على مر التاريخ كان للقوات البحرية دور كبير فى حماية مقدرات الدولة المصرية، وقد مرت القوات البحرية بعملية تطوير وإعادة تنظيم بالإضافة إلى وضع مشروعات لتدريب التشكيلات البحرية وكان لعملية التطوير التى تمت خلال حرب الاستنزاف دور فى تهيئة القوات البحرية للعبور، فسطرت العديد من البطولات خلال حرب الاستنزاف وهى بطولات تدرس فى المعاهد والكليات العسكرية والتى تروى تاريخًا من التضحية والفداء.
مرت القوات البحرية بمرحلة إعداد للمعركة قامت بها هيئة العمليات بالتعاون مع هيئة التدريب وقيادة الجيوش الميدانية وقيادات المناطق العسكرية بوضع مشروعات تدريب التشكيلات والوحدات الميدانية على مستوى الفرق المشاة والميكانيكية والمدرعة والوحدات الخاصة واشتراك أفرع القوات المسلحة الرئيسية البحرية والجوية والدفاع الجوى للتدريب على واجبات العمليات المقبلة لكل تشكيلات القوات المسلحة، وكان التدريب يتم فى شكل مشروعات تحدد أهدافها هيئة العمليات.
وعقب هزيمة يونيو 67 كانت البحرية أحد أذرع القوات المسلحة التى أعادت الثقة فى المقاتل المصرى عقب إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» فى 21 أكتوبر قبالة سواحل بورسعيد لتنفيذ النظريات العسكرية فى كافة كليات ومعاهد العالم العسكرية بعد أن استطاع لانش صواريخ إغراق أحد القطع البحرية الكبيرة «المدمرة إيلات»، وأصبح هذا اليوم عيدًا للقوات البحرية.
تدريبات مكثفة
شمل تدريب القوات البحرية على واجبات العمليات الحربية مساندة الجانب الأيسر لقواتنا على الشاطئ الشمالى لسيناء، والذى أخذ شكل دوريات بحرية من قطع صغيرة ولنشات طوربيد وصواريخ ليلا ونهارا كانت تقوم منذ ١٩٦٧ بواجب العمليات، بالإضافة إلى واجب التدريب فى نفس الوقت وأيضا التدريب فى عرض البحر المتوسط.
تعاونت قيادة القوات البحرية مع قيادة الأسطول السوفيتى ونفذوا العديد من التدريبات المشتركة والفنية وانضم إلى هذه التدريبات التى غطت مسافات كبيرة فى شرق البحر المتوسط لواء من القاذفات الخفيفة ال ٢٨ المصرية مع أسراب الاستطلاع البحرية السوفيتية.
أهم المشروعات التدريبية فى ٢سبتمبر ١٩٦٩ والذى تم بالتعاون والاشتراك مع أقوى بحرية فى شرق البحر المتوسط واستغرق ٤ أيام وهى القوات البحرية السورية والمصرية وقوات المجموعة الخامسة البحرية السوفيتية وكان هذا المشروع عاملا مهما فى رفع الكفاءة القتالية والفنية لقواتنا البحرية.
دور الغواصات
كما تم وضع جدول زمنى لتدريب الغواصات البحرية والقيام برحلات بحرية تعبوية إلى موانى إسرائيل الجنوبية فى البحر المتوسط وكانت الغواصة تقوم لمدة ٤ أيام بجمع المعلومات عن تحركات العدو فى الموانئ من حيث عدد أجهزة الإنذار والرادات وتردداتها ودرجة استعداد قوات العدو وأسلوب العدو فى الدفاع الأرضى والبحرى والنشاط البحرى لدوريات العدو البحرية، وكان ذلك سببا فى رفع الكفاءة القتالية لقواتنا البحرية خلال حرب الاستنزاف، كما تم العمل على رفع الصلاحية الفنية لجميع القطع البحرية فى أى وقت وكذلك القاعدة المعنوية المختلفة فى اسلوب ترقى الضباط إلى الرتب القيادية.
