بقلم - سعيد عبده
فى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة منطقة كبيرة تسمى "الغابة المتحجرة" وهى محمية طبيعية لها أسوار تمتد إلى أكثر من عشرة كيلو مترات تصل إلى الجامعة الألمانية.
هذه المحمية مسجلة فى اليونسكو ونالها من الإهمال على مر السنوات الكثير من جراء هدم السور أو عمل فتحة فيه للمتسللين ليلًا لسرقة الكنوز الموجودة فيه من تكوينات صخرية عمرها مئات السنين لتزيين حدائق منازلهم من الصخور الجميلة بغض النظر عن الضرر الذى يقع على المجتمع من سرقة هذه الصخور.
وقد نادى الكثير من الكتاب بالمطالبة بحماية هذه الغابة المتحجرة والتى تعتبر من المحميات الطبيعية والكنوز التى حبا الله بها مصر العزيزة.. وأحيانًا كثيرة لا يستجيب المسئول وأحيانًا أخرى يستجيب، ومثلًا حدث إصلاح للأسوار ولكن العمالة القائمة على الحراسة قليلة بالنسبة لمساحة هذه المنطقة.
وتم تنظيم رحلات إلى المحمية وزارها وزير البيئة واستبشرنا خيرًا.. ولكن فجأة وجدنا اللودرات والمعدات الثقيلة تعمل ليل نهار فى هدم أسوار هذه الغابة وفعلًا فى أيام قليلة هدمت جميع الأسوار وأصبحت المنطقة مفتوحة للجميع ولا نعلم ماذا سيتم، ثم بدأ شق طرق فى هذه المنطقة وعلمنا بعد ذلك أنه سيتم إنشاء مدينة سكنية بها!!
السؤال المحير.. هل هى محمية طبيعية تستحق الحفاظ عليها وحمايتها كثروة لمصر.. أم أنها منطقة صحراء لا تستحق؟.. وهل الدنيا ضاقت علينا لتصبح ضرورة إقامة مدينة سكنية أو مجمع سكنى على أنقاض الغابة المتحجرة؟.. هذه الأسئلة أتوجه بها إلى د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ليعلم الرأى العام مصير هذه المنطقة ودورنا فى حماية ثرواتنا الطبيعية.
بحيرة الرمال
فى إحدى الزيارات إلى الصين علمت من منظمى الرحلة أنه من بين البرنامج اليومى ستكون هناك زيارة لبحيرة الرمال.. وكان السؤال، الاسم غريب وكيف تكون بحيرة وسط الرمال؟.. وظل السؤال معى والخيال يسرح فى هذه الرحلة وكيف تكون وماذا سنشاهد وقد كتبت من قبل عن ذلك ولكن ما يدور فى الغابة المتحجرة جعلنى أفكر كيف يعمل غيرنا فى خلق فرص كبيرة ومصادر دخل من لا شىء وكيف نهدر الفرص المتاحة أصلًا والتى حبانا بها الله.
ركبنا السيارة المخصصة وذهبنا إلى الطريق خلال مدن وريف وجمال طبيعة إلى أن خرجنا من حيز الزراعة والمدينة إلى الصحراء، إلى أن وصلنا المدخل، بارك كبير للسيارات على يساره ويمينه "موتبلات" للمبيت ومدخل كبير به ماكينات أوتوماتيكية لصرف التذاكر.. وقبل أن تدخل الكثير من الباعة للحلويات وبعض التسالى والمأكولات اللازمة قبل الدخول.. وبعد أن دخلنا إذ بنا نمر من سوق كبير "سوبر ماركت" به الصناعات الحرفية والتحف من أجل الاقتناء وبعد الخروج من السوق وجدنا أنفسنا أمام ميناء لطيف مثل منطقة الميريلاند وتقف فيه أتوبيسات نهرية جميلة ويتسع الواحد فيها لحوالى خمسين راكبًا.
