محمد نجم يكتب: "كمين" البحيرى!

محمد نجم يكتب: "كمين" البحيرى!محمد نجم يكتب: "كمين" البحيرى!

الرأى28-10-2020 | 14:13

قرأت الكثير من الكتب والروايات لعمالقة المؤلفين والكُتّاب، ولكنى لم أستطع مقاومة «شغفى» فى متابعة أحداث رواية «الكمين» لزميلى خالد البحيرى.. الطريف فى الموضوع أنها ليست رواية خيالية أو تتناول قضايا «العشق الممنوع» وإنما هى بمثابة رصد ومتابعة وتحليل لأحداث وقعت بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية، ومازالت تداعياتها مستمرة وقد تمتد لسنوات طويلة قادمة! وإنما هى «الصنعة» والقدرة على نسج و«تضفير» الأحداث وحركات أبطالها وتصرفاتهم مع وجود خيط رئيسى يربط الأحداث والأشخاص فى تطور وتفاعل متصاعد مع مواجهات حتمية بين أطراف الصراع، نعم.. لقد اتضح أن زميلى البحيرى «صنايعى»، فالرواية ترصد ما حدث فى مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، والمعارضة العنيفة من قبل جماعة الإخوان ضد الدولة والمواطنين العزل، بل تتناول جرائم التنظيمات الإرهابية المسلحة فى منطقة سيناء واعتداءاتهم المتكررة على أبنائنا من القوات المسلحة مع سرد تفصيلى لواقعة «الكمين» والتى أخذت منه الرواية عنوانها! والرواية تتضمن كل «المشهيات» المسموح بها فى الكتابة من رصد لوقائع الحب والخيانة، والترصد والانتقام، والتهديد والقتل، ولكن بأسلوب سلس وجمل قوية وأحداث متدفقة تدفعك لمواصلة القراءة بدون توقف! لدينا «المذيع» المعروف والذى بدأ حياته بمساعدة جده الفقير فى فلاحة الأرض، والذى يرتبط بعلاقة عاطفية مع موظفة بأحد البنوك عانت كثيرًا من خيانة حبيبها وزوجها السابق.. ثم مرور المذيع – ذو الخلفية الناصرية – بلحظة انفعال صادق على الهواء مباشرة وهو يخاطب المشاهدين فى برنامجه اليومى اعتراضا على «التقصير» فى أحداث الكمين، والذى يتضح فيما بعد أن كل ذلك تم باتفاق مع جهة أمنية تمهيدًا لهروبه واستقراره فى تركيا ليكون «عينا» مصرية على الكوادر الإخوانية العاملة فى قناة «عائدون» والتى تنطلق من مدينة إسطنبول وتشهد صراعات الإخوان والتى تصل لدرجة الاغتيال بالشيكولاته لأهم مذيع لديهم بعد أن اكتشفوا أنه يحتفظ ببعض «الفيديوهات» المخلة لأحد قياداتهم فى بيوت الدعارة التركية، فضلاً عن استيلائه على أموال القناة والتجارة بها فى العقارات! وبالطبع لم يكتف زميلى البحيرى برصد الأحداث التى جرت وإعادة روايتها بشكل مشوق، وإنما تعرض للعديد من «القضايا الشائكة» فى هذا المجال، مثل من هم الطواغيت؟ ومن هم أعداء الله والوطن؟، ومن هو العدو القريب والعدو البعيد؟ ولماذا لم توجه أى من الجماعات الإرهابية رصاصها نحو العدو الإسرائيلى؟.. على الرغم من رفعهم لشعارات الجهاد، وترديدهم بالملايين على القدس رايحين»! كما ترصد الرواية من خلال حياة بطلها فى القرية، بعضا من عادات وتقاليد أهلنا فى الأرياف وخاصة فى حفلات الزفاف ويوم الصباحية! وبالطبع لأن زميلى مثقف وقارئ، فلم تخلُ روايته من بعض الجمل القوية والتعبيرات الغامضة مثل «قد تحكى العيون شيئا فى الفؤاد تخبأ»! وأيضا قليل من الشعر الجميل وبدون ذكر قائله: متى سألقاك والأيام ضاحكة أرضى غرورى أشواقا وترضينى متى سألقى على شفتيك لحن فمى فكل شىء على شفتيك يعنينى عيناك سحر وقلبى عاشق ثمل وأنت تشعلنى وْجدًا وتطفينى نعم لقد استمتعت بقراءة الرواية الأولى لزميلى وصديقى خالد البحيرى ولكنى أنصحه بضرورة التخفيف من استخدام العبارات المكررة مثل «أرخى الليل سدوله على القاهرة وتوسط القمر كبد السماء، وانعكست صورته على سطح النيل الخالد! وأيضا.. أشرقت الأرض بنور ربها وافترشت الشمس قلب السماء! وإيه يا أستاذ حكاية درء المفاسد مقدم على جلب المنافع؟!.. مبروك
أضف تعليق

إعلان آراك 2