جاد الكريم : هروب الخطوط القطرية الي عمان لن ينقذها من نزيف الخسائر
كتب: جمال رائف
بات من المؤكد أن الاقتصاد القطري لن يستطيع الصمود أمام المقاطعة العربية فقد بدأ الريال القطري في التراجع أمام الدولار وهو الأمر الذي دفع حلفائها إيران وتركيا لطلب تحصيل أموال واردهتم الغذائيه إلي قطر بالدولار.
هناك أيضا البورصة التى دخلت في انخفاض مستمر نظرا لم يشهده سوق المال من ضبابية، وانعكست الأزمة أيضا علي العديد من الجوانب الاقتصادية أهمها صناعة النقل الجوي والتي تعانى الاختناق بشدة بعد غلق الدول الأربعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين مجالاتها الجوية أمام الطائرات القطرية وهو ما شكل ضربة قوية لشركة الخطوط القطرية والتي يتضمن أسطولها ما يقرب من 174 طائرة من بينهم 39 طائرة من طراز إيرباص 320 متوسطة المدي حيث لا تستطيع التحليق لمسافة اكثر من 5900 كم .
أيضا تمتلك الخطوط القطرية 8 طائرات من طراز (A321) وهي بنفس قدرات الطراز السابق وكانت تعتمد عليها الشركة في رحلاتها الي الوجهات الخليجية القريبة مثل دبي وأبوظبي والرياض وجدة والكويت، وأيضا مصر والأردن ووجهات مماثلة من حيث المسافة وفي ظل الحظر الجوي المفروض من أربع دول عربية على قطر تعطلت الرحلات إلى العديد من الوجهات الخليجية وايضا طالت المسافة طالت المسافة للوصول إلى وجهات أخرى وأصبحت هذه الطائرات معطلة عن العمل ربما هذا أيضا يبرر إلغاء شركة الخطوط القطرية طلب شراء لأربع طائرات إيرباص من طراز a350
تراجع وعدم انضباط
ووفق لتقرير أصدرته Flight stats المتخصص بتتبع رحلات شركات الطيران حول العالم أن هناك تراجعا في انضباط رحلات الخطوط القطرية إلى 75% في يونيو الماضي، مسببًا ارتباكًا بجدولة رحلات الناقل القطري بعد زيادة مدة رحلات بعض الوجهات ، حيث كانت مستفيدة بشكل كبير من خلال مرورها عبر الأجواء السعودية على وجه الخصوص فقد خسرت الخطوط القطرية نحو ألفي رحلة منذ بداية المقاطعة كانت متجها إلى المدن السعودية وبمعدل 324 رحلة اسبوعيا حيث أن غالبية ركاب تلك الرحلات مسافري ترانزيت وسياحة أيضا خسرت الخطوط القطرية اكثر من 130 رحلة اسبوعية من والي مطار دبي الدولي، واكثر من 150 رحلة اسبوعية من والي مطارت أبوظبي والكويت والمنامة.
بدائل
وما سبق دفع الخطوط القطرية أن تفكر في بدائل لحل الأزمة خاصة بعد ان تحول مطار الدوحة الي منزل الأشباح بعد ان كان يعتمد علي كونه محطه للطيران العارض " الترانزيت " وقد استقبل 37.3 مليون مسافر عام 2016
وهذا ما دفع الخطوط القطرية للهروله سريعا نحو سلطنة عمان لعقد بعض الاتفاقيات الاقتصادية الخاصة بمجال النقل وبالفعل أعلنت الخطوط القطرية عن انتقال نشاطاتها من مطار الدوحة المهجور الي كل من مطار صحاري و صلالة بعمان بداية من شهر اغسطس القادم وبالفعل وضعت أيضا إعلانات تطلب فيها عماله جديدة للعمل في المطارات الجديدة في محاولة لإيجاد محطات ترانزيت جديدة تعوض خسائر الدوحة ، أعلنت الشركة أيضا عن تفكيرها نحو إنشاء مطار. جديد في عمان يحمل اسم مطار الدوحة الثاني ، وهذا ما يؤكد أن قطرات اعترفت بأن المقاطعة هددت صناعة النقل الجوي القطرية وتحاول مؤخرا الهروب باسطول طائراتها الي مكان آمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهو ما يؤكده اللواء طيار جاد الكريم الرئيس السابق للشركة المصرية للمطارات والخبير في مجال الطيران.
