النص الكامل لكلمة الرئيس فى مؤتمر دعم لبنان

النص الكامل لكلمة الرئيس فى مؤتمر دعم لبنانالنص الكامل لكلمة الرئيس فى مؤتمر دعم لبنان

* عاجل2-12-2020 | 22:35

دار المعارف شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، مساء اليوم الأربعاء، عبر الفيديو كونفرانس، فى المؤتمر الدولى الثانى لدعم لبنان، والذى نظمته فرنسا والأمم المتحدة، وبمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات بهدف حشد الدعم للبنان من قبل المجتمع الدولى فى مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، على الصعيد السياسى والاقتصادى والإنسانى، فى ظل استمرار التحديات الصعبة التى يواجهها الشعب اللبنانى. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أعرب خلال كلمته بأن المؤتمر يمثل رسالة دعم جديدة للبنان من الدول الصديقة ويؤكد على الرغبة فى العمل المشترك لدعم لبنان وشعبه وتعزيز أمنه واستقراره ليعود مزدهراً كما كان. كما أكد الرئيس أهمية وقوف المجتمع الدولى بالكامل إلى جانب الشعب اللبنانى الشقيق فى ظل هذه الظروف الصعبة، داعياً كافة القادة اللبنانيين إلى إعلاء مصلحة لبنان الوطنية، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبنانى الشقيق ووحدة نسيجه الوطنى للحيلولة دون الدخول فى حلقة مفرغة من الأزمات المتتالية. وفيما يلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المؤتمر الدولى الخاص بدعم الشعب اللبنانى: السيدات والسادة، يطيب لى أن أتوجه بالشكر لصديقى العزيز فخامة الرئيس "إيمانويل ماكرون"، لعقد المؤتمر الثانى لدعم الشعب اللبنانى الشقيق بالاشتراك مع الأمم المتحدة، وهو المؤتمر الذى ينعقد فى ظل استمرار التحديات الصعبة التى يواجهها الشعب اللبنانى، فضلاً عن أنه يمثل رسالة جديدة من الدول الصديقة للبنان بالرغبة فى العمل معاً لدعم لبنان وشعبه وتعزيز أمنه واستقراره ليعود مزدهراً كما كان. لقد تابعت مصر ولا تزال تداعيات حادث مرفأ بيروت على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، وبادرت مصر منذ اللحظة الأولى لوقوع هذه الفاجعة، انطلاقاً من مسئولياتها إزاء أشقائها العرب، بتقديم كافة أشكال العون والمساعدات للبنان وذلك من خلال جسر جوى وآخر بحرى لنقل مساعدات إنسانية وغذائية ضخمة لتعويض لبنان عما فقده من مخزونه الاستراتيجى من المواد الغذائية الضرورية، وجاء هذا الدعم ليتكامل مع جهود المستشفى المصرى الميدانى ببيروت والذى يقدم الخدمات الطبية يومياً للبنانيين، واستقبل منذ افتتاحه فى يناير الماضى أكثر من 80 ألف حالة. ولم تقتصر جهود مصر على المساهمات الحكومية فحسب، حيث شاركت المؤسسات الدينية فى تقديم الدعم للبنان، فقدم كل من الأزهر الشريف والكنائس المصرية عشرات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية المتنوعة، كما تم إرسال مساعدات نوعية للمساهمة فى جهود إعادة تأهيل المبانى التى تضررت من الانفجار. ولا يفوتنا أن نشير إلى أن هذه الظروف العصيبة التى يشهدها لبنان تتزامن مع ما يمر به عالمنا اليوم من ظروف استثنائية تتمثل فى الموجات المتتابعة لجائحة كورونا وما ألقت به من أعباء ثقيلة كماً وكيفاً على عاتق كافة دول العالم ودول المنطقة، ومن هنا فقد قدمت مصر دفعتين من عقار علاج وباء كورونا للجانب اللبنانى لمواجهة آثار الجائحة بما يخفف من الضغوط على الشعب اللبنانى الشقيق. السيدات والسادة، قد نختلف أحياناً فى تقديراتنا للأوضاع فى لبنان، ولكن فى ظل هذه الظروف العصيبة، فإننا كلنا متفقون على أهمية وقوفنا إلى جانب الشعب اللبنانى الشقيق، إذ لا مجال لتركه وحيداً أمام تلك الصعوبات التى اجتمعت عليه متتابعة. إن التحدى الحقيقى الذى يواجه لبنان حالياً هو حالة الانسداد السياسى التى يعانى منها، وعليه فإننى أدعو كافة القادة اللبنانيين إلى إعلاء مصلحة لبنان الوطنية، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبنانى الشقيق ووحدة نسيجه الوطنى للحيلولة دون الدخول فى حلقة مفرغة من الأزمات المتتالية. وكما يدرك المجتمع الدولى جيداً مسئولياته تجاه لبنان، فعلى كل لبنانى أن يدرك حجم التحديات التى تواجه وطنه وألا يدخر جهداً للقيام بواجبه، خاصةً أن أمن لبنان واستقراره باتا مهددين مجدداً، ومن هنا فإنه من الضرورى النأى بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية وتركيز الجهود على دعم وتقوية مؤسسات الدولة اللبنانية لتتمكن من الاضطلاع بمسئولياتها الوطنية فى تحقيق الاستقرار بلبنان. وأود أن أنتهز هذه المناسبة لأؤكد من جديد أن مؤتمرنا اليوم هو رسالة لكافة السياسيين اللبنانيين بأن المجتمع الدولى على استعداد لدعم لبنان فور تشكيل حكومة جديدة من ذوى الخبرة والنزاهة ومن خارج منطق المحاصصة والاصطفاف السياسى، وهو المطلب الذى عبرت عنه مختلف أطياف الشعب اللبنانى، فلا حل للأزمة اللبنانية إلا عن طريق تلبية المطالب المشروعة للشعب اللبنانى الشقيق واستعادة ثقة المجتمع العربى والدولى بما يتيح استئناف الدعم للبنان وانتقاله من مرحلة الدعم الإنسانى إلى مرحلة الدعم الاقتصادى. السيدات والسادة، لا يسعنى فى ختام كلمتى إلا أن أجدد الشكر للحكومة الفرنسية على مبادرتها بعقد هذا المؤتمر الهام بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وأن أؤكد على استعداد مصر لدعم لبنان وشعبه الشقيق لمواجهة كافة التحديات، وأن أعرب عن تمنياتنا للبنان بأن يتجاوز هذه الظروف القاسية بوحدة قادته وتماسك شعبه. وشكراً.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2