معارك باسلة كسرت أنف العدو

معارك باسلة كسرت أنف العدومعارك باسلة كسرت أنف العدو

*سلايد رئيسى8-10-2020 | 12:49

دار المعارف : د نسرين مصطفى بنيت الخطة المصرية للعمليات الهجومية فى 6 أكتوبر 1973 على عدة ركائز تمثل أولها فى قيام القوات الجوية المصرية بضربة جوية شاملة على أهداف العدو فى سيناء كسرت أنف العدو بهدف تدميره وإسكاته لإفقاده القدرة على العمل لفترة محدودة لضمان نجاح عبور القوات البرية المصرية إلى شرق القناة والاستيلاء على رؤوس الكبارى فى الشرق. والقوات البرية فى شكلها العام مبنية على أساس قيام فرق النسق الأول للجيشين الثالث والثانى الميدانيين باقتحام القناة بعد الضربة الجوية، وبعد تمهيد قوى بنيران المدفعية وذلك بغرض الاستيلاء على رؤوس كبارى على الشاطئ الشرقى للقناة بعدها تقوم القوات بمتابعة التقدم شرقا لتحقيق المهمة المحددة لها. وكانت مهمة القوات البرية محددة بتوسيع رؤوس الكبارى وتعميقها وتكوين رؤوس كبارى جيوش بعمل 10-12كم فى كل قطاع وبعد تحقيق هذه المهمة تتم وقفة بهدف تثبيت رؤوس الكبارى وتدعيمها كى تعمل كقاعدة وطيدة يتم من  خلالها دفع الانساق الثانية لتطوير الهجوم شرقا بالتعاون مع الانساق الأولى لتحقيق المهمة النهائية من العملية الهجومية وذلك بالاستيلاء على خط يمتد من خليج السويس جنوبا إلى البحر المتوسط شمالا يشمل منطقة المضايق ويؤمنها استعدادا للتقدم إلى الحدود الدولية لاستكمال تدمير العدو وتحرير سيناء. وشهدت حرب اكتوبر المجيدة العديد من المعارك البطولية التى ستظل خالدة فشارك كل مقاتلى القوات المسلحة فى معارك برية وبحرية وجوية.. وفى السطور التالية أبرز تلك البطولات. بطولات التبــــة يوجد موقع تبة الشجرة داخل سيناء على بعد 10كم شمال الاسماعيلية وتتميز بارتفاعها عن سطح البحر بحوالى 74 مترا مما يتيح لها مراقبة أى تحركات مصرية غرب القناة وقد سقط الموقع فى يد المصريين فى أقل من 25 دقيقة، وقد تحول هذا الموقع الآن إلى مزار تاريخي يروى بطولة وبسالة وفدائية ابناء مصر، كما استطاعت قواتنا الحصول على وثائق مهمة. موقع التبة أخذ اسمه من اسم شجرة الجزورينا الى كانت تعلو تلك التبة منذ القدم وعرفت التبة باسم تبة الشجرة بين بدو سيناء وسجلت بذلك الاسم بالخرائط المساحية والسجلات العسكرية قبل ان تقع سيناء فى أرض العدو الإسرائيلي واستمرت تحمل هذا الاسم حتى شيد الإسرائيليون فوقها موقعهم الذى حمل نفس الاسم الذى يضم نقطتين حصينتين متصلتين بواسطة انفاق محصنة ويفصل بينهما مسافة حوالى 250 مترا كانت مليئة بحقول الألغام. ويضم الموقع الأول مقر القيادة وغرفة العمليات المزودة بالأجهزة المخصصة للاتصال بالوحدات والقيادات الفرعية والقيادة الجنوبية والقيادة العامة والموقع الثانى مخصص للعمل الإدارى ويضم مكتب القائد وأماكن مبيت للأفراد وصالة للطعام ونقطة طبية ونقطة وقود والمغسلة. وقد تم