اليوم الخميس رأس السنة القبطية وغدا غرة عام 1737.. الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بعيد النيروز

اليوم الخميس رأس السنة القبطية وغدا غرة عام 1737.. الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بعيد النيروزاليوم الخميس رأس السنة القبطية وغدا غرة عام 1737.. الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بعيد النيروز

* عاجل10-9-2020 | 14:56

دار المعارف
غدا الجمعة الموافق 11/9/2020 تحتفل الكنيسه القبطية الأرثوذوكسية بعيد النيروز، الذى يصادف اليوم الأول من شهر توت لسنه 1737 للشهداء.
وفى هذه المناسبة، وأسباب الاحتفالية، والتقويم القبطى يقول كاهن كنيسة مارجرجس، بحى المطرية بالقاهرة القس، بولا فؤاد رياض إن كلمة نيروز مشتقة من الكلمة القبطية "ني- يارؤو" = الأنهار.
ويوضح القس بولا أن هذا الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل " هبة الحياة في مصر" و لما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف ال " س" للإعراب كعادتهم مثل "انطوني" و "انطونيوس" فأصبحت "نيروس" فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروز بالنيل ابدلوا الراء باللام فصارت "نيلوس" و منها اشتق العرب لفظة النيل العربية.
أما عن النيروز الفاريسية فتعني اليوم الجديد " ني= جديد، روز= يوم" وهو عيد الربيع عند الفرس.
ويؤكد القس بولا أن التقويم القبطي الذي توارى وسط التقاويم "الميلادية،  السريانية، الهجرية" ولا يأخذ مكانه في المكاتبات الرسمية، منوها إلى أنه لو سألت أحدا  تاريخ اليوم القبطي لما وجدت ردا إلا من الفلاح المصري الذي احتضن هذا التقويم وظل يتوارث العمل به في زراعته منذ أن عرف هذا التقويم في عام 4241 ق.م ، فالتقويم القبطي هو جزء من التراث المصري، فهو مرتبط بدوره المحاصيل الزراعية و متوافق مع الطقس طوال فصول السنة دون أدنى تغيير أو تبديل.
ونستطيع أن نقول ( والكلام للقس بولا) إن التقويم القبطي هو دائرة معارف شعبية زراعية فلكية متميزة انطبعت في تراثنا المصري الأصيل، وقد احتفظ أقباط مصر بنفس التقويم المصري القديم و شهوره التي ظلت بأسمائها الفرعونية كما هي، بعد أن اتخذوا من عام الشهداء و هو 284 ميلاديا و هي السنة الأولى من تقويم الشهداء في عصر الأمبراطور الروماني دقلديانوس الذي فيه تعرض الأقباط للاضطهاد عندما رفضوا الخضوع لأوامر الأمبراطور بالتبخير لألهته الوثنية.
وكلمة "قبط" شاع استعمالها مرادفا للمسيحيين خطأ فالقبط هم المصريون جميعا وإن اختلفت ديانتهم.
التقويم القبطي هو تقويم الشهداء .
الشهداء يضحون بأنفسهم من أجل العقيدة "قبلوا الموت لأجل الإيمان" ،أكبر عدد للشهداء كان في القرنين الثاني والثالث الميلادي.
والشهداء لهم مكانة عظيمة في الكنيسة تسبق مكانة القديسين وتاليه لمكانة الرسل، و الكنيسة القبطية قدمت أكبر عدد من الشهداء بالمسيحية وكان أول شهيد في كنيسة الإسكندرية هو مؤسسها القديس مرقس الرسول الانجيلي عام ٦٨ميلادية وقدمت شهداء فالقرن الأول عام ٩٨ في عصر الأمبراطور تراجان ثم في عصر الإمبراطور "فاليريان" في الفترة من ٢٥٣ إلى ٢٦٠ ميلاديا، ويكفي أن نقول إنه استشهد ثلاثون ألف شهيد في يوم واحد و في عصر دقلديانوس الإمبراطور الروماني الجاحد استشهد أكثر من مليون في الفترة من ٢٨٤ إلى ٣٠٥ ميلاديا وفي عهد هذا الإمبراطور سمي التقويم القبطي بتقويم الشهداء، إلا أن هذه الاضطهادات الدينية جاءت بنتيجة عكسية و كانت عاملا من عوامل انتشار المسيحية لأن بطولة هؤلاء الشهداء جذبت انتباه الكثير من الوثنيين وأثارت اهتمامهم بالعقيدة الجديدة فما لبسوا أن دخلوا فيها فانتشرت المسيح وسادت في الإسكندرية وجهات أخرى من مصر، وعبر العصور تقدم الكنيسة شهداء يعوزنا الحديث عنهم لشهداء العصر الحديث، مثل شهداء الإرهاب، وغيرهم الكثيرين، أما المعترفون هم الذين تحملوا الشدائد والعذابات و لم ينكروا إيمانهم على الرغم من عدم نوالهم شرف الاستشهاد.
