محمد أمين يكتب: أبواق الإرهابية وسيناريوهات هدم الدولة

محمد أمين يكتب: أبواق الإرهابية وسيناريوهات هدم الدولةمحمد أمين يكتب: أبواق الإرهابية وسيناريوهات هدم الدولة

*سلايد رئيسى25-9-2020 | 13:13

خلال الأسبوع الماضي واصلت قنوات إعلام الجماعة الإرهابية ولجانها الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشاطها فى بث ممنهج لتضليل العقول ومحاولة رسم صورة للمشهد تتوافق مع الهدف المرسوم للتنظيم، وهو إحداث عدم استقرار فى كل دول المنطقة. المتابع للمشهد بدقة يستطيع أن يكتشف الهدف الحقيقي من حالة السعار الإعلامي من قبل قوى الشر مستهدفين الدولة المصرية فى هذا التوقيت. كما ذكرت فى العدد الماضي فإن المشهد ليس بمستغرب، لكنه جزء من مخطط هدفه الأساسي إسقاط الدولة المصرية، تتعدد سيناريوهاته وشخوصه أحيانًا، لكنه جزء من غاية تستهدف إضعاف المنطقة لصالح دولة واحدة (إسرائيل) من جهة؛ واستغلال طموحات توسعية لدول أخرى (تركيا، ايران) للوصول إلى تلك الغاية مرورا باستغلال طموحات دول أخرى تبحث عن دور (قطر)، فتنفق أموالها لدعم المشروع الشيطاني، مستخدمين عناصر التنظيم الإرهابي الباحث عن حلم مكذوب. مع فشل المخطط يوم 20 سبتمبر الجاري وسبقه نفس التاريخ من العام الماضي، وتحطمه على صخرة وعي الشعب الذي استطاع خلال 7 سنوات أن يوقن رغم المصاعب والتحديات أن الدولة المصرية تسير فى الاتجاه الصحيح. بدأت حرب إعلام هدم الدول تزداد، ظنًا أنهم بما ينشرونه من أكاذيب معلبة قادرون على التأثير فى وعي الشعب، وتدثر إعلام الإرهاب وهدم وتفتيت الدول فى ذلك بعباءة الدفاع عن حقوق المواطنين، وهم أنفسهم (إعلام التنظيم الإرهابي) من كانوا يتحدثون عن العشوائيات فى مصر بأنها إحدى الأزمات التي يجب على الدولة مواجهتها. لن أتوقف كثيرًا عند شخوص المشهد الذين يبثون السموم المعلبة سواء ذلك المقاول المغمور والممثل الفاشل، أو زوبع وناصر ومطر وغيرهم من أبواق تظن أنها قادرة على أن تحرك عقول الكتلة الصلبة لتلك الدولة، لتقدم لهم مشروعًا لهدم الوطن، فيصبحون كمن يخربون بيوتهم بأيدهم. لكن المصريون كانوا أكثر وعيًا، بعد أن شاهدوا أكاذيب الإرهابية على مدى السنوات السابقة، بدءًا من مشروع قناة السويس الجديدة والذي تحدثنا عنه العدد الماضي زاعمين أن المشروع سينهار وانتهاءً باختلاق أزمة قانون التصالح الذي ظن التنظيم وأذنابه أنهم قادرون على إشعال الفتنة فى مصر، وإعادة اجترار الفوضى، من خلال نشر فيديوهات للثورة المزعومة. الأمر الذي تطلب إعادة مشهد 2011 من عمليات حرق وتخريب وإسقاط لمؤسسات الدولة. ولأن التنظيم ومن يحركه من أجهزة استخبارات، وجد صعوبة شديدة فى تحريك الشارع المصري، المدرك لحجم التحديات التى تواجهها الدولة، وحجم الإنجاز المتحقق خلال السنوات الست السابقة، حاولت أبواق الإرهابية تعليب وعيه من خلال صور زائفة، وتلاعب إعلامي بالصورة، لتصدير مشهد لا وجود له على أرض الواقع. لم تدرك أدوات إعلام الإرهابية ومن يقفون خلفها، أنهم قد كشفوا وجههم القبيح مبكرًا، على عكس ما فعلوه فى 2011 فلم يكشفوا عن وجههم الحقيقي فى بداية الأحداث، بل ظلوا متدثرين بعباءة التغيير السلمي وهم فى الحقيقة ليسوا سوى دعاة فوضى، من أجل تدمير الأوطان غير المؤمنين