البابا تواضروس الثاني يستقبل وفد من شباب الدارسين بالخارج

البابا تواضروس الثاني يستقبل وفد من شباب الدارسين بالخارجالبابا تواضروس الثاني يستقبل وفد من شباب الدارسين بالخارج

أحوال الناس27-10-2020 | 17:49

كتب: أحمد شنب استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، يرافقها وفد من شباب الدارسين المصريين بالخارج. جاء اللقاء في إطار مبادرة "شباب الدارسين بالخارج" الذى تنظمها وزارة الهجرة، تماشيا مع رؤية مصر لدمج شبابها فى عمليات التنمية المستدامة، لمساعدة وطنهم بتخصصات دراستهم، وتنظيم زيارات ميدانية لهم إلى المشروعات القومية والجامعات المصرية، لتعريفهم بما يحدث من طفرة في التعليم العالي بمصر، وكذا عقد لقاءات مع الرموز الدينية، ومعرفة ما يجري على أرضها من تنمية، وحتى يتعرف الوفد على طبيعة الأوضاع الداخلية فى مصر وما يواجهه هذا البلد من تحديات ومخاطر في المرحلة الراهنة، وإعلامهم بفرص التعليم بمصر، في ظل افتتاح عدد من الجامعات وفقا لأحدث المواصفات العالمية. وخلال اللقاء، أعرب البابا عن سعادته بهذا اللقاء، وتابع: "أوجه خالص التحية للسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، على حرصها الدائم لجمع شبابنا في الخارج، فقد كانت هذه أحد الأحلام التي نسعى لتحقيقها، وكان هذا الحلم يقف أمامه عقبات كثيرة ولكن اليوم بفضل الصلوات الكثيرة وجهد وزيرة الهجرة سمح الله لهذا الحلم أن يتحقق". وأكد قداسته، أن الكنيسة في امتدادها تعمل كأنها أم، وهذه الأم دائمًا تبحث عن أبنائها، ومصر هي سيدة الحضارة، وهى التي قدمت الحضارة للعالم كله ومن هذه الحضارة؛ حيث كانت الحضارة المسيحية ممثلة في الكنيسة المصرية الوطنية، ولذلك لنا الفخر ليس في مصر فقط بل في كل العالم بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، بتاريخها.. بإيمانها.. بتراثها..بقديسيها، وبألحانها. وتابع البابا: "كل بلاد العالم في يد الله ولكن مصر في قلب الله، فمصر هي التي احتضنت العائلة المقدسة، ومصر التي حظيت بالتاريخ الديني العظيم، ومصر لها هذا العمق في الزمان وفى التاريخ وفى الجغرافيا، ولها العمق في الحضارة؛ ولذلك نحن نفتخر بها كثيرًا، ففي مصر بركة خاصة نسميها الأراضي المقدسة مثل فلسطين التي ولد بها المسيح، مصر التي تهتم بالشباب ونرى الحكومة هنا في مصر تهتم بالشباب كثيرًا". ومن جانبها، قدمت السفيرة نبيلة مكرم الشكر لقداسة البابا على استقباله للوفد من شباب الدارسين بالخارج، لافتة إلى أن الشباب المصري سواء بالداخل أو بالخارج يلقى اهتماما كبيرا من القيادة السياسية والحكومة ليكون قادرا على تحمل المسئولية في المستقبل. وأضافت وزيرة الهجرة، أن ما يحدث في مصر من تنمية يجب أن نسلط عليه الضوء، فيجب أن نسلط الضوء على الإيجابيات التي تحدث في مصر، وعلى سبيل المثال ملف أزمة العالقين؛ الذي كان لوزارة الهجرة جزءا من إدارته، وكان لدينا أكثر من ١٠٠ مصري من المسلمين والمسيحيين عالقين في كينيا، فتواصلت مع قداسة البابا لإصدار توجيهاته لاستضافة الكنيسة هناك لهم ومساعدتهم، لأنه لا يوجد جالية مصرية هناك، مشيرة إلى أننا شعب واحد وهذا كفيل بالقضاء على الأفكار المتطرفة كما أن ما حدث دليل على التلاحم والمحبة بين الشعب المصري بكل أطيافه وهذا ما جعل مصر حتى الآن واقفه على قدميها وسط كل هذه التحديات. وتابعت وزيرة الهجرة: جميعنا سمعنا مقولة البابا تواضروس "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وهذه المقولة كانت كفيلة للقضاء على قضايا التطرف في وقت كان هناك هجوم على الكنائس في مصر، مشيرة إلى أن هذه الدولة محمية من الله في ظل كافة التحديات التي تواجهها. وأضافت، أن اللقاء مع قداسة البابا فرصة لتعريف شبابنا الدارسين بالخارج بدور الكنيسة المصرية؛ فهي منبر للوسطية والاعتدال ليس في مصر وحدها، ولكن في العالم كله، مؤكدة أن الكنيسة مشهود لها دائمًا بالوطنية وتقف مع الوطن في كافة المواقف. وخلال اللقاء تم فتح باب الحوار بين قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد الشبابي، وتم التطرق خلاله إلى العديد من الموضوعات ودور الكنيسة المصرية في تجديد الخطاب الديني لمواجهة الأفكار المتطرفة. ووجه البابا تواضروس الثاني عدد من النصائح للوفد الشبابي قائلًا: الشخصية المصرية لا تعرف العنف، ونأخذ من نهر النيل روح العبادة، ونحن في مصريين مسيحيين متدينين ومسلمين متدينين ولكن تدين هادئ بدون عنف، ووجودنا بجانب بعض والعيش بجانب بعض جعل بيننا وحدة وطنية، فمصر بها وحدة وطنية طبيعية خلقها الله بداخلنا وهذه هي طبيعة مصر. وتابع: من المراحل التي تشكل الإنسان فترة الجامعة، ووقت التعلم لابد من الحرص على التعلم من كل أستاذ تعلمت منه، ويجب أن تكون بشخصة متوازنة ومجتهدة لا تنجذب للتيار ولابد من الاختيار الصحيح، فضلا عن الأمانة في العمل ومع الغير، ويجب أن تنجحوا في دراستكم ومن يرغب في العمل داخل وطنه فمرحبا به، ومن يرغب في استكمال دراسته والعمل خارج مصر فله مطلق الحرية ولكن اجعل دائما وطنك في قلبك ولا تنسه. ومن جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة بلقاء البابا، ووجهوا الشكر لوزيرة الهجرة على إتاحة الفرصة لعقد هذا اللقاء.
أضف تعليق