إيهاب حجازى يكتب: يا عزيزي.. كلهم «محسن»!

إيهاب حجازى يكتب: يا عزيزي.. كلهم «محسن»!إيهاب حجازى يكتب: يا عزيزي.. كلهم «محسن»!

الرأى19-12-2020 | 10:27

منذ خمسة عشر عاما تقريبًا، أكل نمر يعمل فى السيرك القومى اسمه محسن ساق حارسه أثناء تقديم الطعام له، وقتها قررت النيابة منع محسن من تقديم عروض السيرك لمدة خمسة عشر يوما حتى تستقر حالته وتهدأ أعصابه ويستطيع السيطرة على الموقف الانفعالى والتكيف والتعامل مع الآخرين، ولكن قرار منع النمر محسن من تقديم العروض لم يتم تنفيذه، وخرج يهز ذيله للجمهور، فى تحد سافر لتنفيذ قرارات النيابة ورفض تنفيذ القانون! بعد مرور كل هذه السنوات، يبدو أن آفة عدم تنفيذ القانون باتت مستمرة عندما تتحدى الشيشة وروادها تنفيذ قرارات الحكومة وحولتها لحبر على ورق يحرقه الفحم مع كل حجر يتناوله الزبائن على الكافيهات والمقاهى داخل و خارج حدود القاهرة الكبرى تحت سمع وبصر المحافظين ورؤساء الأحياء الذين تحولت سياستهم إلى رفع شعار لا أرى لا أسمع لا أتخذ أى قرار يزعج أباطرة المقاهى الذين أثبتوا بوضوح أنهم قادرون على تحطيم كل القوانين أمام قرقرة المدخنين وسلطان ونفوذ أصحاب السطوة والنفوذ. لا داعى لتحذيرات وزارة الصحة من خطر انتقال العدوى، لا داعى من بذل الجهد والمال وإجراء المزيد من الأبحاث للحفاظ على صحة المصريين، لا داعى للسعى نحو اتخاذ المزيد من القرارات التى يمكن أن تؤمن صحتنا العامة وقت انتشار ذلك الفيروس اللعين الذى مازال يهدد حياة البشر على الكرة الأرضية. ربما يعلم الجميع اليوم أن تدخين الشيشة يعد مصدرا رئيسيا لانتقال العدوى ومع ذلك حالة غير موصوفة تحدث ولا يستطيع العقل إدراكها عندما ترفض الحكومة تنفيذ قرارات الحكومة، ولا تفسير ولا استيعاب لحالة الصمت غير المبرر فى المحليات تجاه إهدار رواد الكافيهات والمقاهى لقرارات الحكومة ومواعيد الإغلاق دون أن يتحرك لها جفن. لا أستطيع حصر الإهمال والفساد الذى طال البعض  محليا سواء داخل حدود القاهرة الكبرى أو خارج حدودها فى تنفيذ قرارات الحكومة التى أصبحت بلا فائدة وقت أن أصبح الصمت سيد الموقف! فساد المحليات يعنى أن تصبح المخالفات بلا حصر ولا عدد، فساد المحليات يجعلنا نرفع شعار «يا عزيزى كلنا....» فهل يجوز التجاهل لخطر يهددنا فى كل دقيقة يموت فيها الأصحاء قبل غيرهم! لا نملك رفاهية الوقت، فى انتظار دور تشريعى جديد حتى يخرج قانون المحليات للنور وبالتالى إجراء الانتخابات المحلية التى طال انتظارها لعلنا نستطيع أن ننقذ ما يمكن إنقاذه.
أضف تعليق

إعلان آراك 2