بها. المشهد على شبكات التواصل الاجتماعي وما قاموا بتقديمه من فيديوهات تناقلتها كتائبهم عبر السوشيال ميديا انصب على مجموعة من الشتائم والسباب، موجهًا للشعب الذي لم يستجب لدعوات التخريب والهدم. فخرج أحدهم مطالبًا الشعب بحرق الأقسام، والقتل، وإحداث الفوضى من أجل إرباك الدولة، بل إن العنصر الإرهابي، قال نصًا "بقلنا 7 سنين شغالين وبندعمكم ونقدم لكم المساعدات، ولم نر منكم أحدا فى المظاهرات سوى شوية عيال.. فين الرجالة اللي المفروض يمسكوا الجرينوف، وينزلوا يحرقوا ويقتلوا". هذا كان مقتطفًا من نص حديث أحد أعضاء التنظيم الإرهابي، منفعلاً على السوشيال ميديا. ليؤكد أن تلك الجماعة لا تعرف البناء ولا التنمية إنما تحترف الهدم والتخريب والدماء. ظلت الجماعة الإرهابية بمعاونة قطرية تركية ودعم من أجهزة استخباراتية، تحاول بين وقت وآخر من خلال إعلامها المسموم تارة، ومن خلال العناصر الإرهابية تارة أخرى، توقف المشروع الوطني المصري. إلا أنها فى كل مرة كانت تبوء بالفشل. لما لا وقد انتهجت منهج الكذب والتزييف، فى حين انتهج الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة منهج العمل والشفافية والصدق، ومواجهة التحديات لإعادة بناء الوطن. هم احترفوا تقديم الباطل، والقيادة السياسية والحكومة احترفوا الشفافية والصدق والعمل لإعادة بناء الدولة وتثبيت أركانها، وتقوية مؤسساتها، واستكمال المشروع الوطني لتنتقل مصر إلى مصاف الدول الكبرى. ولأن التنظيم الإرهابي يحترف المظلومية، وصناعة الحسينيات، فهو دائمًا ما يقدم الزيف والكذب لخلق ذلك المشهد (الفوضى). ففى الوقت الذي ظلت فيه قنوات الإرهابية تتحدث عن العشوائيات وأنها إحدى المشكلات التى يعاني منها الشعب المصري، لتقدم القضية وكأنها تريد الخير للمواطنين. عندما تصدت الدولة المصرية لتلك المشكلة فتم القضاء على العشوائيات خاصة الخطرة، ونقل سكان تلك المناطق إلى مناطق حضارية، مثل الأسمرات ( 1، 2 ، 3 ) وروضة السيدة وبشائر الخير (1، 2 ) وأهالينا، والمحروسة، كل تلك المشروعات، حولت حياة سكان المناطق الخطرة إلى حياة كريمة، تحفظ لهم الحق فى السكن والحق فى الحياة . كما أنفق صندوق تطوير العشوائيات 350 مليار جنيه على مشروعات تطوير البنية التحتية فى المناطق العشوائية. ونجحت مصر فى التصدي لمشكلة العشوائيات، وهنا غضت أبواق الإرهابية الطرف عن تلك الإنجازات. وتنتقل منصات إعلام الإخوان من الحديث عن العشوائيات إلى الحديث عن قضية أخرى، لأنها لم تعد لديها أي وسيلة لإقناع المتابعين بعد أن شاهد المصريون حجم الإنجاز. فتلقفت كتائب إعلام الإخوان إعلان الدولة لقانون التصالح وحاولت تقديم صورة غير حقيقية عن المشهد. إلا أن الحكومة واجهت زيف إعلام قوى الشر بأن استجابت لمطالب المواطنين وخفضت التصالح فى بعض المناطق إلى 50%، وتحدد سعر المتر فى القرى بـ 50 جنيهًا، كما تم مد فترة تلقي أوراق التصالح حتى 30 أكتوبر القادم، ومنع إزالة أي عقار مأهول بالسكان . ليجد إعلام الإرهاب نفسه محاصرًا بالفشل حال استمراره فى الحديث عن أزمات قانون التصالح، لتبحث الجماعة الإرهابية عن قضية أخرى وهي الثورة المزعومة، بهدف إشعال الفتنة، وإعلان الفوضى، للقضاء على كل ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الأخيرة. فقد