صادر من بعض الصحفيين يرفض تطبيع الإمارات مع إسرائيل المشكلة أن أحد أسماء هؤلاء الزملاء يحمل الجنسية الأمريكية وكثيرا ما شتم وسب مصر خلال أحداث يناير ، وكثيرا ما رأيته يأكل على كل الموائد ، يذهب الي أمريكا فيدعي أنه ضحية الإضطهاد ليحصل على الرعاية والعناية ، ثم يأتي الي هنا ويسب أمريكا وإسرائيل ليكون بطلا ، ما هذه الإزدواجية ..
أتعجب من زملاء في المهنة كانوا معاول هدم خلال أحداث يناير ، تجدهم يحاولون الظهور الآن كأبطال مختارين ، يتقدمون الصفوف بأعتبارهم مخلصين لهذا الوطن وهم أول من طعنه من الخلف ..
يا سادة أقولها بلا خوف .. أهلا بالتطبيع .. اليهود ليس أبناء القردة والخنازير كما يدعي البعض.. ولكنهم بشر مثلنا ..