نعيش في عالم مفتوح من التطور التكنولوجي و الالكتروني يتصدره مواقع التواصل الاجتماعي التي يستعملها ملايين المواطنين بشكل سهل و بدون قيود كثيرة و بالتالي يلعب الوعي هنا دورا كبيرا في استخدام هذه الآلية التي يمكن ان تتسبب في هدم و تفكيك المجتمع من خلال نشر خطاب الكراهية من خلالها مما يتسبب في مشكلات مجتمعية في غاية الخطورة .
وعلينا أن نفهم معنى خطاب الكراهية فهو أنماط متنوعة من التعبير تعمل على نشر الكراهية و التمييز و العداوة ضد فرد أو مجموعة أفراد مما يشجع على العنف و التعصب و الغضب داخل المجتمع متسببا في العديد من المشكلات الاجتماعية التي من شئنها هدم و تفكيك المجتمع سواء كان خطاب الكراهية موجه الى جماعة على اساس الدين او على اساس اللون او اي اختلافات اخرى .
ويعمل أعداء الوطن على تشجيع نشر خطاب الكراهية في المجتمع من خلال خلق سياق عام في المجتمع يشجع على العنف تجاه الآخر معتمدا على اشخاص يستطيعون التأثير على المجتمع و الرأي العام بتوجيه خطابات الكراهية الى المجتمع المراد هدمه و تفكيكه بنشر هذا الخطاب على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف حتى يرسم صورة ذهنية خاطئة لدى المجتمع تجعله يشعر بأن هناك رأي عام يتجه متوافقا مع خطاب الكراهية و بذلك يستقبل الجمهور هذا الخطاب و يتجاوب معه .
و لذا وجب علينا أن نعمل على رفع الوعي لدى المجتمع تجاه خطورة انتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي و تثقيف أفراد المجتمع مع اختلاف فئاتهم العمرية بشأن مخاطر الكراهية و التعصب و العنف تجاة اللآخر في المجتمع وأن تكون هناك آلية تمكن المواطنيين الوطنيين المحبين لهذا الوطن من سهولة الابلاغ عن أي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من شأنها حث المجتمع على الكراهية والعنف.
كما ينبغي علينا أن نهتم دائما بنشر المنشورات التي تحث المجتمع على السلام المجتمعي و قبول الآخر و التسامح عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف لتصحيح الصورة الذهنية لدى المجتمع و توجيه الرأي العام نحو السلوك المجتمعي البناء و الايجابي و الابتعاد عن السلوك المدمر للمجتمع.
و يجب أن نهتم جيدا بالفئات المجتمعية المستهدفة بخطاب الكراهية من اعداء الوطن حتى نشكل وجدانهم و نصحح لهم المفاهيم و نزيد من وعيهم تجاة المجتمع و ضرورة الحفاظ على تماسكه و عدم نشر روح الفتنة والكراهية داخل المجتمع.
إن الوعي إرادة وطن لذا وجب علينا جميعا أن نرفع وعي المجتمع تجاه خطورة الانجراف في نشر خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أن نقصد حتى لانعطي الفرصة الذهبية لأعداء الوطن في هدم و تفكيك المجتمع لكي تبقى مصر قوية شامخة لا تنكسر أبدا.