بين الاعلام العمالى الصادق والعمال علاقة وثيقة لتحقيق الأهداف وخلق حالة من الاستقرار بين جموع الطبقة العاملة ، وقد تطور الإعلام بمختلف وسائله وخاصة فى فترة ما بعد الثورات التى مرت بمصرنا الغالية فأصبح الاعلام أداة هامة ومؤثرة فى الكثير من نواحى حياتنا لا سيما الاعلام العمالى حيث أن مجتمعات العمال دائماً ما تتطلع الى ما يبعث الطمأنينة فى نفوسهم من أخبار مقروءة أو مسموعة أو مرئية.
ولكن هناك بعض السلبيات فى الأسلوب المتبع فى متابعة وتغطية بعض الأنشطة العمالية و التى تفتقر الى اسلوب التهدئة وعدم الإثارة و استخدام منابرهم واقلامهم فى خلق حالة من القلق بين صفوف الطبقة العاملة بعدم الموضوعية فى طرح بعض المشكلات التى تواجه تلك الفئة من أبناء الوطن ، واصبح الشُغل الشاغل لقلة من الإعلاميين فى المجال العمالى لا يراعون أداب مهنتهم ولا إحترام منابرهم فأصبح كل همهم هو البحث عن ما يثير العمال سواء.
كان ذلك تصريحاً أو تلميحاً و قد دأب أصحاب هذا المسلك الى السعى للحصول على اى معلومة داخل اى قطاع عمالى وغالباً ما تكون هذه المعلومة منقوصة فيصنع منها خبراً على غير الحقيقة فتكون باعثاً على خلق حالة من التوتر بين صفوف عمال ذلك القطاع فتصبح شائعة ولتصحيح تلك المعلومة والرد على تلك الشائعة يتم بذل الوقت والجهد لإزالة اثار تلك الشائعة .
وهذه القلة ليس هدفها التقويم والتعمير بقدر ما يهدفون الى التشهير والهدم والتدمير بالتهييج المستمر لفئات المجتمع العمالى وليس لهم عذر فى ذلك إلا نتاج ضمائرهم وأهوائهم الخربة ، لذلك فهم بعيدون كل البعد عن خدمة الحاجات الوطنية والإنمائية للمجتمع. وأصحاب هذه الرؤية بحاجة إلى مراجعة شاملة وتطوير مستمر لأفكارهم بما يتلائم مع متطلبات هذه المرحلة التى تحتاج لتضافر الجهود لتنمية الوعى والسعى نحو نشر ثقافة الإعتدال وخصوصاً بين أفراد الطبقة العاملة واستغلال التطور والتقدم الهائل فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى نشر تلك الثقافة والتنوير للطبقة العاملة والتعامل بما يسمى الأخلاق الإعلامية ، والتى يقصد بها معايير الأصول الأخلاقية المهنية الواجب ان يراعيها هؤلاء أثناء التعامل مع قضايا المجتمع العمالى .
لذا فإن ترك الأقلام تُلقى التهم جُزافاً بدون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يكتب ما شاء فى أى وقت شاء غير مراعياً لما تقتضيه المصالح العُليا للوطن وهذا اسلوب لا يليق بما تُمليه عليه ضمائرنا فى هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر الحبيبة .
ولا يخفى على أحد أنه فى ظل العولمة و الثورة التكنولوجية ما للإعلام الإلكترونى من أهمية قصوى فى نقل المعلومة بشكل صادق و سريع جدا إلى الرأى العام العمالى للتعريف بقضاياهم وطرح رؤيتهم وإبراز إيجابياتهم بهدف توصيل صوتهم والدفاع عن حقوقهم العادلة والمشروعة ، ومعالجة سلبياتهم فى إطار من الحرص على مصلحة العمل والعامل والتى تصب فى المصلحة العامة للوطن ، فلقد أصبح الإعلام العمالى ، كما أوضح ذلك أهل الخبرة أداة تواصل جماهيرياً وشريكاً أساسياً فى العملية الإنتاجية وعاملاً بارزاً فى تهدئة الأجواء فى أوساطهم و نشر مطالبهم و طرح قضايا الطبقة العاملة المشروعة أمام الجهات المعنية . ولا يجب أن يتطفل هؤلاء الى أدوار ليست موكولة لهم .
وإننا و بإذن الله نثق أن هناك شرفاء فى هذه المهنة الهامة يتعاملون بمبادئ الأخلاقيات الإعلامية الهادفة الى زيادة الوعى وبث الطمأنينة بين أفراد الطبقة العاملة والعمل على تهيئة الأجواء لزيادة معدلات الإنتاج والحث على البناء والتعمير وليس الهدم والتدمير .