وبدأت الرحلة فى البحيرة الكبيرة إلى الجانب الآخر من البحيرة وأثناء السير رأينا طيرانا شراعيا وتليفريك وبعد أن وصلنا إلى محطة النزول.. بنظام جميل وجدنا على الأرض ممرات خشبية محاطة بسياج من حبال لكى نسير عليها ولا نغوص فى الرمال.. منطقة صحراء كبيرة لا نرى نهايتها، نجد فيها جمالا محدد لها موقف للجمال ويعمل عليها فريق يرتدى ملابس جميلة ونستطيع التجول بالجمال نظير تذكرة بحوالى 30 دولارا لمدة نصف ساعة وتجد فى هذه المنطقة عمالا متخصصين لجمع روث الجمال ومعهم ذراع طويلة لجمع المخلفات وأيضًا ملتزمين بزى موحد.
وهناك محطة للتليفريك للتجول فى الصحراء وأعلى البحيرة تستطيع المشاهدة من خلاله لمناطق كثيرة نظير خمسين دولارا.. إضافة إلى الطائرات الشراعية نصف ساعة بخمسين دولارًا والساعة بمائة دولار.. وخلال سيرك فى هذه المنطقة دائمًا الممرات الخشبية وتقف عند بعض المطاعم أو دورات المياه التى لم ينس القائمون على المشروع توفيرها..ثم هناك متحف للأحياء المائية لابد أن تمر به إجبارى فى رحلة العودة والخروج إلى الأتوبيس النهرى.
هى نموذج لخلق بيئة جميلة للاستثمار اللاشىء وأن يعود على البلد بعائد ويكون ضمن برامج الزيارات للفنادق والوفود الرسمية تجربة جميلة رائعة ناجحة.. ماذا يحدث عندنا لا أعرف؟!
نقابات واتحادات
النقابات لها أدوار مهمة ومن أهم هذه الأدوار رعاية أعضائها بالخدمات وهو الهدف الأسمى الذى أنشئت من أجله ولدينا بعض النقابات دورها مهم ومؤثر مثل نقابة الأطباء ونقابة المهندسين ولهم دور حقيقى فى الرعاية الصحية أثناء الخدمة وما بعدها وكذلك الإسكان والرعاية الاجتماعية من خدمات ورحلات وغيرها.. والأهم المعاش والعلاج بعد بلوغ السن ومعاش مقبول.
ولكن على العكس تمامًا مع نقابة التجاريين وهى من أكبر النقابات أعضاء ولكن أقلهم خدمات وحتى الآن لم يصدر من الدولة تشريع يساعد هذه النقابة ويؤسس لمصدر مهم لدخلها مثل النقابات الأخرى كدفعة على المراسلات فى البنوك أو بعض المعاملات المرتبطة بها فى الدول ليكون هناك دخل ثابت يساعدها على استمرار خدماتها وعلى الرغم من ذلك.. فهى لم تنجح من خلال إدارتها على عقود مضت أن توجد بدائل أو ترفع صوتها للدولة لرعاية مئات الآلاف بل ملايين من الأعضاء سواء فى الخدمة أو على المعاش.
50 جنيهًا معاش شهرى
هل تصدق هذا فعلًا هو معاش التجاريين بعد خدمة سنوات العمر.. وياليت يصرف بانتظام ولكن كل شهرين أو ثلاثة وأحيانًا لا تجد نقودًا فى ماكينات الصرف، مبلغ لا يستحق التحرك من أجله لأننا سنصرف أكثر منه للحصول عليه.. إنها حقًا مهزلة أين إدارة النقابة وأين جهود المجلس والنقيب فى هذا الصدد؟.
أين رعاية الأعضاء عند الحاجة وبلوغ السن؟، حتى استمارة التكافل عند التقاعد ومبلغها عشرة آلاف جنيه تصرف سبعة آلاف فقط!.. ما معنى ذلك يسدد العضو الاشتراك ليرفع المبلغ عند تقاعده ولكن يخصم منه 30% من القيمة.
لقد سئم الأعضاء من الشكوى والسعى لتحسين أوضاعهم.. ولكن دون جدوى، آمل أن يكون هناك حل وسعى لصالح ملايين من الأعضاء فى أكبر نقابة مصرية وأن تبحث عن تعديل تشريعى يضمن لها دخلا ثابتا عن المعاملات التجارية وأعمال البنوك.