حسين خيري يكتب: ترامب يغازل مليشيا مسلحة

حسين خيري يكتب: ترامب يغازل مليشيا مسلحةحسين خيري يكتب: ترامب يغازل مليشيا مسلحة

الرأى9-11-2020 | 11:57

فضحت الانتخابات الأمريكية بشكل معلن دور الميليشيات المسلحة فى المجتمع الأمريكي، وأشاد ترامب بواحدة منها خلال المناظرة الانتخابية الأولى بينه وبين خصمه جوبايدن، وتسمى جماعة «براود بويز»، وتعني «الفتيان الفخورون»، وناشدها ترامب بالبقاء على أهبة الاستعداد، تلميحا منه عن تحركها حين خسارته. وتصنفها منظمات حقوقية أنها ميليشيا مسلحة من المجموعات العنصرية البيضاء، وتحض على الكراهية ضد المسلمين والعرب والسود وذوي الأصول اللاتينية والمهاجرين، وتردد الجماعة المسلحة التي أشاد بها ترامب بأنها ذكورية وشوفينية، وتعتقد كذلك بالتفوق العرقي للبيض من أصول أوروبية، واشتد عود تلك الجماعة وأمثالها فى عهد ترامب، طبقا لتقارير الأمن الفيدرالي، وشاهدها الكثير تتجول فى الشوارع الأمريكية. وعقدت ندوة فى أوروبا الشهر الماضي لمناقشة صعود منحنى التطرف اليميني من جهة والتطرف الإسلامي من جهة أخرى، والباحث الإيطالي «توماس فيرجيلي» مدير البرامج فى المؤسسة الأوروبية الديمقراطية بإيطاليا أرجع نشأة الجماعات المتطرفة من الجانبين إلى مؤسسات دولية تنشر فكرها أحادي الجانب، الذي لا يعرف إلا الأبيض أو الأسود، ولا ترى مكانا بينهما للاختلاف. ويؤكد فى نفس الندوة «جان ستيلك» منسق برنامج الأمن الداخلي بمركز القيم الأوروبية أن السياسات الأوروبية الغربية بصفة عامة ساهمت فى إعادة تنشيط الجماعات اليمينية المتطرفة، وفشلت فى التعامل مع الأنشطة المتطرفة الإسلامية وأزمة المهاجرين. والهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على يد مسلح مسلم فى فيينا، وما سبقه من هجوم نيس فى فرنسا، وحادث الطعن لامرأة فرنسية لفتاتين مسلمتين، وفى العام الماضي حادث إطلاق النار على مسجدين بنيوزيلندا، كلها حوادث همجية أفرزتها فشل وعنصرية بعض الساسة الغربيين فى التعامل مع العناصر المتطرفة، وتغافلهم على مدار عدة عقود فى تصويب وضبط نبرة العداء فى عدد كبير من الأبواق الإعلامية الغربية، والتي دائما تضخم من الإرهاب الذي يرتكبه المسلم وهو ما ندينه بشدة، ولا تعلق على الهجوم العنصري اليميني الغربي بنفس الحدة. وكلاهما وجهان لعملة واحدة وهي الإرهاب الفكري المستبد، والمرفوض من جميع عقلاء العالم ممن يبحثون عن نقطة التقاء بين الفريقين المتطرفين، حرصا منهم على لحمة مجتمعاتهم، وحتى لا يصيبها لعنة الصراع الطائفى والإرهابي المشتعل فى الشرق الأوسط. ومناشدة ترامب للجماعة المسلحة فى مناظرته الانتخابية الأولى حسب ما نشرته الصحف تعد واحدة من صور دعم بعض القادة والساسة الغربيين لهذه الجماعات العنصرية، والتي تساهم فى تعقيد مشكلة السلم الاجتماعي الغربي. وتعتقد هذه الميليشيات المسلحة فى أمريكا أن السجادة تنسحب من تحت أقدام البيض من أصول أوروبية، رغم أن البيض يشكلون 70% من سكان الولايات المتحدة ويسيطرون على مقاليد السياسة والاقتصاد والإعلام. ويعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أن جماعات اليمين المتطرف عنصرا خطرا على المجتمع، ولم تكن ميليشيا «الفتيان الفخورون» التي غازلها ترامب الوحيدة فى أمريكا، ويرصد تقرير منظمة «مشروع بيانات النزاعات المسلحة» الأمريكية نشاط أكثر من 80 ميليشيا مسلحة فى البلاد فى الأشهر الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية، ومنها «حراس القسم» و «الأقدام الخفية». ومن ناحية أخرى، نشرت الشبكة الأوروبية لمكافحة العنصرية «إينار» فى عام 2017 تقريرا عن مدى قوة وتأثير جماعات اليمين المتطرف المعادي للإسلام داخل أوروبا، ورصدت الشبكة تصريحات معادية لسياسيين منتخبين فى دول مثل رومانيا والنمسا والمجر، كوسيلة القضاء على التطرف الإسلامي والتطرف اليميني الغربي فى أيدي ساسة الغرب.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2