د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: أسئلة بلا أجوبة

د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: أسئلة بلا أجوبةد. داليا مجدي عبد الغني تكتب: أسئلة بلا أجوبة

* عاجل22-9-2020 | 22:49

أسخف سُؤال يُمكن أن يُوجه لإنسان، هو ما فائدة ما تفعله بالنسبة لعملك؟ بمعنى، ما فائدة الدرجة العلمية، أو تعلم لُغة جديدة في بلد لا تتحدث بها، أو السفر إلى دولة غير مُعتاد السفر إليها، وهكذا، يُوجه أي سُؤال تهكمي للشخص الذي يسعى لمعرفة المزيد، سواء في العلم، أو الاطلاع، أو التجوال، وكأن حياتنا باتت مُنصبة على إطار مُقنن، لا يجب أن نخرج منه أو نشذ عنه، فلا يجب علينا من وجهة نظر البعض قراءة إلا ما يُفرض علينا من دُروس مدرسية، ولا نتعلم سوى لُغة الدولة التي نعيش فيها، أو سنعيش فيها، ولا نُسافر إلا للمصيف أو للإعارة فقط. فهل هذا منطقي، وهل ضاقت علينا الحياة بما رحُبت، وهل خُلِقَ الإنسان لكي يدفن نفسه في بوتقة ضيقة إلى هذا الحدّ؟! فكم هو صعب أن نُغلق أفكارنا بهذا الأسلوب النمطي، فالإنسان لابد أن يتعلم ثقافات جديدة، ويُحاول إدراك أمور شتى، ولا يجعل لتطلعاته سقفًا، فهو خُلِقَ لكي يظل يتعلم حتى آخر نفس يستنشقه. وللعلم، كل من يفتح لنفسه آفاق الاطلاع والتعليم، يكتسب خبرات غير عادية، تُؤهله على مُجابهة الحياة ومُسايرتها، والقُدرة على تفهم أفكار من حوله بسُهولة ويُسر، فهي تُوسع من مداركه، وتجعل حيز تفكيره بلا حُدود، وآفاق ذهنه تعلُو فوق المعتاد، وهنا سيُنمي نفسه بشريًا، ولكن ليس عن طريق المُحاضرات والدورات، وإنما عن طريق الاختلاط والتكيف والاطلاع، فلو قرأت مليون كتاب عن شعب أو دولة مُعينة، فزيارتك لأسبوع واحد لتلك الدولة، سيثْريك بما يفوق عدد المليون كتاب الذي قرأته، ولو تعلمت لُغات عديدة بخلاف لُغتك، فلاشك فأنت تستطيع إدراك فهم ثقافة تلك الشعوب بسُهولة. وهكذا، لا تسأل لماذا تتعلم؟ لماذا تدرُس؟ لماذا تقرأ؟ لماذا تسافر؟! وإذا سُئِلْتَ تلك الأسئلة، فأجِبْ بسهولة شديدة، وقُلْ: "ولماذا تترك أنت نفسك هكذا دُون أن تُطورها؟".
أضف تعليق

إعلان آراك 2