شهور السنة القبطية :
ويواصل القس بولا فيقول: تتكون السنة القبطية من اثنى عشر شهر، كل شهر ثلاثون يوما بالإضافه إلى الشهر الأخير و يسمى "النسئ" و يتكون من خمسة أيام فى السنة القبطية العاد و ستة أيام فى السنة القبطية الكبيسة " إذا عدد أيام السنة القبطية ٣٦٥ يوما في السنة البسيطة أو ٣٦٦ يوما في السنة الكبيسة"، و شهور السنة القبطية هي:
١.شهر توت أول شهور السنة القبط مشتق من الإله " تحوت" إله العلم و المعرفة، وهو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول و هو مخترع الكتابة و مقسم الزمن وقد اختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمه الشعري اليمينية تبرق فالسماء بوضوح في هذا الوقت من العام مما يعني السنة القبطية نجمي و ليست شمسية.
٢.شهر بابه مشتق من "هابي" إله النيل.
٣.شهر هاتور مشتق من " هانور" أو " اثور" إله الحب و الجمال.
٤.شهر كيهك مأخوذ من "قاهاكا" "عجل ابيس المقدس" إله الخير.
٥.شهر طوبه مخصص للإله " اومو" إله الطبيعة.
٦.شهر أمشير مأخوذ من إله الزوابع و العواصف.
٧.شهر برمهات مأخوذ من "مونت" إله الحرب و النيران.
٨.شهر برمودة مشتق من " رونو" إله الرياح أو إله الموت.
٩.شهر بشنس مخصص للإله " خنوسو" إله القمر.
١٠.شهر بؤنه مخصص للإله "باؤني" مشتق من إله المعادن "باذني"
١١.شهر أبيب مشتق من الإله " أبيب" إله الفرح.
١٢.شهر مسري مشتق من الإله " مس را" إله الشمس.
١٣.شهر النسئ هو الشهر الصغير و معناه التأخير.
أمثال شعبية على الشهور القبطية:
السنة القبطية لها ارتباط وثيق بتراث الأمثال الشعبية في مصر و كل شهر قبطي له المثل الشعبي الذي يتناسب معه
١.شهر توت " في توت اروي ولا تفوت" أي الفلاح الذي لا يستطيع أن يروي أرضه فى هذا الشهر لن يستفيد من زراعتها.
" توت يقول للحر فوت"
نسبه إلى انكسار درجة الحرارة في هذا الشهر.
" توت حاوي توت" أي اأن الحاوي يتكلم بالعلم و المعرفة بلسان الإله توت.
"في توت لا تدع الفرصة تفوت"
٢.شهر بابه "بابه خش واقفل الدرابه" أي الطاقة أو النافذة الضيقة في البيوت الريفية اتقاء للبرد في هذا الشهر.
"إن صح الزرع بابه يغلب النهابه" أي أن كثرة المحصول في بداية مربحة مهما اتنهب منها.
"إن خاب زرع بابه ميجبش ولا لبابه "
٣.شهر هاتور " هاتور يقول للبرد طور طور" بمعنى إنه بداية البرد
" هاتور أبو الدهب المنثور" أي القمح
"إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور"
٤.شهر كيهك "كيهك صباحك مساك" دليل على قصر النهار
"تقوم في فطورك تحضر عشاك" إشارة لقصر النهار في هذا الشهر و طول الليل
" البهايم اللي متشبعش في كيهك ادعي عليها بالهلاك"
٥.شهر طوبة "طوبة يخلي الصبية كركوبة" نسبك لشدة البرودة
" طوبة يخلي الصبيه جلده و العجوزه قرده"
" طوبة يزيد الشمس طوبه"
" الاسم طوبة و الفعل امشير"
و يقسم الفلاح المصري شهر طوبه من حيث الطقس إلى ثلاث
العشر الأيام الأولى تسمى طوبة حيث يشتد البرد، والعشر أيام الثانية يسميها"طبطب" حيث البرد الذي يجعل الإنسان يطبطب أي يرتعش،  والعشر أيام الثالثة يسميها "طباطب" أي ينقلب الجو الصحو إلى المنكر.
