سماح عطية تكتب: مسألة رصيد.....!!
سماح عطية تكتب: مسألة رصيد.....!!
المسألة مسالة رصيد.... كل شخص مَرّ عليك في حياتك يضع بأفعاله وتصرفاته درجات قربُه أو بُعده... كُرهه أو حُبه.... احترامه أو عدم احترامه.. تقديره.. ومقداره وحجمه... يضع وحدات عددية داخل حسابه في البنك الحسّي والعاطفي والإنساني لديك...
كل شخص هوّ اللي بيصنع ذاته في عيون الآخرين ويحدد مكانه في قلوبهم ومساحته في عقولهم والوقت الذي يستحقه في يومهم....
كثيراً ما يمر عليك أناس قدروا يظهروا أجمل ما فيهم.. قدروا يحفروا في ذهنك صفاتهم وأفكارهم الجميلة.. أخلاقهم الحلوة...
أصولهم بتظهر بشكل واضح جداً في في كل كلمة وكل موضوع يتم فتحه للنقاش... قدروا يرسموا بحروف من ذهب أسماءهم في قلبك ...
وهو ما يجعل رصيدهم عندك تزيد وحداته بشكل كبير...
وعلى العكس تماماً.. هناك أناس خلال سنوات علاقتك بهم أخذوا يخسرون كل يوم وحدات من رصيدهم الإنساني لديك... للدرجة التي قد تصاب معها بالغباء المحاسبي... بل الأكثر من ذلك... قد تنتابك حالة من لوم و"نَهـر" نفسك بل وتعذيب لها... لأنك استمريت بعلاقتك بهم رغم سحبهم من رصيدهم عندك كل يوم على مرأى ومسمع منك إلى أن وصلت نفسك للإفلاس العاطفي ناحيتهم...
كل شخص لابد أن يضع البشر الذين يمرّون في حياته "تحت الميكرسكوب"... لابد أن يقوم بـ"فحصهم" فحصاً نفسياً وعاطفياً وعقلياً بشكل حاسم... لابد أن يخضعهم لاختبارات لأنه عندما يتم اكتشافهم على حقيقتهم... تصبح صدمة كبيرة وخسارة فادحة في بورصة الحياة...
وفي النهاية.. الموضوع في يدك... "أوْدع" لكل شخص في حياتك "وحداته العددية" التي يستحقها في حسابه الشخصي لديك... وعندما تنهي علاقتك الحياتية معه.... سلم له كشف حسابه ليري كشف حسابه الذي صنعه بأفعاله وتصرفاته.. بقُـربه وبُعده.. بمواقفه الجيدة والسيئة.. بدعْـمِه وخذلانه... بإنسانيته ووحشيته.