كتبت _ روضة فؤاد
مراسم تنصيب الرؤساء الأمريكيين تتسم بإجراءات وطقوس محددة وتقاليد معروفة، تتجاوز عادة النطاق المحلى، ليشاهدها ملايين الأشخاص حول العالم، وسط احتفاليات كبرى للشعب الأمريكى ، وطبقًا للدستور الأمريكى ، تنتهى الفترة الرئاسية للرئيس المنتهية ولايته ظهر 20 يناير، ويكون لزامًا على الرئيس الجديد أداء اليمين الدستورية فى نفس اليوم.
مع قرب تنصيب
جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية رسميًا، ليصبح الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأمريكية، أثيرت تساؤلات عديدة عن إجراءات حفل التنصيب فى ظل تفشى فيروس كورونا بشكل مثير للقلق، ومثلما كان لكورونا تأثيرًا على سير الانتخابات الأمريكية منذ البداية، بدءًا من الحملات الانتخابية للمرشحين، وطريقة إجراء الانتخابات، ينتظر أن تشهد مراسم تنصيب «بايدن» اختلافًا كبيرًاعن حفلات تنصيب الرؤساء السابقين، وهو ما أشار إليه الرئيس المنتخب فى حديث الأسبوع الماضى، حيث ذكر أن حفل التنصيب سيكون «افتراضيًا» كما حدث فى المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى الذى عُقد بشكل أساسى على الإنترنت.
وقال بايدن من مسقط رأسه فى «ويلمنجتون» إنه يتوقع أن يؤدى اليمين فى 20 يناير على المنصة التى تم بناؤها بالفعل على درجات مبنى الكونجرس الأمريكى، لكنه يريد تجنب الحشود التى تتجمع عادة لمشاهدة الحفل والعرض، مضيفًا «سنتبع ما يقوله العلم، وتوصيات الخبراء حول كيفية الحفاظ على سلامة الناس»، وتابع قائلًا «أعتقد بأنه من المحتمل ألا يكون هناك موكب افتتاحى ضخم فى شارع بنسلفانيا، لكن أعتقد أنكم سترون كثيرًا من النشاط الافتراضى فى الولايات فى جميع أمريكا، يشارك فيه أشخاص أكثر من ذى قبل».
وأشار الرئيس الأمريكى الذى يبلغ من العمر 78 عامًا إلى أن موظفيه يعملون مع الفريق الذى رتب مؤتمر الحزب الديمقراطى عبر الإنترنت فى أغسطس للتخطيط لأداء حفل محدود لأداء اليمين، متوقعًا أن يكون يوم التنصيب شيئًا أقرب إلى مؤتمر الحزب الديمقراطى منه إلى حفل التنصيب المعتاد، ورأى بايدن أن الناس يريدون أن يحتفلوا، وأن يكونوا قادرين على القول «أننا سلمنا المقاليد، ونمضى قدمًا.. الديمقراطية تعمل».
فى نفس السياق، قال «رون كين» أحد مساعدى الرئيس بايدن إن مراسم التنصيب ستُختصر لتقليل المخاطر الصحية فى ظل جائحة فيروس كورونا، وأضاف كلين، المرشح لمنصب كبير موظفى البيت الأبيض: «أعتقد أن الضرورات ستفرض تغييره بالتأكيد، من الواضح أن هذا لن يكون نفس نوع حفل التنصيب الذى شهدناه فى الماضى».
وقال المتحدث باسم لجنة الكونجرس المشتركة المكلفة بالإشراف على الحدث، إن الحفل المقرر إقامته فى واشنطن سيغيب عنه الكثير من التفاصيل التى كانت تقام سابقًا وبينها الحفل الاستعراضى على طول شارع بنسلفانيا خارج البيت الأبيض، أما حفل العشاء التقليدى الذى يقام بعد حفل التنصيب فقد يغيب عنه الطعام، بينما الرقصة الأولى التقليدية للرئيس المنتخب وزوجته قد تتحول إلى حدث افتراضى، إلا أن حفل أداء اليمين لن يكون افتراضيًا، خصوصا أن عملية بناء المنصة الرئيسية فى الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول بدأت فى الثالث من نوفمبر الماضى.
