أمل إبراهيم تكتب: أسئلة ممنوعة

أمل إبراهيم تكتب: أسئلة ممنوعةأمل إبراهيم تكتب: أسئلة ممنوعة

* عاجل6-8-2017 | 23:27

فى كل مرة تثار فيها أى قضية لها علاقة بالتحرش تجد أننا نغضب، و نتحدث كثيرا، ونطرح النقاش حتى يهدأ الأمر، ونعود إلى حياتنا حتى نسمع عن قصة مختلفة، ومتحرش جديد، وضحية أخرى، ولا توجد حلول جذرية تنهى الأمر أو تردع الجناة أو تقلل من الظاهرة ، بل على العكس تتسرب إلى أماكن جديدة ماكانت تصل إليها سابقا وسط ذهول المجتمع، وهناك أسئلة يجب أن نبحث عن إجابات لها، على سبيل المثال: سؤال يجب أن نبحث عن إجابته الحقيقية دون تورية وهو :

لماذا تلزم كثير من النساء الصمت تجاه جريمة التحرش ولا يقمن بالإبلاغ عنها أو السير فى إجراءات قانونية حتى ينال المتحرش عقابه الفعلى؟!

الحقيقة أن هناك إجابة تقليدية ومعتادة على هذا السؤال وهى أنها لن تستفيد شيئا، ولن تنال إلا الشوشرة، وذكر أسمها فى قضية شائكة.

وهناك إجابة مسكوت عنها وهى أن الجنس أحد المواضيع المحرم تناولها فى النقاش، ولا يتم الحديث عنه إلا بين الأصدقاء همسا لأن كل مايتعلق به هو من قبيل العيب، وأمر سرى للغاية والأفدح أن له علاقة تلتصق دائما بالعار والفضائح حتى أن أقذر الشتائم هى تلك التى ترتبط بصفات أو أعضاء جنسية.

لذا تتجنب النساء الدخول فى مشاكل من هذا النوع الذى قد يتطرق لمناقشة تراها مخجلة بالنسبة لها، ومن ناحية أخرى لن تجد من يقف بجوارها أو يدافع عن حقها، فنحن نعيش فى مجتمع لا يرغب فيه أى شخص الدخول إلى أقسام البوليس، أو السير فى دهاليز القانون ويكفى المتحرش ما يناله من ضرب فى الشارع لو أستنجدت بالمارة مثلا.

من ناحية أخرى تتحمل - غالبا - المرأة جزء من الوزر واللوم، وأنها السبب المباشر فى حدوث التحرش ويتم تقريعها ورغم أنها ضحية أو مجنى عليها إلا أنها تتحمل عبء الذنب فى قضايا التحرش أو الطلاق أو العنوسة وحتى وفاة الزوج وصولا إلى إنجاب البنات وهذا جزء من مرض العنصرية الذى نعيش فيه دون أن ندرك أسبابه أو نحاول معالجته.

وفى بعض المجتمعات التى تجاورنا تتظاهر النساء لاصدار قانون يمنع زواج المغتصب من الضحية حتى يفلت من العقوبة وبرغم أنه تم إلغاء قانون مشابه فى مصر إلا أن ميراث التقاليد مازال فى بعض العقول المغلقة التى ترى أن النساء ملكية عامة وأن أفعال التحرش نوع من الإعجاب الذى يجب أن يسعدها لا أن يتم تجريمه ،والبعض يرى أن الكبت الجنسى أحد أهم أسباب التحرش ولكن ماذا عن الرجال المتزوجون والكبار فى السن؟!

التحرش جريمة تحولت إلى ظاهرة تسلب من النساء حريتهن فى السير، والعمل بكرامة، وتسبب الأحباط بعد إفلات الجناة دون عقوبة، فهل من وقفة جادة تحاول البحث عن إجابة لأسئلة معلقة؟!

    أضف تعليق

    المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2