مطار استقبال وتوزيع
وقال جاد الكريم لـ "دار المعارف" إن الخطوط القطريه كانت تستخدم مطار حمد ""الدوحه" كمطار استقبال وتوزيع خاصة أنها احدي الشركات العملاقه والتي صنفت الثانيه بعد السنغافوريه هذا العام وتحاول أن تحافظ علي ما حققته من نجاح بعد ان تعرضت لهزة قوية بعد قرار المقاطعة العربية وتنفيذ منع استخدام المجالات الجويه للدول الاربعه مصر والسعوديه والإمارات والبحرين وخاصة المجال الجوي السعودي والإماراتي الملاصق لها مما اضطرها لاستخدام المجال الجوي الإيراني وهو سبب لها خساره مايقرب من 30% وهذا لأن استخدام المجال الجوي الإيراني يكلف شركة الخطوط القطرية تكاليف تشغيل أكثر بسبب أن الطائرات تقطع مسافه أطول بالإضافة الي زيادة عدد ساعات الرحلة مما يؤدي إلي تغيير أطقم الطائرة من طيارين وضيافة جوية، حتي لايتعدي وقت تشغيل الأطقم الطائرة خاصة الطيارين crew rest وهذا وفق ضوابط منظمة الطيران العالمية الإيكاو والتي تحدد عدد ساعات الطيران لطاقم الطائرة وهذا ما سيزيد من تكليف تشغيل الرحلات و هو ما سيفقدها عنصر المنافسة مع الشركات الأخرى خاصة أنها كانت تتجه إلي مقاصد عديدة حول العالم بأسعار منافسه للغاي’
وأوضح جاد الكريم أن الحكومة القطرية كانت تقدم دعم مالي ولوجسيتي للخطوط القطرية وهو ما ستفقده حال نقل نشاطها إلي سلطنة عمان حيث أنها تسعي لجعل هذه المطارات العمانيه مطارات محوريه بجانب مطار حمد الدولي بالدوحه لتعويض جزء من الخسائر وعدم فقد أعداد كبيرة من الركاب الذين وجدوا انفسهم أمام سعر أكبر للتذكرة ووقت أطول للوصول، وجهد أكبر.
التأثير بالسلب
والسؤال هنا: هل أسعار وقود طائراتها وخدمات التشغيل ستختلف مما سيؤثر بالسلب علي أسعار التذاكر ويقلل من قدرتها التنافسية ؟.
الإجابة: بالتأكيد هذا سيحدث لأنها ستفقد الدعم الذي كان يقدم من الحكومة القطرية خاصة في المواد البترولية، أما في سلطنة عمان سيتم محاسبة الخطوط القطرية بالسعر العالمي وهذا مثل نظيرتها من شركات الطيران أيضا، وهناك مصروفات أخري ستضيف على كاهلها وتفقدها التنافسية تتمثل في مصاريف تشغيل العمالة الزائد التي يصعب تسريحها حفاظا علي سمعت الشركة.
هناك أيضا مصروفات الخدمات الأرضية والصيانة و"الكاترينج" وهو تزويد الطائرات بالمواد الغذائية كل هذا سيكلف الخزانة القطرية حصيلة دولارية كبيرة يصعب بعدها تحقيق مكاسب خاصة أن هذه الخطوة سوف تكلف قطر وشركات الخطوط القطرية مصروفات تشغيل ثلاث مطارات، وهى الدوحة في قطر ومطاري صحاري، وصلالة بعمان في مجازفة لن تحقق لها ربح أو تعوض الخسائر ، فقط هي محاولة يائسة للحفاظ علي سمعتها خاصة ان الحركة علي المطارات العمانية لا تقارن المطارات التي تعتمد عليها قبل الأزمة مثل دبي أو جده والرياض مثلا.
من خارج قطر
ويؤكد اللواء جاد الكريم أن إقدام الخطوط القطرية للعمل من خارج قطر بشكل عام يدل أن الشركة في مأزق وتبحث عن حل طويل الأجل وأيضا كونه حل مكلف يدل على أن الأزمة ستستمر لفترة طويلة فهي تبحث حاول وبدائل لها دلالت واضحه علي تأثيرها بغلق المجلات الجوية أمام طائراتها، وهذا ما يدفعها للتفكير في حلول عبارة عن مسكنات مؤقت’.
ورغم أن هذا لحل قد يبدوا منطقيا إلا أنه لن ينقذها من نزيف الخسائر خاصة أن صناعة النقل الجوي حساسة وتتأثر بشكل ملحوظ بسياسات الدول التابعة لها وهو ما يطرح حل آخر ربما يلجأوا إليه كخطوة أخيرة لإنقاذ الشركة وهو تغيير اسم الشركة أو شراء علامة تجارية أخري للعمل من وراء ستار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.