وإذا كان هذا موقف الرئيس بايدن، ومساعديه، ومنظمى الحفل، فإن «كامالا هاريس» نائبة الرئيس الأمريكى تجاهلت الحديث عن شكل حفل التنصيب، وفى نفس الوقت دعت مواطنيها لارتداء زى خاص خلال مراسم الاحتفال بتنصيب الرئيس، ونشرت هاريس تغريدة على تويتر قالت فيها «استعدوا للاحتفال بيوم التنصيب بالزى الخاص بهذا اليوم»، مرفقة تعليقها بصورة متحركة ترصد زيًا يتكون من مجموعة من الملابس التى تحمل اسمها واسم بايدن.
وبعيدًا عن شكل الحفل، فإن مراسم تنصيب بايدن تحمل أهمية خاصة، لإرساء شرعية الرئيس، خاصة فى ظل استمرار إنكار ترامب فوز بايدن، وذكرت العديد من التقارير الصحفية أن ترامب رفض تأكيد حضوره هذه المراسم، بينما قلل بايدن من أهمية حضور ترامب من عدمه مراسم التنصيب، وقال فى مقابلة مع «سى إن إن» «حضوره أو تخلفه لا يشكل أهمية بالنسبة لى، لكنه سيكون دليلًا على الانتقال السلمى للسلطة».
ويبدو أن ترامب لن يكتفى فقط بعدم حضور حفل تنصيب بايدن، فالمفاجأة التى ذكرتها بعض التقارير الصحفية أنه قد ينظم مهرجانًا موازيًا يوم حفل التنصيب، حيث كشف موقع «أكسيوس» الأمريكى أن ترامب يفكر فى مغادرة البيت الأبيض بطريقة «دراماتيكية» تتضمن رحلة جوية أخيرة على متن طائرة الرئاسة إلى فلوريدا، حيث سيحضر تجمعًا معارضًا أثناء تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وذكر الموقع أن حديث ترامب قد يخلق لحظة منقسمة على الشاشات الأمريكية، حيث يخاطب الرئيس المنتهية ولايته حشدًا هائلًا فى ساحة المطار، بينما يؤدى الزعيم القادم اليمين أمام جمهوره خارج مبنى الكابيتول.
وفى نفس السياق، ذكرت شبكة «إن بى سى نيوز» أن ترامب ينوى فى اليوم ذاته إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2024. وقد رفضت حملة ترامب التعليق على هذه التقارير أو خططه خلال هذا اليوم، وقال «جود ديرى» المتحدث باسم البيت الأبيض «إن المصادر المجهولة التى تزعم أنها تعرف ما يفكر فيه الرئيس ليس لديها أى فكرة، عندما يكون لدى الرئيس ترامب إعلان عن خططه ليوم 20 يناير سنعلنها».
كواليس حفل التنصيب، وماذا سيحدث خلال الحفل، ومفاجآت ترامب لإفساد الحفل كانت محورًا للعديد من التقارير الصحفية الأمريكية خلال الأسبوع الماضى، فطبقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، يُجرى حاليًا العديد من النقاشات حول مطالبة الجميع بارتداء الأقنعة، وأن يكون هناك تباعد اجتماعى فى الحفل، ومن المرجح أن يخضع المسموح لهم بالاقتراب من بايدن فى حفل التنصيب لفحوصات فيروس كورونا، كما يمكن إلغاء مأدبة الغذاء التقليدية التى تعقب أداء اليمين، وفى نفس السياق، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب لا ينوى حضور حفل تنصيب بايدن، وهو ما يجعله أول رئيس أمريكى منذ عام 1869 يرفض المشاركة فى أهم مراسم الانتقال السلمى للسلطة.