إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا» خد وهات.. «جووووون»!

تعيش مصر هذه الأيام أجواء كروية بامتياز.. مباريات الفريق القومى المؤهلة لكأس العالم.. والحسابات الكروية المعقدة.. البطولة الإفريقية التى سيتوج بها  نادٍ مصرى ملكًا على عرش الكرة الإفريقية.. وإن كانت ستصيب نصف المصريين بفرحة غامرة ونصفهم الآخر بحزن ويأس وإحباط.. أضف لذلك كله إصابة ندار المعاجم النجوم ومعشوق الجماهير محمد صلاح بالكورونا.. ثم قضية رئيس نادى الزمالك وما أثير حولها من جدل.. والمصير المجهول الذى يمكن أن يقابله رئيس النادى "المعزول"!.. أضف لذلك كله أخبار الصفقات السرية التى تتبارى كل الأندية المصرية فى الفوز بها.. كل هذه الأحداث والأجواء الساخنة جعلت الاهتمام الكروى يسبق غيره من اهتمامات المصريين.. الانتخابات المحلية والانتخابات الأمريكية.. موجة الإرهاب التى تضرب أوروبا.. قضية المصالحة الليبية التى كلما اقترب فيها الفرقاء من حل.. ابتعدوا.. وحتى أخبار لقاح الكورونا لم يستطع أن يسبق اهتمام المصريين بكرة القدم! وأستعير من هذا الاهتمام الكروى عنوان هذا المقال: "خد وهات.. جووون"، لكن "الجون" هنا ليس فى مرمى الأهلى أو الزمالك أو أى فريق كروى.. وإنما فى مرمى الإخوان! أصدرت هيئة كبار العلماء فى السعودية بيانًا.. فى تقديرى أنه كان زلزالاً اهتز له تنظيم الإخوان الدولى.. اقرأ ما جاء فى البيان من كلمات ومعانٍ لتعرف أننى لا أبالغ! يقول البيان: إن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية منحرفة لا تمثل منهج الإسلام.. وأنها تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدى ديننا الحنيف.. وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.. ومضى البيان إلى ما هو أبعد فقال إن جماعة الإخوان جماعة منحرفة قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحُكّام وإثارة الفتن فى الدول وزعزعة التعايش فى الوطن الواحد.. ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية.. ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يصدر منها عناية بالعقيدة الإسلامية ولا بعلوم الكتاب والسُنّة.. وإنما غايتها الوصول إلى الحُكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئًا بالشرور والفتن.. ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت فى البلاد والعباد فسادًا مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم.. ليس خافيًا المكانة التى تتمتع بها هيئة كبار العلماء.. وليس خافيًا أن كلمات البيان استطاعت أن تجرد جماعة الإخوان من كل ما تستر به نفسها من إدعاءات وأكاذيب، ولهذا السبب لم يكد يمضي على صدور هذا البيان إلا ساعة واحدة حتى أصدرت الجماعة بيانًا حاولت من خلاله أن تنفى كل ما جاء فى بيان هيئة كبار العلماء.. قال بيان الإخوان ما معناه.. حرام عليكم.. احنا جماعة دعوية لا علاقة لنا بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، وبعدين احنا مش إرهابيين إحنا ناس بتوع ربنا.. احنا حتى منعرفش ندبح فرخة!.. بيان الإخوان ردًا على بيان هيئة كبار العلماء أكد أن الإخوان جماعة دعوية وليس من أهدافها أن تحكم.. وأكد البيان أيضا أن الإخوان لا علاقة لهم بالإرهاب.. ولا أعرف كيف يمتلك الإخوان هذه القدرة الهائلة على التبجح؟! إذا كانوا جماعة دعوية لا يريدون الحكم كما يزعمون.. فلماذا يختلفون مع كل حكومة وكل نظام.. ولماذا حاربوا من أجل دخول البرلمان.. ولماذا دخلوا الانتخابات الرئاسية وزوّروها؟! أما بالنسبة للإرهاب فماذا يكون الإخوان إذا لم يكونوا إرهابيين.. تاريخهم وحاضرهم مليء بالدم.. اغتالوا قضاة ووزراء ورؤساء وزراء ورؤساء جمهورية، اغتالوا جنود وضباط وأبرياء.. استخدموا الأحزمة الناسفة والعربات المفخخة.. وليس خافيا أن العالم كله أصبح يعرف حقيقة الإخوان.. وليس خافيا أن بيان هيئة كبار العلماء قد رسّخ حقيقة الإخوان.. لكن هل حقق بيان هيئة كبار العلماء هدفه.. هل تمكن البيان من إحراز هدف فى مرمى الإخوان؟! الحقيقة أن هذا الهدف فى مرمى الإخوان كان من الممكن أن يكون مؤكدًا لو أن الأزهر أدلى بدلوه فى هذه المسألة.. الأزهر له مكانة كبيرة ليس فقط فى نفوس المصريين وإنما فى نفوس كل مسلمى العالم.. وإذا قام الأزهر بإصدار بيان مماثل لبيان هيئة كبار العلماء فى هذا التوقيت فمن المؤكد أن مرمى الإخوان سيدخله هدف مؤكد يهزم الإخوان ويطيح بهم خارج المشهد.. بيان الأزهر مع بيان هيئة كبار العلماء سيكون بالفعل لعبة حلوة بطريقة خد وهات.. فى انتظار سماع صوت الأزهر يا دكتور أحمد الطيب!