الإسكندرية تواجه «المكنسة» ومطروح تستغل السيول فى الرى

الإسكندرية تواجه «المكنسة» ومطروح تستغل السيول فى الرىالإسكندرية تواجه «المكنسة» ومطروح تستغل السيول فى الرى

خاص15-11-2020 | 19:45

كتبت: سلوى محمود تصوير: عبد العزيز بدوى قبل موعدها بحوالى عشرة أيام تهب على الإسكندرية نوة «المكنسة» وهى أول النوات التى تهب سنويا على الإسكندرية خلال فصل الشتاء وعددها 18 نوة تحمل الأمطار الغزيرة والبرق والرعد والعواصف الباردة ورغم أن موعد نوة المكنسة يوم 16 نوفمبر إلا أنها بدأت بالإسكندرية منذ يوم 5 نوفمبر واستمرت عدة أيام بكمية أمطار غزيرة جدا فاقت التوقعات وهو ما اتضح بعد تراكم المياه أسفل كوبرى المندرة الشهير وما ترتب على ذلك من إغلاق الطريق المتوجه من المنتزه والمندرة إلى المعمورة وأبوقير، وهو ما دفع المحافظة إلى فتح بوابات حدائق المنتزه لتمر منها السيارات المتجهة من وسط وشرق الإسكندرية إلى المعمورة وأبى قير وتخرج من البوابة الموجودة بالمعمورة وهو ما يحدث لأول مرة، وتمت السيطرة على الموقف من خلال هيئة الصرف الصحى كما تم إزالة تراكمات المياه وفتح الطريق مرة أخرى. منذ شهر مارس الماضى شدد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية على جميع المسئولين ورئيس شركة الصرف الصحى بضرورة مراجعة كل المعدات اللازمة وسيارات شفط المياه ومحطات الرفع والصرف الصحى على مستوى المحافظة وعمل الصيانة اللازمة لها، والتأكد من جاهزيتها واستعدادها لاستقبال موسم الأمطار والنوات الشديدة، مطالبًا بالتنسيق مع الأحياء لمراجعة شنايش الأمطار وتطهيرها، ورفع كل المخلفات الناتجة عن عمليات التطهير منعا لانسدادها مرة أخرى. وشهد الشريف تطبيق عدة نماذج محاكاة، لاختبار أداء وكفاءة طلمبات الصرف الصحى ومتابعة سرعة تصريف المياه بها استعدادا لاستقبال موسم الشتاء ٢٠٢١، وذلك بأهم النقاط الساخنة بالمحافظة مثل كوبرى استانلى وسيدى جابر وأمام فندق أزور، ونفق كليوباترا شرق الإسكندرية ونفق قناة السويس وسط المدينة. وحرصاً من المحافظة على توفير خدمات طارئة للمواطنين أثناء الأزمات، وجه محافظ الإسكندرية بتخصيص سيارة «كساحة» من المحافظة كخدمة مجانية للمواطنين الذين تتعرض سيارتهم إلى أعطال أثناء سقوط الأمطار الشديدة التى تمر بها المحافظة. الاستعداد مبكرا ويقول اللواء محمود نافع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للصرف الصحى، إن الهيئة بدأت مبكرا جدا منذ شهر مارس الماضى فى الاستعدادات لفصل الشتاء وموسم الأمطار وأشار إلى أن المحافظ اللواء محمد الشريف والمهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى تواجدا فى شوارع الإسكندرية أثناء نوة المكنسة للإشراف على العمل، وأضاف أن الشركة بدأت عمليات تطهير لشنايش المطر (بلاعات لتجميع مياه الأمطار وصرفها) والمطابق ومحطات المعالجة ومصبات الأمطار على البحر، حيث إن الإسكندرية بها 20 محطة معالجة لمياه الصرف، و180 محطة رفع و104966 مطبقا و32390 شنيشة مطر، و66 مصبا للأمطار بطول الكورنيش، ويبلغ طول شبكات الصرف 3625 كم وطول خطوط الطرد 305.83 كم، وقد تم الانتهاء من تطهير جميع الشنايش والمطابق قبل بداية