عاطف عبد الغني يكتب: دماء على الأسفلت

عاطف عبد الغني يكتب: دماء على الأسفلتعاطف عبد الغني يكتب: دماء على الأسفلت

الرأى6-12-2020 | 15:48

(1)

النشاط الهائل غير المسبوق فى تاريخ مصر فى حركة مد وتمهيد الطرق، والعمل على فك كل الاشتباكات المرورية عند التقاطعات داخل المدن المصرية، بصراحة جهد جبار يستحق الإشادة وشكر القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يوجه ويتابع، ويناقش، ويعدل، ويضغط على الحكومة، ورجال القوات المسلحة والمدنيين، القائمين علي العمل الحاضرون فى الشوارع ليل نهار، لسرعة التنفيذ وجودته لكننى لاحظت منذ مدة أن المخططين للعمل فكروا فى توفير الجهد والوقت والطاقة للمركبات، على الطرق ونسوا حق المشاة. ومنذ مدة وأنا أريد أن أكتب فى هذا الموضوع لكننى كنت أؤجل الكتابة، رغم تأثرى بوقوع بعض الحوادث حتى داخل المدن، التى طالها التطوير، وقد أغرت السيولة المرورية بها أصحاب السيارات لزيادة السرعات عن تلك المقررة داخل المدن، فوقعت حوادث أودت بحياة بشر، فلما عرفت بخبر الحادث التالى قررت ألا أؤجل ما انتويت عليه أكثر من ذلك.

(2)

شريف سعد، رجل فى بدايات العقد الرابع من عمره، ويعمل سكرتيرًا بمحكمة جنوب الجيزة، متزوج ويعول 4 أطفال أصغرهم عمره عامين ونصف العام، كان عائدا أو ذاهبا إلى عمل يقضيه، عندما صدمته سيارة حديثة فارهة وهو يعبر طريق الواحات أمام "دريم لاند".  وحسب ما تواتر فى أخبار الحادث فأن قائد السيارة ابن وزير سابق، وكان يقود تحت تأثير المخدر، ومن هنا كان الاهتمام بالخبر الذى يحمل بالتأكيد كل عوامل الإثارة والتشويق، هذه هى الصحافة التى خبرناها، وهذا ما يبحث عنه القارئ وغالبا سوف نهمل الضحية الذى أريقت دمائه على الأسفلت، ولن نناقش مصير أسرته، زوجته وأولاده ومستقبل الأسرة الذى تهدد بالدمار، ونركز على الوزير السابق، والشاب الذى يقود تحت تأثير المخدر، ومن الصحافة إلى "السوشيال ميديا" انتظروا الهيجان الذى لا يحل ولا يربط.

(3)

فى مكان الحادث وعلى طول طريق الواحات فى الأماكن التى صار على جانبيها كثافات سكانية، وأماكن عمل، وعلى الطرق الرئيسية والسريعة فى المدن الجديدة، وقعت وتقع كل يوم حوادث سير بسبب اضطرار المشاة أحيانا لعبور هذه الشوارع الواسعة السريعة إلى الاتجاه الآخر لركوب مواصلة أو التوجه للعمل، ويحدث هذا فى عدم وجود إشارات مرور تجبر السيارات على التوقف للمشاة، للمشاة فقط، عند نقاط تجمع معينة، كما هو معمول بها فى الدول المتقدمة، التى نقترب من تصنيفاتها، أو نبنى كوبرى للمشاة أو نفق حسب ما تسمح به ظروف المكان، وخسارة هذا المجهود الجبار الذى تبذله الدولة المصرية فى قطاع الطرق والكبارى وهو بحق ثورة سوف ينتج عنها ثروة، لولا هذه اللبنة والثغرة التى تتسبب فى أن يفقد إنسان حياته وتتدمر أسرته، ونحن نبنى ليحيا الإنسان أعظم ما خلق الله سبحانه وتعالى حياة طيبة.

(4)

فى سياق آخر.. أنبه أن أنفلونزا هذا الشتاء مفترية، وجاءت كأنها تعلن عن جبروتها مقابل كورونا، ومن لم يصب بكورونا أصيب بالأنفلونزا، وتشمل أعراض الدور الذى ضربنى بشدة، خلال الأيام الماضية، تكسير فى كل أجزاء الجسم، سعال يزيد بشدة ليلا حتى يكاد يخلع الضلوع، آلام فى الحلق، والشعور بالضعف، مع الانصراف التام تقريبا عن الطعام، واستمرت معى هذه الأعراض حتى كتابة هذه السطور أسبوعا، ومازالت تحت العلاج، ويقال أن أنفلونزا هذا العام معدية بشدة، حتى أننى أخشى أن ينتقل الدور إليك عزيزى القارئ من مجرد قراءتك لهذا الكلام (ممكن بالإيحاء).. ربنا يستر.
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2