تحولت أزمة الكهرباء التي كانت تعاني منها مصر منذ 2008 وزادت حدتها فى 2012 إلى وفرة فى إنتاج الكهرباء وتصدير الفائض إلى كل من السودان وليبيا والأردن وقطاع غزة. وتحولت أزمة المواد البترولية إلى اكتفاء ذاتي من الغاز الطبيعي، بل إعلان القاهرة مقرًا للمنظمة الإقليمية لغاز شرق المتوسط وتصبح رسميًا مركزًا إقليميًا للطاقة . وتدخل مصر نادي الكبار لمنتجي الغاز الطبيعي، فى ظل توافر احتياطيات ضخمة من الغاز عقب ترسيم الحدود مع قبرص واليونان والمملكة العربية السعودية. وتواصل آلة تعليب الكذب العمل مع تقدم مصر اقتصاديًا، وارتفاع حجم الاحتياطي النقدي إلى 38.366 مليار دولار نهاية شهر أغسطس الماضي بعد أن كان 14.9 مليار دولار فى يونيو 2014 . كما انخفض حجم البطالة إلى 7.5% من إجمالي قوة العمل مقارنة بـ 14% عام 2012 ، 2013 وقد ساهمت المشروعات القومية، خاصة مشروعات التعمير والبنية التحتية فى انخفاض البطالة نظرا لأنها من المشروعات كثيفة العمالة، وهو ما أدى إلى ارتفاع مستوى معيشة الأسر بتوافر فرص العمل، وتلك كانت أحد أهداف التوسع فى المشروعات القومية . وارتفع مستوى الخدمة الصحية مع تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل فى 5 محافظات، وإطلاق مجموعة من المبادرات الصحية منها 100 مليون صحة، والقضاء على فيروس "سي" والقضاء على قوائم الانتظار، ومبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية. وزيادة عدد الوحدات الصحية وتطوير المستشفيات، وإنشاء 28 مستشفى نموذجيًا فى كل محافظات الجمهورية. لينكشف زيف الإرهابية أمام المواطنين بعد نجاح المنظومة الصحية فى مصر فى التصدي لجائحة كورونا، فى الوقت الذي انهارت فيه المنظومة الصحية لعدد من دول العالم والتي كانت تتمتع بمنظومة صحية قوية. حاول إعلام الإرهابية التشكيك فى قدرة الدولة المصرية على مواجهة الجائحة. فبدأ بالتشكيك فى الأرقام المعلنة، ثم ادعى أن المنظومة الصحية ستنهار أمام الجائحة، لتسقط قنوات الإرهاب وتنجح الدولة المصرية، بعد أن استعرض وزير التعليم العالي خطة الدولة فى مواجهة الجائحة العالمية، ليتأكد للمصريين أن إدارة الدولة للأزمة تتم باحترافية. كما حاول إعلام الإرهابية المتاجرة بارتفاع أسعار الخضراوات، خاصة فى فترة تغير "العروات الزراعية" من أجل خلق حالة من عدم الرضى لدى الشارع. إلا أن مشروعات التنمية الزراعية "الصوب الزراعية" الخاصة بإنشاء 100 ألف صوبة زراعية، ساهم فى ضبط الأسواق وتوفير الخضراوات بأسعار منخفضة. كل ما سبق، جعل قوى الشر تدرك أن إسقاط الدولة المصرية بات أمرا صعبا، فحولت أبواقها إلى عملية التشكيك المستمر فى القرارات التي تتخذها القيادة السياسية أو تتخذها الحكومة المصرية، إلا أن إعلام الإرهاب أيضًا فشل فى ذلك بسبب وعي الشعب المصري. وتوالت محاولات إشعال الفوضى فى مصر، لإيقاف تقدمها، وضرب الاقتصاد المصري من أجل الانقضاض عليها. المصريون كانوا لهم بالمرصاد، لأنهم يدركون حجم ما تحقق من إنجازات؛ كان لهم دور كبير فيه. ونجح المصريون بفضل وعيهم فى إجهاض مخطط تدمير الدولة، وإسقاط مؤسساتها. ليستكمل المصريون مواجهة التحديات واستكمال مسيرة البناء لدولة قوية.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2