فصل الشتاء بعدة أشهر، وبالنسبة للشنايش كنا بعد تطهيرها نقوم بتغطية كل شنيش بالخيش حتى لا يحدث سدد لها من القمامة أو أتربة الشارع، ومنذ شهر سبتمبر نقوم بنزع الخيش حتى تستطيع الشنايش استيعاب كميات الأمطار التى تحدث فى الإسكندرية، وبعد كل نوة سوف نقوم مباشرة بتطهير الشنايش مرة أخرى. ويضيف قائلا إن نوة المكنسة جاءت هذا العام مبكرة عن موعدها بعدة أيام وجاءت بكميات أمطار غزيرة جدا وغير متوقعة وكانت تستمر كل مرة لمدد تصل إلى خمس ساعات متواصلة وهو ما أثر بعض الشىء وتسبب فى تراكم كميات من المياه فى بعض الأماكن نظرا لأن شبكة الصرف طاقة الاستيعاب بها 1.8 مليون متر مكعب يوميا، ولكن كمية الأمطار المتساقطة تجاوزت 4 ملايين متر مكعب يوميا وبالتالى لم تستطع المصبات ابتلاع كميات المياه التى كانت أكثر من المتوقع وهو ما آخر تصريفها بعض الشىء لكن تمكننا من السيطرة عليها والتعامل من خلال عربات الكسح وعربات السيول، ومياه الأمطار تنزل إلى شنايش المطر ومنه يتم تصريفها عن طريق المصبات إلى البحر فى المناطق القريبة من البحر وفى المناطق البعيدة يتم صرفها من الشنايش ومن الشنيشة إلى البلاعة ومن البلاعة إلى البيارة ومن البيارة إلى المحطة ومن المحطة الى المصرف، وأى خلل فى أى جزء منها يعطل الصرف كما أن المصبات البحرية لم تستطع فى البداية استيعاب كل المياه التى تزيد بشدة وبشكل مستمر ولكن تمكنا من التعامل معها. 95 عربة شفط وأضاف أننا نقوم بتوزيع العربات والتمركزات فى المناطق التى بها مشاكل طوال الـ 24 ساعة، والهيئة أعدت قبل بداية النوات حوالى 95 عربة شفط ومدمجات تقوم بعملية تسليك تحت الأرض لتسليك الشنايش موزعة على كامل مساحة الإسكندرية، وهناك بدالات لشفط المياه من المناطق العشوائية الضيقة التى يصعب دخول عربات الكسح إليها حيث تقوم البدالات بشفط المياه وإلقائها فى أقرب محطة صرف وهناك سيارتان للسيول واحدة فى شرق المدينة والأخرى فى الغرب تقوم بشفط المياه إذا كانت كميات ضخمة فهى تعتبر محطة صرف صحى متنقلة، فالسيارة الواحدة تساوى قدرة 135 عربة والعمل مستمر طوال الليل والنهار لمنع استمرارية تجمعات للمياه فى الشوارع. كوبرى المندرة أما ما يخص نفق المندرة فيقول اللواء محمود نافع أن النفق قد تم حل مشكلته منذ فترة وتم تركيب ثلاث طلمبات لصرف المياه منه إلى البحر ومنع حدوث أية تجمعات، لكن ما حدث فى اليوم الأول لنوة المكنسة هذا العام أن انقطعت الكهرباء عدة مرات فتوقفت الطلمبات وبالتالى تراكمت المياه وتوقف المرور لكن تم حل المشكلة وشفط المياه بالكامل وتشغيل الطلمبات وعاد المرور مرة أخرى دون أية مشاكل. وعن إمكانية عمل شبكة خاصة لمياه الأمطار وتجميعها فى خزانات والاستفادة منها قال أن هذا المشروع نحاول دراسته ولكنه يحتاج إلى تكلفة ضخمة وسنوات طويلة للتنفيذ. رفع درجة الاستعداد أما محافظة مطروح فالأمطار كانت غزيرة جدا ووصلت لدرجة السيول فى المنطقة بداية من السلوم وحتى شرق مطروح، مع عدم اكتمال مشروع الصرف الصحى لمطروح وعدم إنشاء شنايش الأمطار وهو ما زاد من المشكلة. ورغم ذلك فإن محافظة مطروح تختلف فى استقبالها لموسم الشتاء مع فرحة الأهالى بقدوم الخير مع