أمل إبراهيم تكتب: دراويش العمل والنجاح

أمل إبراهيم تكتب: دراويش العمل والنجاحأمل إبراهيم تكتب: دراويش العمل والنجاح

* عاجل12-9-2020 | 16:42

إن أصعب نمط للحياة أن تكون شخصا غير ذى نفع إلا لنفسك أو تعيش وأنت ترى أنك وحدك محور الكون وتدور حول ذاتك  مهدرا معنى الحياة وأنت لاترى أبعد مما تخطه قدميك..
إن لحظات التغيير اللازمة والمهمة فى حياتنا تحتاج فقط إلى سؤال ، علامة إستفهام واحدة تستوجب التوقف والبحث عن إجابة واضحة ومحددة ، لماذا نعيش وماذا نحب وكيف نرغب أن تكون حياتنا ؟؟
تخيل مثلا  أنك تمر من شارع واحد كل يوم وتحفظ شكل الطريق وترى نفس الأشياء تلتقط حاجياتك ثم تعود من حيث جئت ولكنك لا تكلف نفسك النظر إلى الشرفات فى نفس الشارع أو ترى ما وراء المحلات المعتادة أو تمعن فى التفاصيل أو تسأل الناس عن العنوان أو تتعايش مع معاناتهم ، ثم  خطر على بالك أنت تتوقف لتسأل بجدية عن أى شىء أو قطعة  تمسكها بيديك ، من صنعها أو كيف ومن أين جاء بالفكرة أو الخامات أو لماذا لا أستطيع أن أصنع شىء مشابه ؟؟ وقتها سوف تزيح الستار عن عالم أخر موجود وكائن فى نفس الشارع الضيق لكنه محجوب عنك بإرادتك.
الحياة تحتاج منا  إلى أكثر من نظرة عابرة وإلى تمعن وتأمل وتفكر وقت الحاجة ،  لأن التعود يخلق حالة من عدم الانتباه رغم أن ما تبحث عنه داخلك موجود بالفعل وقريب ولكنه يحتاج فقط إلى  المحاولة والتجربة ..
أغلب أصحاب التجارب الناجحة لم تقودهم الصدفة وحدها ولكنه السؤال الذى قد يجد اذنا صاغية تدلك على أول حرف فى الإجابة وانت عليك البحث والمثابرة حتى تعيش تجربتك كاملة ..
أن كل أبواب النجاح مفتوحة دائما ولا علاقة للأمر بالحظ أو النصيب ولكن السعى والتوقف عن الدوران حول الذات ، أول مفاتيح النجاح هو مساعدة الآخرين وأكتشافهم والإعلان عن تجاربهم ومحاولاتهم لان ذلك يجعل البصر أكثر حدة والبصيرة أكثر إشراقا..
سوف تفتح لنفسك باب الملاحظة ومنها سوف تضع علامات الاستفهام المناسبة ، نحن نتساءل حتى الأن كيف عاش قدماء المصريون حياتهم بكل هذا الابداع ونتابع ونرى ما تركوه لنسأل أنفسنا كيف صنعوا هذا الجمال ومن أين كانت الخامات ؟؟ نفس الأسئلة القديمة هى التى تساعدنا حتى الأن لنكتشف ابداع الآخرين وحبهم للفن ورؤيتهم للجمال ،وإذا لم تستطع أن تخلق الجمال بيديك فيجب أن تقتنيه أو تقدره بالطريقة التى تناسبك ، ولكن إياك أن تهمله أو تقلل من قيمته
إن أجمل ما فى الحياة ليس فقط ما نراه معلقا أو معروضا  أو كنز المقتنيات ولكن القرب ولو بخطوة من أولئك الذين ليس لديهم الوقت للحديث عما يصنعون، الذين يشغلهم العمل لإنتاج قطع رائعة تنال المدح دونهم والحقيقة أن أجمل مافى مصر هو وجود  الكثيرين  ممن  يغرمون  بهذا البلد ومازال لديهم الرغبة  فى العطاء والانتاج  ويعرفون قدر العشرة  والحب مع  ماتصنعه أيديهم  ولديهم القدرة لتحويل قطع  النسيج أو الخشب أو النحاس أو حتى الحجر إلى تحف فنية صنعت بحب .
أن مخزون المشاهدة والمتابعة والتقييم لأعمال الناجحين سوف يؤدى بك يوما ما لرؤية عميقة لم تكن تخطر على بالك من مساحات الامل فى حياة نعيشها  كما تحب دراويش العمل والعطاء .
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2