٦.شهر أمشير "امشير ابو الزعابير أبو الطبل الكبير" كناية عن شدة الرياح وعنفها
"امشير ابو الزعابير الكتير ياخد العجوزه و يطير"
"امشير ابو الزعابير الكتير ياخد الهدوم و يطير"
"امشير يقول لبرمهات عشره مني خد و عشره منك هات"
و قسم الفلاح أمشير إلى ثلاثة أقسام
١.مشير يقال لها عشره الغنامي " الراعي" حيث ينخدع الراعي بالدفء
٢.مشرشر أو عشره الماعز حيث يعود البرد للاشتداد و يكثر هبوب الرياح و سقوط المطر و تنفق الماعز من شدة البرد
٣.شراشر و يطلق عليه عشرة العجوز حيث تبدأ العجائز في الحركة بعد ظهور الدفء.
٧.شهر برمهات " برمهات روح الغيط و هات قمحات و عدسات و بصلات" هو موعد نضج المحاصيل الشتوية و إمكانية الأكل منها
و في هذا الشهر تاني رياح يطلق عليها برد العجوز
٨.شهر برموده " برموده دق العاموده" أي دق سنابل القمح بعد نضجها.
" ورده برموده بالعوده" لأنه شهر الحصاد.
٩.شهر بشنس " بشنس يكنس الغيط كنس " كناية عن إنهاء موسم الحصاد و خلو الأرض من المحاصيل.
" في بشنس خلي بالك من الشمس"
"بشنس تنشف المياه من المعونه" يرمز إلى شدة الحر.
١٠.شهر بؤنه " بؤنه نقل و تخزين المونه" أي تخزين المأونه للاحتفاظ بها بقية العام خش الفيضان الجارف أو انقطاع الفيض
" بؤنه تكتر فيه الحراره الملعونه"
"شهر بؤنه يفلق الخجر"
١١.شهر أبيب " ابيب ابو اللهاليب" و هو يرمز إلى شدة الحر
" ابيب فيه العنب يطيب" كناية عن موسم نضج العنب
" ابيب طباخ العنب و الزبيب"
" ان اكلت ملوخية في ابيب هات لبطنك طبيب"
" ابيب فيه النيل مياهه تزيد"رمزا بشدة الفيضان
١٢.شهر مسري "عنب ميسري ان فاتك متلقاش ولا كسري" أي الحس على الإسراع في زراعة الذرة.
" مسري تجري فيه كل ترعه عسره" حيث تزداد مياه الفيضان فتغمر كل مصر.
١٣.شهر النسئ أو الشهر الصغير " تزرع أي شيء حتى لو في غير أوانه و ينم" و سقط هذا الشهر من ذاكره أمثال الفلاح المصري القديم كونه شهر مدته ٥ أو ٦ أيام فقط.
وهناك أيضا أمور ارتبطت بالشهور القبطية كما يؤكد القس بولا، ويوضح هذا فى الآتى:
١.رطب توت
٢.رمان بابه
٣.موز هاتور
٤.سمك كيهك
٥.ماء طوبه
٦.لبن امشير
٧.خروب برمهات
٨.ورد برموده
٩.نبق بشنس
١٠.تين بؤنه
١١.عسل ابيب
١٢.عنب مسري
رموز البلح و الجوافة في عيد النيروز:
١.البلح و يرمز بلونه الأحمر إلى دم الشهداء الذي سقط حبا في الملك المسيح، وحلاوة البلح تشبه حلاوة الإيمان المستقيم، ونواته صلابتها تذكر بقول الشهداء الروحية وصلابتهم و تمسكهم بإيمانهم حتى الموت.
٢.الجوافة تتميز ببياض شكلها و هذا يرمز إلى قلب الشهداء الأبيض النقي أما وجود بذور كثير داخلها ففي ذلك إشارة لكثرة عدد الشهداء.
ارتباط الاواشي " الطلبات" في الكنيسة بالشهور القبطية:
١.تصلي أوشيه المياه فالفترة ما بين ١٢بؤنه إلى ٩ بابه " ١٩ يونيو إلى ٢٠ أكتوبر"
٢.اوشيه الزروع تصل من ١٠ بابه إلى ١٠ طوبه " ٢١/ ٢٢ أكتوبر إلى ١٨/١٩ يناير" حسب السنة إذا كانت بسيطة أو كويسة.
٣.اوشيه الثمار تصل من ١١ طوبه إلى ١١ بؤنه " ١٩/٢٠ يناير إلى ١٨/١٩ يونيو".
وينتهى القس بولا بالقول : "تلقب الكنيسة بأم الشهداء و النيروز ذكرى الشهداء الأبرار الأوفياء اللي و طنهم في السماء، النيروز بداية سنة جديدة من تقويم الشهداء.. كل سنة والمصريين بخير بمناسبة بداية عام قبطي جديد 1737 للشهداء."
[caption id="attachment_441689" align="aligncenter" width="386"] القس بولا فؤاد[/caption]
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2