حوار الأفكار.. موسم صيد الإخوان!

بقلم - إسماعيل منتصر أول الغيث قطرة.. كرة الثلج بدأت تكبر.. حاجز الخوف انكسر.. شرارة الثورة اشتعلت.. وكلام كثير من هذه النوعية يرددها كالببغاوات مذيعو قنوات الإخوان.. كل ذلك لأن بضعة عشرات معظمهم من الصبية والأطفال والنساء خرجوا فى احتجاجات أطلقوا عليها ثورة.. والحقيقة أنها لا احتجاجات ولا ثورة وإنما هى مشاهد تمثيلية رخيصة لا يتجاوز مكانها الحوارى والأزقة.. ولا يستمر وقتها إلا بضعة دقائق.. والهدف هو تصويرها وتجميعها للإيحاء بأن ثورة اندلعت فى مصر!.. وأظن أن القارئ سمع مثل هذه الادعاءات عشرات المرات من قبل.. وبالتحديد بعد اندلاع ثورة 30 يونيو وعقب الإطاحة بالإخوان. نفس الكلام نسمعه للمرة العاشرة.. أول الغيث وكرة الثلج وإرهاصات الثورة وغيرها من الكلمات التى لا يمل الإخوان من ترديدها على امتداد سبع سنوات!.. وأظن أيضا أن القارئ شاهد نفس هذه المشاهد من قبل.. بل أنه كان يشاهدها بصفة منتظمة كل يوم جمعة لمدة شهور طويلة.. نفس المشاهد.. عشرات يحتشدون فى حارة أو زقاق يرفعون علامة رابعة ويهتفون بسقوط الانقلاب.. وبعد عدة دقائق تجدهم فص ملح وذاب!.. أظن أن القارئ سمع ورأى.. سمع ذلك كثيرًا ورأى ذلك كثيرًا.. والنتيجة؟!.. صفر كبير (!!!) لكن الإخوان لا يعرفون الخجل ولا يعرفون الحياء!..

***

هل هناك احتمال لوجود ثورة على الأبواب كما يزعم الإخوان؟.. الإجابة أن مثل هذه الاحتجاجات.. إن كانت احتجاجات.. لا تؤدى إلى ثورة. فى فرنسا مثلا تندلع الاحتجاجات منذ شهور طويلة وحتى الآن.. ولم تقم ثورة.. فى أمريكا أيضا شهدت معظم الولايات موجة عنيفة من الاحتجاجات.. ولم تقم ثورة.. وإذا كانت مثل هذه الاحتجاجات لم تنجح فى إشعال الثورات.. فهل تنجح صور الاحتجاجات المفبركة أو التى على أحسن تقدير يتم افتعالها.. هل تنجح فى إشعال ثورة؟! شاهدت مشهدًا أذاعته قناة الجزيرة أو قل اضطروا لإذاعته.. المشهد يتضمن قيام مراسل الجزيرة بلقاء أبناء أطفيح وسؤالهم عن تفاصيل المظاهرة التى قاموا بها.. لكن المراسل فوجئ بالمواطنين يصرخون فى وجهه.. ليست هناك مظاهرة واحدة.. لا يوجد عندنا إخوان.. تحيا مصر.. يحيا السيسي (!!!) فى نفس الإطار أكد أهالى العياط أن منطقتهم لم تشهد أى مظاهرات وأنهم يقفون مع الدولة واستقرارها، مؤكدين أن ما تبثه قنوات الجماعة الإرهابية عبارة عن فيديوهات مفبركة لا وجود لها!.. وفى كل الأحوال فإن كل ما يحدث لا يرقى إلى درجة مظاهرة أو حتى احتجاج.. وإنما هو على أكثر تقدير.. إزعاج!.. ومع ذلك فإن هذا الإزعاج مفيد.. ورب ضارة نافعة كما يقولون!..

***

من المنطقى أن هذه الاحتجاجات المفبركة من تأليف وتمثيل وإخراج الإخوان.. أصوات الهتافات فى هذه الاحتجاجات المفبركة والشعارات التى يستخدموها مثل.. تكبير.. ويسقط حُكم العسكر، تؤكد أن الإخوان وراء ما يحدث.. الإخوان هم الجناة.. وقد أثبتت الأحداث على امتداد السنوات السبع الماضية أنهم هم الجناة فى كل الأحداث المماثلة.. ومن المؤكد أن أجهزة الأمن تقبض على أعداد منهم فى كل مرة.. وإذا اتفقنا أن الحل الوحيد لمشاكل الإخوان هو اجتثاثهم من الأرض.. فإن 20 سبتمبر وغيرها يمكن أن نستفيد منها على اعتبار أنها موسم لاصطياد الإخوان!..