كتبت د نسرين مصطفى
تقيم مؤسسة نوافذ ثقافية بالسويس، احتفالية باليوم العالمى للترجم، حيث تنظم ندوة لمناقشة "يوميات تولستوى" للمترجم والروائى الشاب يوسف نبيل، والصادر في 6 أجزاء عن دار آفاق عالمية للنشر، وذلك في تمام الساعة 7 مساء يوم الخميس المقبل، بمقر نوافذ بنادى منتخب السويس القديم.
ويشارك في الندوة المترجم يوسف نبيل، مترجم الكتاب، والناشر مصطفى الشيخ، مدير دار آفاق للنشر والتوزيع، ويدير الندوة للحوار الشاعر الشاب أحمد عايد.
وترجم اليوميات كاملة المترجم والروائى يوسف نبيل، ليكون بذلك، المرة الأولى التي تتم ترجمة هذه اليوميات بشكل كامل إلى اللغة العربية، كما أنها لم يترجم منها إلى الإنجليزية سوى جزأين بحسب المترجم، وتكشف اليوميات الكثير من المفاجآت حول الأديب الشهير الذي يعد «الأب الروحي» للأدب الروسي الحديث مثل تعرضه للفقر ومعاناته في البحث عن وظيفة رغم انحداره من طبقة النبلاء الإقطاعيين وإصابته بأحد الأمراض المرتبطة بالعلاقات الجنسية وشكوكه الوجودية، وكذلك اضطراباته النفسية الحادة. وبحسب المترجم يوسف نبيل، فإن الجزء الخامس يضم الفترة التي كتب فيها بعض مقالاته عن ثورة 1905 التي قمعها النظام القيصري بعنف، وتأملاته عن الشعب والثوار والسلطة.
وفي تلك الفترة كتب تولستوي مقالته الشهيرة التي هجا فيها شكسبير وقلل من أهميته، كما واصل تأملاته الفكرية والفلسفية عن معنى الحياة والموت والزمان والمكان، وهو يسرد كذلك ملابسات تأليفه بعض أعماله الأدبية، ومن أهمها رواية «السند المزيف» وأفكاره حول الحرب اليابانية الروسية، فضلاً عن الكتب التي يقرأها والزوار الدائمين الذين يستقبلهم بضيعته، والمشاكل الحادة مع صوفيا زوجته وأبنائه الذكور.
ويشير المترجم إلى أن يوميات تولستوي توفر مادة هائلة الوفرة لحياة شخصية عظيمة، فقد بدأ تدوين يومياته منذ عام 1847 وحتى يوم 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 1910، حيث توفي في 7 نوفمبر من العام نفسه؛ ما يسمح لنا بتكوين صورة شديدة الدقة عن شخصيته وأفكاره وأدبه وعلاقاته الأسرية وعلاقاته بأصدقائه، مضيفاً أنه إلى جانب أهمية شخصية تولستوي كواحد من أهم الأدباء على الإطلاق، فإن وجود مادة ترصد لنا تطور شخصية إنسانية طوال تلك المدة بهذه الوفرة هو في حد ذاته كنز عظيم، خاصة عندما يكون صاحبها قد سجلها بصراحة مذهلة.