الاستيلاء على الحصن أثناء حرب أكتوبر 1973 وبعدها تم تحويله إلى مزار سياحى وشاهد على إنجاز الأبطال وأحد انتصاراتهم، وإلى جانب احتوائه على ملفات ومعلومات سرية ومهمة للغاية أفادت القوات المصرية أثناء المعركة وكان نصرا جديدا على الأعداء بأيدى الوحوش الأبطال المصريين خلال يومى 6 و 7 اكتوبر حيث تمكنت القوات المصرية من الاستيلاء على النقط القوية الامامية لخط بارليف فى مواجهة مدينة الاسماعيلية. فى يوم 8 أكتوبر كلفت احدى كتائب المشاة بالاستيلاء على موقع تبة الشجرة حيث استطاعت الكتيبة حسم المعركة خلال 25 دقيقة بالاستيلاء على جميع اسلحة ومعدات الموقع وهى صالحة وفى حالة إدارة وأسر 50% من قوة السرية المشاة المدعمة للجانب الإسرائيلي التى قوامها 150فردا. ونتيجة للخسائر الفادحة قام العدو الاسرائيلي يوم 9 أكتوبر بتمهيد نيرانى من القوات الجوية والمدفعية ودفع كتيبة دبابات مدعمة لاستعادة الموقع إلا أنه فشل فى تحقيق اهدافه وتحمل خسائر اضافية فى قواته المهاجمة. ومن أبرز أبطال تلك المعركة اللواء رجب عبد الحليم عثمان واللواء طلبة رضوان الذى فى الكتيبة برتبة نقيب فكان يقع علية دور مهم فى خطة العبور كقائد مفرزة أمامية للكتيبة التى عليها المهمة الأكبر والأخطر، وقد جاء اختيار النقيب طلبه موفقًا بناء على ما تمتع به رضوان من لياقة بدنية عالية وصلة قوية وسيطرة تامة على جنود سريتة ففى يوم 6 أكتوبر تقدم النقيب طلبة بسريته للاشتباك مع مدرعات العدو بعد أن سبقها إلى تبة السبعات واستطاع رجال سريتة تدمير دبابتين للعدو شاهدهما جندى الملاحطة بالكتيبة من موقعة أعلى مصطبة الدبابات بالضفة الغربية للقناة فقام بإبلاغ قائد الكتيبة. خنق العدو بحريا قامت القوات البحرية بعدة عمليات فى البحر الأحمر حيث تواجدت مدمرة طراز زد و مدمرتان طراز سكورى وغواصتان فى مهمة السيطرة على مياة باب المندب فى 6 أكتوبر لحرمان العدو فى ميناء ايلات من استمرار تدفق الوقود الوارد من إيران وكذلك الإمداد البحرى الاستراتيجي للحرب ونجحت خطة التعرض البحرى ضد الإمداد الإسرائيلي فلم تدخل سفينة واحدة إلى ميناء إيلات أو تخرج منه حتى اتفاقية فك الاشتباك فى 18يناير 1974 إلا أنه أعلن فى 17 أكتوبر 1973 غرق سفينه شحن بترول إسرائيلية فى مدخل خليج السويس بسبب اصطدامها بأحد الألغام البحرية. وكان مخططا ان يحدد منطقة بحرية فى البحر الأحمر جنوب ميناء برنيس تتواجد فيها مجموعة بحرية ضد السفن الإسرائيلية المتجهه إلى إيلات تطبيقا لخطة حصار مسرح العمليات وقامت مجموعة بحرية البحر الأحمر بتوجية نيران صواريخها الموجهه على مواقع العدو فى شرم الشيخ وتكرر القصف عدة مرات الأمر الذى اثبت للعدو أن حرصه على الاحتفاظ بخليج العقبة أصبح عديم الفائدة حيث نجحت البحرية المصرية فى تهديدة بالحصار جنوبا أو تلغيم مدخلة أو قصفة بالنيران. فى 8 أكتوبر قامت مجموعة من الضفادع البشرية فى