وقد تم إمداد القوات البحرية بمعدات استطلاعية وأجهزة رادار بحرية وقطعا بحرية صغيرة وهو ما يتناسب مع الموقف البحرى، وشملت خطة إعادة تنظيم وبناء القوات البحرية تعديلات طفيفة بسبب عدم وجود خسائر فى الأفراد أو المعدات نتيجة للمعركة مثل ما حدث للقوات الرئيسية الأخرى.
كان لتوجه القوات المسلحة كأول خطوة تنظيم أثرت فى اندفاع القوات البحرية مع القوات الرئيسية الأخرى لتوجيه جسم القوات المسلحة وممثل ذلك فى تعيين عدد كبير من ضباط القوات البحرية لأول مرة فى وظائف أركان القيادة العامة وهيئاتها وادراتها التخصصية المتعددة مما ساعد على توحيد الأفكار وسهولة الاتصال.
مدفعية ساحلية
وتم ضم وحدات المدفعية الساحلية إلى قيادة القوات البحرية وبذلك توحدت المهام وأصبحت المدفعية الساحلية فرعا اساسيا مكملا لمهام وواجبات القوات البحرية وبدأت قيادة القوات البحرية تصنع خطط التدريب وتطوير الأسلحة والمعدات للمدفعية الساحلية، بالإضافة إلى اشتراكها مع باقى وحدات القوات البحرية فى واجبات العمليات الحربية.
أسلحة متطورة
وسعت القيادة إلى إمتلاك أسلحة لرفع الكفاءة القتالية خاصة وسائل الاستطلاع والكشف وكانت عناصر القتال غير متوازنة فالقطع الكبيرة من المدمرات والفرقاطات كثيرة بالنسبة لحجم القوات البحرية وعدد الغواصات الكبيرة وطرازها الشرقى القديم.
وكان تطور البحرية يحتاج إلى سنوات استعدادا لمعركة تحرير الأرض وتركزت قيادة القوات البحرية على رفع الكفاءة القتالية لضباط وجنود القوات البحرية مع الحرص على دوام صلاحية القطع البحرية الكثيرة الموجودة وتطوير أسلحتها ومعداتها قدر الإمكان.
مساعدات فنية
كانت المساعدات الفنية والتدريبية التى قدمتها البحرية السوفيتية فى البحر المتوسط وقيام الاتحاد السوفيتيى بإنشاء حوض جاف فى ميناء الإسكندرية ومساعدة أطقم إصلاح فنى سوفيتى متعددة ومتخصصة لقواتنا البحرية عاملا مهما فى رفع معدل صلاحية القطع البحرية للقتال.
كان من الأنشطة البارزة للقوات البحرية إنشاء وتنظيم وتدريب أطقم الضفادع البشرية ورفع المستوى القتالى وإنشاء لواء انزال بحرى وغرفة عمليات رئيسية جديدة وإعداد مواصلاتها وتجهيزاتها لإدارة عمليات القوات البحرية والسيطرة عليها وقت رفع درجات استعداد القوات المسلحة للمعركة.
تدمير إيلات
وفى 6 فبراير 1970 قامت الضفادع البحرية بالهجوم على الميناء وتلغيم سفينتى بات يام وبيت شيفع وبالفعل غرقت بات يام إلا ان بيت شيفع استطاعت ان تلجأ لمنطقة ضحلة فلم تؤد اصابتها الى الغرق وتم التفجير فى عز النهار حيث دأبت القطع البحرية على ترك الميناء ليلا والابحار طوال الليل خوفا من رجالنا.
أما فى 15مايو 1970 قامت الضفادع البشرية بتلغيم رصيف الميناء المتوقع أن ترسو عليه بات شيفع التى تم اصلاحها وفرض عليها المبيت خارج الميناء خوفا من رجالنا، على ان يتفجر اللغم عند الظهر لكن الألغام انفجرت قبل موعدها ونجت السفينة لكن قتل داخلها عدد ضخم من الضفادع البشرية الإسرائيلية الذين كانوا يحرسون الرصيف.
وبالفعل أثبتت البحرية المصرية كفاءتها فى كل معاركها مع العدو فقصفت تشويناته ودخلت موانيه بالغواصات لجمع المعلومات.