10 أسباب توضح.. لماذا يهاجر المصريون إلى أرض الموت؟!

كتب: عمرو حسين أرض محترقة وبلاد أصبحت أطلال، تعانى الندرة فى تلبية الاحتياجات الأساسية للعيش، رغم ما تمتلك من ثروات نقدية.. فرض عليها الحصار البحرى والجوى أن تعيش عيش الفقراء.. تمتلك نصف جيش.. مهددة بحرب أهلية.. ساحة لتصفية الحسابات بين اللاعبين الدوليين، يتدفق إليها المشردين والمحبطين والهاربين، فهى أكبر بوابة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.. فلماذا يهاجر المصريون إلى ليبيا؟. مؤخرًا تم انتشال 19 جثة لمهاجرين غير شرعيين في الصحراء الليبية، تبين من الأوراق المحمولة لديهم أنهم من محافظات أسيوط، والمنيا، وبني سويف، وكفر الشيخ، فيما لا تزال جثامين 29 آخرين ملقاة في العراء؛ لعدم توافر وسيلة لنقلها، كما أنه بعد اتخاذ الإجراءات المطلوبة، جرى دفنهم في ساعات متأخرة في مقابر مجهولة الهوية غرب طبرق. عصابات الأحلام تروج عصابات السفر، الذهاب إلى أوروبا أو ليبيا والعودة بآلاف الجنيهات، على أنه حلم الجنة الموعودة، ويلقى  قبولا لدى الشباب الباحث عن الزواج أو بناء شقة متواضعة، ما يجعل هؤلاء الشباب يضربون بكل المخاطر عرض الحائط. وتشرع «عصابات الأحلام» بتسفير الشباب إلى ليبيا عن طريق دولة ثالثة، ما يعرض الشخص الذي يدخل ليبيا بطريق غير شرعى إلى الاحتجاز من قبل السلطات الليبية لو كان ذو حظا عظيم، بينما يقع الجزء الأكبر تحت يد المليشيات الدينية المسلحة، رغم المناشدات المتكررة للخارجية المصرية بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات، ويصفون حالهم: "إيه اللى رماك على المر". مليشيات على الطريق [caption id="attachment_49364" align="alignnone" width="1200"] داعش[/caption] وعندما ضرب الفقر قريتى سعدة والعزابوة التابعتان لمركز إطسا بالفيوم، اللتين يقطن أغلب سكانهما منازل مكونة من طابق واحد، مسقوفة بالأخشاب وجذوع الأشجار، وغابت الدولة فغابت الخدمات، فلا يوجد مستشفى، ولا صرف صحى، ومياه الشرب تنقطع بصفة دائمة، ولم يجد الشباب سبيلا إلا السفر بشكل غير شرعي إلى ليبيا، هربا من الفقر الذى يغرقون فيه، فسقطوا فى فخ المليشيات المسلحة. ويتدخل الجيش المصرى مع نظيره الليبى وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، للبحث عن المختطفين الـ 9، وعثروا عليهم فى منطقة "البريقة" شمال أجدابيا في ليبيا، حيث تركوا هناك بعد أن أطلقت المليشيات سراحهم، بعد أن دفع ذويهم فدية لكل واحد منهم. تجنيد الوافدين [caption id="attachment_52294" align="alignnone" width="1000"] اللواء أركان حرب حمدى بخيت[/caption] "مغامرة غير محسوبة من الشباب نتيجة قلة وعى وقلة صبر.. دائمًا أرواح المواطنين أهم من لقمة العيش، رغم شظف العيش والحالة الاقتصادية الضاغطة التى نحياها، فى مصر الحياة أغلى من التضحية بها فى المجهول، وتوجد أبواب رزق محدودة"، حسبما قال اللواء أركان حرب حمدى بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا. وأكد عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب: "ليبيا بلد يعانى من التشرزم، وانتشار العصابات ويتوافر به مجالا واسعا للمجرمين الدوليين، بالإضافة إلى القتال بين الجيوش"، فالبحث عن عمل لا يعنى الذهاب إلى