بدء موسم الزراعة الذى يعتمد على الرى المطرى خاصة القمح بمساحة ٣٠ الف فدان والشعير بمساحة ٢٥٠ ألف فدان. وقد تم رفع درجة الاستعداد بمدن ومراكز المحافظة، لمواجهة حالة عدم الاستقرار المتوقعة فى الأحوال الجوية التى بدأت فجر السبت بسقوط أمطار غزيرة على عدد من مدن المحافظة منها العاصمة مرسى مطروح وتم تكليف رؤساء المراكز والمدن بالمحافظة بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي، وشركة الكهرباء والحماية المدنية، والجهات المعنية برفع حالة الطوارئ واتخاذ كافة التدابير اللازمة والتأكد من جاهزية كافة الأجهزة المعنية لمواجهة أى حادث طارئ نتيجة سقوط الأمطار. إضافة إلى متابعة تطهير مخرات السيول أول باول بالمناطق المختلفة التى تشهد أمطارا غزيرة والبالغ عددها 86 مخرًا، على مستوى مدن المحافظة، ووضع خطة لإزالة تجمعات المياه من الطرق السريعة وشوارع المدن وقت سقوط الأمطار أولاً بأول. كما يتم المرور من خلال رؤساء المدن على غرف وشنايش صرف الأمطار، كل فى نطاق مركزه للتأكد من عملها بكفاءة، كذلك تمت مراجعة كفاءة وتجهيز كافة المعدات المخصصة لسحب مياه الأمطار من سيارات الكسح المخصصة لشفط المياه، وسيارات الحماية المدنية وسرعة التوجه لمكان تجمعات الأمطار حال سقوط أمطار غزيرة، مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة التقلبات الجوية المحتملة وتقوم غرفة العمليات والأزمات بالمحافظة على مدار الساعة بمتابعة الموقف أولا بأول.. بالتنسيق مع غرف العمليات الفرعية بالمراكز والمدن، ومتابعة إجراء مواجهة أى آثار سلبية تنتج عن سوء الأحوال الجوية. كذلك التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية بالمحافظة والمتابعة على مدار الساعة خلال فترة عدم الاستقرار واتخاذ التدابير اللازمة والتعامل الفورى مع أى حادث طارئ. اكتمال مشروع ويقول اللواء خالد شعيب محافظ مطروح إن حجم الأمطار والسيول هذا العام ربما لا مثيل له منذ عدة سنوات ولكن الامطار، يستقبلها الأهالى فى مطروح خاصة فى القرى الصحراوية بالسعادة لأن كل الخزانات والآبار تمتلىء بالمياه الصالحة للشرب والزراعة وإذا كان 90% خير فهناك 10% ضرر لأن كمية الأمطار فاقت التوقعات بالإضافة إلى السيول التى جاءت من الكيلو 4 ووادى خروبة ووادى الرمل، وبدأت السيطرة على السيول من خلال عربة السيول، بعض المقابر كانت كمية المياه كبيرة جدا، وتم السيطرة عليها، والمشكلة أن المناطق التى غرقت هى المناطق التى لم يكتمل مشروع الصرف الصحى بها ولم يتم عمل شنايش المطر بها، وتم تعطيل المدارس يوم بيوم وإعطاء إجازات للموظفات اللآتى لديهن أطفال بالحضانات. وكان هناك أسر تحتاج إلى الإيواء نظرا لغرق بيوتهم، وأهل مطروح لأنهم أهل كرم لم ينتظروا المحافظة لتساعد جيرانهم ولكن سبقوا المحافظة واستضافوا الأهالى المحتاجين للإغاثة فى منازلهم. وأضاف قائلا إن المحافظة حاليا تعمل فى المرحلة الثالثة والأخيرة لمشروع الصرف الصحى لمطروح بعد نهاية المرحلة الأولى والثانية، وفى نهايتها تكون الشنايش قد اكتملت وأصبحت قادرة على استيعاب مياه الأمطار بالمحافظة، وفى بداية فبراير القادم يكون المشروع قد اكتمل.
أضف تعليق