خمسة قوارب صيد بمهاجمة حفار بترول بلاعيم ذى ارجل مؤجر لاسرائيل بالقرب من ابو رديس ونجحت المجموعة فى تدميره. مذبحة الطائرات لعبت القوات الجوية دورا أساسيا تفوقت فيه على قوات العدو حيث حققت انتصارا مبهرا ففتحت باب النصر لاستعادة سيناء، وكان أهم المعارك الجوية 14 أكتوبر دارت أحد أعنف المعارك الجوية حيث استمرت لمدة 50 دقيقة بين 220 طائرة من كلا الجانبين (مصر - إسرائيل) وتمكن الطيارون المصريون من إسقاط العديد من الطائرات الإسرائيلية فى يوم عظيم  وكان كل هم الطائرات الإسرائيلية الخروج بسلام من المعركة بعد أن فشلت فى تدمير قواعد الطائرات الكبيرة بدلتا النيل فى كل من طنطا، والمنصورة، والصالحية لكي تحصل على التفوق فى المجال الجوي مما يمكنها من التغلب على القوات الأرضية المصرية، ليصبح هذا اليوم يوم القوات الجوية المصرية. بدأت المعركة بتحرك المفارز المصرية بقوة لواء مدرع وكتيبة ميكانيكية فى اتجاة ممر متلا، وقوة لواء ميكانيكي فى اتجاة مضيق الجدي وقوة 2لواء مدرع فى اتجاة المحور الشمالي، وتقدمت تلك المفارز فى مواجهه قوة نيرانية ضخمة للعدو ساعده فيها الأسلحة التي وصلت من مخازن السلاح الأمريكية كما ركز نيران مدفعيته الثقيلة على مواقع صواريخ الدفاع الجوي خاصة تلك التى انتقلت إلى القرب من القناة لمد غطاء الدفاع الجوى لمسافة أبعد شرق القناة وكذا تلك التي انتقلت إلى داخل رءوس الكباري. ورغم المقاومة العنيدة إلا أن تلك المفارز استطاعت الوصول والتوغل داخل أوضاع العدو لمسافة بين 12و 5كم وأوقعت به خسائر كبيرة واحتلت بعض المواقع لتثبت أن التفوق النوعي فى القتال إنما هو فى جانب المقاتل المصري الجسور وازدادات ضراوة المعركة فى 14 أكتوبر واتسعت ساحة القتال فاشتملت على شريحة من الأرض تقع إلى الشرق من رءوس الكباري حتى 18كم ورجحت كفه قواتنا، فأسرع العدو لينقذ الموقف الميئوس منه وبنهاية اليوم كان العدو قد تحول صوب سيناء بالجزء الرئيسي من احتياطياته الاستراتيجية وبمجرد تأكد المعلومات صدرت الأوامر بعودة المفارز إلى مواضعها داخل رءوس الكباري لإعادة تنظيمها وتقويتها والاستعداد لصد ضربات العدو فى اليوم التالي كرد فعلى على ما أصابه وهو ما توقعته القيادة العامة المصرية وخلال ذلك اليوم قامت القوات الجوية بتوفير الحماية الكاملة للقوات البرية أثناء الهجوم ولم ينجح العدو فى إصابة أى ممر فى مطاراتنا. وكان للطيران المصري خلال أيام المعركة دورة فى مهاجمة احتياطات العدو فحقق ارقاما قياسية فى دقة اصابة أهدافها بالغضافة إلى مهاجمة قواعده الجوية التى فى سدر والطور بالإضافة إلى أبرار قوات الصاعقة فى العنق، ونجحت القوات الجوية فى تدمير 27 طائرة فى 6 أكتوبر و 8 طائرات فى 24 أكتوبر واستطاعت تدمير طائرات العدو بإجمالى 358 طائرة طوال فترة الحرب وحتى إيقاف اطلاق النار.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2