أكتوبر 1973.. أكتوبر 2020

أكتوبر 1973.. أكتوبر 2020أكتوبر 1973.. أكتوبر 2020

كتاب أكتوبر9-10-2020 | 14:37

بقلم - بهاء زيتون لم أتصور أن 47 سنة قد مرت على انتصار حرب أكتوبر بهذه السرعة والتي تعد من أكبر الحروب فى العصر الحديث والتى مازالت ذكرياتها عالقة فى أذهاننا حتى الآن، وكأنها كانت بالأمس القريب.. ذلك الانتصار الأسطوري غير المسبوق الذى حققته قواتنا المسلحة فى (6 أكتوبر 1973) ونجاحها فى عبور أكبر وأصعب مانع مائى وساتر ترابى أقامه العدو الإسرائيلى على طول قناة السويس والذى وصفه الأمريكان – وقتها – بأنه يحتاج لقنبلتين ذريتين لكى يتم اقتحامه للعبور للضفة الأخرى محققة بذلك المستحيل واللامعقول بشهادة العالم كله. وهذا هو الجيش المصري الذي لا يعرف المستحيل والذى يرجع السر فى قوته  لعقيدته القتالية، وقوة انتمائه لهذا البلد عن أى جيش آخر. وما يجعل احتفال هذا العام بهذا النصر التاريخى يختلف عن احتفالات الأعوام السابقة أنه يتواكب مع رفض الشعب للدعوات المغرضة للنزول للشارع لإشعال الدولة والتى أخذت تحث عليها قناة الجزيرة وقنوات الإرهاب التابعة لتركيا وقطر فى بث فيديوهات مختلقة لا أساس لها من الصحة لينتصر الشعب فى معركة الوعى 2020 والتي لا تقل عن انتصار معركة وحرب تحرير الأرض فى أكتوبر 1973.. نظرًا لشدة وطأة وخطورة حروب تزييف الوعي عن الحروب التقليدية بالجيوش والمدافع والدبابات والطائرات والصواريخ بعيدة المدى؛ لأن العدو فيها خفي ويستهدف اللعب في "الدماغ" لتأليب المواطنين وتشكيكهم فى قياداتهم وذلك على عكس الحروب التقليدية التي العدو فيها معروف ومحدد. وما يعطى احتفالات هذا العام مذاقًا خاصًا أيضًا الرسائل القوية التى بعثها الرئيس السيسي فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة – مؤخرًا – والتى كانت بمثابة رسائل للعالم بأن مصر ازدادت قوة وتماسكًا أكثر من أي وقف سبق.. وكذلك مواكبتها افتتاح العديد من المشروعات القومية. كل هذا يعطى مذاقًا خاصًا لاحتفالات هذا العام 2020 بنصر أكتوبر 1973 ويعطى رسالة بأن الشعب المصري قد ازداد وعيًا وأنه لن يسمح بتكرار فوضى يناير 2011 والتي كان هدفها إسقاط الدولة لتقسيمها. فطول ما جيش مصر بخير فإن مصر وشعبها سيكونان فى أمان.. ومهما قلنا ومدحنا لن نعطى قواتنا المسلحة حقها التى حافظت على مقدرات هذا الشعب بدءًا من الانتصار الكبير فى حرب أكتوبر 1973 وتحرير الأرض وحتى إنقاذ مصر من ثورات الربيع العربى 2011 لإسقاط الدولة وتقسيمها.. مرورًا بحربها الشرسة ضد الإرهاب فى سيناء.. وضد الحروب الخفية التى نشهدها بين الحين والآخر. تحية خاصة لقواتنا المسلحة فى عيد انتصارها.. وتحية لبطل الحرب الرئيس الراحل السادات فى ذكراه.
    أضف تعليق