المجهول، و"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة". وحذر مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، من خطورة تجنيد الوافدين إلى ليبيا من الأراضى المصرية، نظرًا للقدرة الفائقة لدى المليشيات على اجتذاب الشباب واستخدامهم فى تنفيذ عمليات، نظير مبالغ طائلة من الأموال، واستغلال احتياجهم للمال. ونوه اللواء أركان حرب حمدى بخيت، إلى الدور البطولى الذى تقوم به قوات حرس الحدود فى المنطقة الغربية وعلى طول الشريط الحدود الممتد لأكثر من ألف كيلو متر مع ليبيا، مشيرًا إلى دورها الكبير فى التصدى للتسللات المجرمين وعصابات التهريب عبر الحدود، منذ أيام الهجانة. الانتحار خلف لقمة العيش ويرى الخبير الاستراتيجى، أن التزام المواطن ووعيه بتحذيرات الجهات الرسمية من خطورة الانزلاق للعمل فى أجواء غير آمنة يمثل ثلاث أرباع القضية، مؤكدا أن وسائل الإعلام عليها دور هام جدا فى نشر ثقافة أمن بيئة العمل وتوعية الشباب، ويلوم وسائل الإعلام على رد فعلها "المتأخر" فى توجيه الشباب فى الاتجاه السليم، مشددًا على أن الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والنقابات، عليها دور إصلاحى اجتماعى تجاه جميع فئات المجتمع وفى مقدمتها الشباب. ووجه بخيت بضرورة تحسين البنية الاقتصادية لتشغيل الشباب واستيعاب البطالة، وإصلاح 2400 مصنع لاستيعاب الشباب، مطالبًا المؤسسات التنويرية بنشر حالة الرضى عند الشباب وإعلاء قيم البناء والصبر والتحمل لتحقيق الوعى الدينى والبعد عن الانتحار خلف لقمة العيش. عمالة غير مدربة [caption id="attachment_52292" align="alignnone" width="1000"] اللواء أركان حرب عادل العمدة[/caption] "غالبية المهاجرين إلى ليبيا من العمالة غير الجيدة التى تعمل فى أعمال بسيطة جدًا، تعتمد على القوة البدنية فى أعمال البناء والحفر وغيرها، لأنهم غير مدربين، بالإضافة إلى أنهم يقعون فريسة لتصورات خاطئة عن الوضع الاقتصادى فى مصر، ومتعايشين مع حالة مزرية مغايرة للواقع الذى يعيشه غيرهم ممن استغلوا الفرص وحققوا نجاحات حقيقية"، حسب اللواء أركان حرب عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا. وأشار العمدة إلى أن مصر استوعبت 5 ملايين لاجئ ووافد من الدول العربية التى تعانى الحروب، والصراعات، واستوعبت 5 ملايين مصرى كانوا يعملون فى ليبيا وغيرها من البلاد التى أصابتها الحرب، مؤكدا أن الدولة استطاعت توفير المناخ الأمن، ليحقق أكثر من 10 ملايين أهدافهم وطموحاتهم من خلال إمكانياتهم المحدودة، حيث استطاعوا شق طريقهم من خلال الحرف التى يجيدونها ويمتلكونها. السوريون نجحوا فى مصر وأكد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن السوريين استطاعوا الدخول ضمن مكونات الاقتصاد المصرى؛ نظرا لقدراتهم العملية وخبراتهم التى مكنتها من بدء مشروعات متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة. وتابع العمدة، أن الدولة المصرية تمتلك فرص واعدة تستوعب الطاقة الشبابية فى المشروعات الجديدة فى الإسكان والطرق وغيرها، مؤكدًا أن الشركات تبحث عن الأيدى العاملة المدُربة، مشيرًا إلى أن التدريب العالى للمواطنين يضمن لهم مكاسب عالية فى عزة وكرامة، وأنه أفضل من الفرص الأخرى التى يتنازل فيها الشاب عن كرامته ويعمل بمهن متدنية جدًا فى الغُربة، من أجل مزيد من الجنيهات.